قال فضيلة الشيخ علي أحمد عبد الله مدير عام أوقاف يوسف الصديق إن إخواننا في الصومال الذين يعانون من مجاعة لم يشهدوها من قبل أحق بصدقة الفطر التي يخرجها المسلمون طهرة للصوم ، لذا يجب أن يبادر المسلمون بإخراجها كلها أو جزء منها لإخواننا في الصومال . وقال فضيلته – في الندوة التي عقدها ائتلاف أهالي الشواشنة بدار شروق بالقرية عقب صلاة التراويح مساء السبت 13 رمضان 1432 ه تحت عنوان " مدرسة رمضان : كيف نحسن استغلالها " - إن المال مال الله ونحن مستخلفون فيه ، لذا يجب أن ننفقه في طاعة الله ليكون لنا مدخراً عند الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . وقال فضيلة مدير عام أوقاف يوسف الصديق إن رمضان مدرسة نستفيد منها العديد من الدروس : الدرس الأول : الحصول على التقوى ، فهي الغاية المقصودة من الصوم ، فالتقوى أساس كل بر وجماع كل خير ، بل هي الدين كله ، فبالتقوى تحصل المراقبة لله في السر والعلن ، ومن لم يثمر فيه الصوم تقوى الله فلا أثر لصيامه ، فكيف يصوم المرء عن المباحات ويفطر على المحرمات ؟ الدرس الثاني : رمضان شهر القرآن ، فلعل الله سبحانه وتعالى جعل فريضة الصوم شكراً لله على نعمه والتي أهمها القرآن الكريم الذي أنزله الله في هذا الشهر العظيم ، فمن آتاه الله القرآن نال الشرف كل الشرف ، قال صلى الله عليه وسلم : إن لله أهلين من الناس ، قالوا : من يارسول الله ؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته . وقال فضيلته إن قراءة القرآن منها قراءة لفظية وهي القراءة المعروفة بين الناس ومنها القراءة الحكمية وهي العمل بما في القرآن من أوامر ونواه ، وقال إن القرآن هو الملجأ عند كل شدة والمنقذ من كل فتنة ، والقرآن هو الذي أنشأ الرجال وربى الأبطال الذين عملوا به فسادوا الأمم ، لذا يجب – خاصة بعد الثورة – أن تعود الأمة إلى القرآن دراسة له وتنفيذاً لأحكامه وعملاً بمبادئه لتعود للأمة كرامتها ويعود لها عزها . الدرس الثالث : رمضان شهر الجود والكرم والإيثار ، لذا يجب أن ننظر بعين الشفقة إلى الفقراء والمحتاجين والمعوزين ، فمن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، فيجب أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أجود الناس بالخير خاصة في رمضان ، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر . الدرس الرابع : رمضان شهر الفتوحات والانتصارات ، فمعظم انتصارات المسلمين العظيمة كانت في رمضان مثل بدر والفتح وعين جالوت والعاشر من رمضان ، وقال فضيلته إن الانتصارات تراجعت عندما نسي المسلمون ذلك وحسبوا أن رمضان شهر التكاسل والدعة والراحة ، ونسوا أن يعلموا أبناءهم صحيح الدين . ونبه فضيلته إلى أن الشباب المنحرف لا يتحمل – وحده – مسئولية انحرافه ، بل يتحملها معه الآباء والمربون الذين غفلوا عن التربية الصحيحة لهؤلاء الشباب ، وأهاب بالآباء والمربين والمسئولين أن يتقوا الله في الشباب ويأخذوا بأيديهم إلى الطريق القويم ليكونوا أداة بناء للمجتمع . وفي ختام الندوة – التي استمرت قرابة الساعتين - أجاب فضيلته عن الأسئلة التي وجهها إليه الحاضرون .