في ليلة رمضانية تحمل نسمات الشهر الكريم وفي ذكرى غزوة بدر الكبرى ، أقام الإخوان المسلمون بمركز يوسف الصديق إفطارهم السنوي بقرية الشواشنة ، أعقبه – بعد صلاة العشاء والقيام – حفل تكريم المتفوقين في الثانوية العامة بالمركز وحفظة القرآن الكريم والمحفظين . ففي يوم الأربعاء 17 من رمضان 1432 ه ، وقبل المغرب بأكثر من ساعة بدأ توافد المدعوين للإفطار – الذي أقيم بملعب الكرة بمركز شباب الشواشنة – والذي دعا إليه الإخوان المسلمون بمركز يوسف الصديق ، وعند أذان المغرب بلغ عدد الحاضرين أكثر من ألف مدعو حيث صلى الجميع صلاة المغرب ثم تناولوا إفطارهم ، وبعد الإفطار ألقيت كلمة ترحيب بالضيوف ألقاها – باسم الإخوان – عبد الرحمن بريك رحب فيها بالضيوف ، وبين أن رمضان يعلمنا معنى الوحدة ، وأشار إلى أننا لابد أن نتعلم من رمضان أن وحدتنا هي الأساس لمصر الثورة ، وقال إن مستقبل بلدنا الحبيب لن يستطيع فصيل سياسي واحد أن يبنيه بل لابد من تكاتف كل القوى السياسية لبناء هذا المستقبل ، ودعا إلى التبرع لإخواننا في الصومال الذين يعانون مجاعة أودت بالأخضر واليابس ، وقال إن البعض يقول : لماذا لم يتم التبرع بما أنفق في هذا الإفطار لإخواننا في الصومال ؟ ونقول إننا نمد يداً لإخواننا في مصرنا الحبيبة – من خلال هذا الإفطار - ونضعها في أيديهم لنبني مصر معاً ، ونمد اليد الأخرى – من غير فضل منا ولا منة – لإخواننا في الصومال بالمساعدة الواجبة علينا . ثم أقيمت فترة مسابقات ترفيهية قبل صلاة العشاء ، وبعد أن أدى الخاضرون صلاة العشاء والقيام بدأت فقرات الحفل الكبير الذي وصل عدد الحضور فيه إلى حوالي ألفي مواطن . بدأ الحفل – الذي قدمه رجب عبد القادر – بالقرآن الكريم للقارئ محمد رشاد ، ثم ألقى الشيخ أحمد عبد الجواد كلمة الإخوان المسلمين حيث أوضح أن الإخوان إذ يقيمون حفلهم هذا فإنهم يكرمون أهل الله وخاصته وهم حملة القرآن ، كما يكرمون المتفوقين من أبنائنا لأن الإسلام هو دين العلم ، وهو الدين الذي فيه ( إقرأ ) أول ما نزل من القرآن ، لذا فإن أمة ( إقرأ ) يجب أن تكون خير الأمم . ثم ألقى الشيخ / علي أحمد عبد الله مدير عام أوقاف يوسف الصديق كلمة وزارة الأوقاف حيث تحدث عن القرآن وقال إن القرآن هداية عامة ورسالة شاملة بما حوى من حكم وأحكام ودين ودنيا وسلوك وأخلاق ، حيث قال الله تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ ) ، وقال إن القرآن شرف قلده الله هذه الأمة ، فحينما تمسكت به وطبقته في حياتها عملاً وسلوكاً وأخلاقاً مكن الله لها في الأرض ونصرها على أعدائها ، بفضل هذا الكتاب الذي ربى الأجيال وخرّج الأبطال وقاد سفينة الأمة إلى شاطئ الأمن والأمان . ثم ألقى الطفل عمرو جمعة قصيدة مؤثرة بعنوان " معجزة صلاح الدين " نالت استحسان الحضور ، تلتها كلمة الشيخ عبد العال دسوقي محفظ القرآن والذي أتم حفظ القرآن على يديه المئات من أبناء المركز والمراكز الأخرى ، حيث شكر الإخوان المسلمين لأنهم – كما قال – يحملون هوية الأمة ، وقد ضحوا بالكثير من أجلها ، ثم قال إن الأمة ماكانت لتصل إلى ما وصلت إليه من ضعف إلا عندما أضاعت القرآن ، بينما الأولون وضعوا القرآن أمامهم فقادوا العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، أما نحن فأصبحنا أمة مهانة بعد أن أضعنا القرآن وأضعنا الجهاد . ثم تحدث الداعية الشيخ جمال حسن فقال إن القرآن رفع شأن الزمان والمكان ، وهو الذي يرفع شأن الأمة ( وإنه لذكر لك ولقومك ) ، وقال إن القرآن الذي فيه ( إقرأ ) يريد منا أن نقرأ كل العلوم باسم الله الذي خلق ، وقال إن الأمة التي نزل فيها القرآن لا يليق بها أن يكون بها أميّ واحد . ثم ألقى الطفل خليل محمد خليل قصيدة من قصائد الشيخ أمين الديب ، تلتها كلمة المهندس مصطفى جعفر ممثل حزب الحرية والعدالة أوضح فيها أن الحزب جاء وليد الثورة المباركة ، وقال إن الحزب لن يرضى إلا بتحقيق كل آمال هذا الشعب وكل مطالب الثورة ، وقال إن الحزب أمامه استحقاقات كثيرة أهمها الانتخابات التشريعية القادمة ثم الدستور ، وأوضح موقف الحزب من رفض إعلان دستوري للمبادئ فوق الدستورية رغم موافقة الحزب على تلك المبادئ ، وقال إن الحزب يريد أن يكزن الدستور القادم توافقياً يعبر عن إرادة الأمة وكل القوى والتيارات السياسية ، وأوضح أن الحزب يسعى لدولة مدنية عصرية مرجعيتها الإسلام . واختتم الخفل بتكريم المتفوقين من طلاب الثانوية العامة ( 25 طالب وطالبة ) من مدارس الشواشنة والنزلة والحامولي ووالي ميزار الثانوية ، ثم تكريم محفظي القرآن الكريم ، ثم حفظة القرآن الكريم ( وعددهم 60 منهم 20 للقرآن كاملاً ، 20 لنصف القرآن ، 20 لربع القرآن ) حيث حصلت فاطمة يوسف عبد الدايم على المركز الأول في حفظ القرآن الكريم كاملاً وكانت جائزتها رحلة عمرة ، بينما حصل باقي الفائزين على جوائز مالية كبيرة .