مع اقتراب موعد توريد محصول القصب بمحافظة الأقصر، هدد عدد من المزارعين بمركز ومدينة أرمنت بعدم توريد المحصول إلى المصنع إلا بعد زيادة سعر توريد الطن إلى 450 جنيها، مؤكدين ان مطالبهم مشروعة وان السعر الحالى لا يفي بمتطلبات تكلفه المحصول، الأمر الذى عرض الكثير من المزارعين للحبس والاستدانة جراء الشروط المفروضة من قبل بنك التنمية والائتمان الزراعي. كما أن هناك مشكلة فى نقل محصول القصب بالجرارات الزراعية عبر بلدة نجع دنقل جنوب غربى الأقصر والتى يرفض سكانها مرور الجرارات المحملة بالقصب داخل بلدتهم بعد الحوادث التى شهدتها القرية خلال الأعوام الماضية بسبب ضيق الطريق. وأكد أهالي “نجع دنقل” أنه تم الاتفاق مع المحافظة على توسعة ورصف الطريق، إلا أن ذلك لم يحدث برغم أن موسم توريد القصب سيبدأ بعد أيام قليلة. ومن جانبه، قال الحاج عبد الرءوف محمد صالح -أحد كبار المزارعين بالأقصر- أن زراعة القصب أصبحت بلا جدوى ولا تحقق أي عائد مادي مناسب. كما أكد عبد الرءوف أنه يفكر كثيرا في الاستفادة بالأراضى فى زراعة محاصيل أخرى كالقمح والفاكهة والحصول على عائدات مالية أعلى خاصة في ظل ما نعانيه من مصاعب شديدة فى الحصول على السماد وارتفاع تكلفة الأيدي العاملة. بينما قال محمود حسان -مزارع- أن جميع فئات الشعب حصلت على زيادات فى دخلها عقب الثورة ولم يتبقى إلا الفلاح المهدرة حقوقه دائما ويعانى الكثير من المتاعب بسبب السياسية الخاطئة للمسئولين فى مصر . وعلى الجانب الآخر، قال أحد المهندسين الزراعيين بمصنع سكر أرمنت -رفض ذكر اسمه- ل”حقوق دوت كوم”، أنه فى حال تنفيذ المزارعين تهديداتهم بالامتناع عن التوريد سيكون المزارعين هم الخاسر الأكبر لأن الكثير من المزارعين لا يملك مصدر آخر للدخل سوى القصب الذي سيتعرض للتلف. وتابع، كما أن الكثير منهم حصلوا على سلف بالآلاف من البنوك على حساب المحصول، والمسئولين رفعوا سعر توريد القصب 15 % سنوياً حيث وصل السعر إلى 233 جنيهاً فى عام 2010 م ثم إلى 282 هذا العام، كما أن هناك وعود من المسئولين بزيادة توريد الطن هذا العام إلى 330 جنيهاً للطن وهو سعر عادل للجميع لكن وصوله إلى 450 جنيهاً سيتسبب فى خسائر كبيرة للمصنع، موضحا أن المصنع والمزارعين فى قارب واحد وأن مصالحهم مشتركة ولا يجوز تحقيق مصلحة أي منهما على حساب الطرف الآخر. جدير بالذكر، أن محافظة الأقصر تقوم بزراعة محصول القصب بمقدار 34 ألف فدان تنتج ما يقرب من مليون و270 ألف طن سكر.