أعربت الأممالمتحدة عن قلقها مجددا إزاء محنة نحو خمسة الاف لاجئ فلسطيني فروا من مخيمهم في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، بعد أن تعرضت المنطقة لهجوم من قبل قوات الحكومة السورية. قال كريستوفر غانيس المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا إن الوضع مقلق للغاية، ودعا سوريا الى السماح بالوصول إلى اللاجئين. كما أحصى انسحاب حوالي خمس عشرة مدرعة، على الطريق المار قرب مشفى الفرات، وهي محمولة على شاحنات. وقال سكان من دير الزور إنهم يقومون "بوداع الجيش بعد عودة الأمن إلى المدينة". لكن إحدى الساكنات قالت إنها تخشى أن يقوم بعض المحتجين والمسلحين بالعودة إلى الشوارع بعد خروج الجيش والقيام بأعمال انتقامية. ونقل أحد السكان أن المحتجين إضافة إلى مسلحين سيطروا على جوامع المدينة وأغلقوا المؤسسات الرسمية وأحرقوا البعض منها. كما أقاموا حواجز توزعت في شوارع المدينة وذلك قبل دخول الجيش إليها بداية الشهر الجاري، حيث خاض صدامات مع مسلحين في أحياء المدينة وخاصة حي الجورة وحي الحويقة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وكانت مدينة دير الزور قد شهدت تظاهرات احتجاجية ضخمة، خلال الأشهر الأخيرة، مناهضة للنظام. وأثناء تجوال بي بي سي في المدينة، لوحظ تواجد لحواجز أمنية عند مفارق الطرق، مع حركة شبه عادية، ولكن دون كثافة في حركة السيارات، بينما تواجدت نقاط أمنية وحراسات قرب المشافي وقرب المتحف الوطني في المدينة. وقد نظمت وزارة الإعلام جولة للصحفيين في المدينة، متيحة المجال للقاءات مع السكان. ونقلت وكالة رويترز عن ياسر عبد ربه، الامين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، قوله "إن قصف بيوت الصفيح بالدبابات والزوارق الحربية يعتبر جريمة ضد الانسانية." وقد افاد سكان في اللاذقية ان دبابات الجيش السوري جددت قصفها لعدد من احياء المدينة صباح اليوم الثلاثاء، وهو اليوم الرابع من الهجوم العسكري الذي يستهدف المدينة بهدف سحق الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد. في غضون ذلك، قال مراسلنا في سورية إن قوات من الجيش بدأت انسحابا من مدينة دير الزور شرقي البلاد قرب الحدود العراقية. واحصى مراسل بي بي سي 7 اليات مدرعة ونحو 10 شاحنات محملة بالجنود المسلحين وهي تخرج من المدينة قرب مدرسة الشرطة في احدى ضواحي المدينة، واضاف ان الحركة في المدينة تبدو ضعيفة مع وجود حواجز امنية على مفارق الطرق. وفي حمص، أبلغ نشطاء من المدينة المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاتصالات الارضية والخلوية قطعت عن حي عشيرة بالمدينة، كما سمعت اصوات اطلاق رصاص في محيط باب السباع. كما اكدوا وفاة مواطنين اثنين فجر اليوم الثلاثاء متأثرين بجراح اصيبا بها مساء الامس عندما اطلقت قوات الامن النار لتفريق مظاهرات خرجت بعد صلاة التراويح. الانروا وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد اعلنت يوم الاثنين أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين فروا من مخيم الرمل في اللاذقية جراء تعرضه للقصف. وطالبت الوكالة الحكومة السورية بالسماح لممثليها بدخول المخيم. وقال الناطق غونيس لبي بي سي إن الوكالة "ليست لديها معلومات عن مكان وجود الفارين في الوقت الحالي أو عدد النساء والأطفال بينهم". ووصف المتحدث الوضع في المخيم بأنه "ينذر بالخطر" وقال إن السلطات السورية أمرت بعض اللاجئين بمغادرة المخيم، بينما غادر آخرون بإرادتهم. وقال غونيس لوكالة فرانس برس إن "الاشارات التي نتلقاها غير مشجعة، هناك سفن حربية تطلق النيران على مخيمات اللاجئين وهناك قصف من البر على المخيمات ايضا". من جهته قال ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية: "اننا ندين بشدة عمليات القوات السورية في اقتحام وقصف مخيم الرمل الفلسطيني في اللاذقية وتهجير سكانه ونعتبر ان هذا العمل يشكل جريمة ضد الانسانية". تحذير وفي أنقرة وجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تحذيرا أخيرا للنظام السوري مطالبا إياه بوقف العنف فورا ضد المدنيين وإلا فإن تركيا لن تكتفي بتوجيه تحذيرات شفهية على حد قوله. وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي "هذه كلمتنا الاخيرة للسلطات السورية اول ما نتوقعه هو ان تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط." واضاف دون الخوض في تفاصيل "اذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ". كما دعت وزارة الخارجية الألمانية إلى فرض مزيد من العقوبات الأوروبية على دمشق وحثت مجلس الامن الدولي على مناقشة الحملة الامنية الحكومية هناك مرة أخرى هذا الاسبوع.