أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "أونروا"، يوم الاثنين، أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين فروا من مخيم للاجئين في مدينة "اللاذقية" السورية ، بعضهم هربا من إطلاق النار، وآخرون بناء على أوامر من السلطات السورية. وقال المتحدث باسم "الأونروا " كريستوفر جانيس: إن ما "بين 5000 و 10000 فروا و لا نعرف مكان هؤلاء الأشخاص ، ولذا فالأمر يبعث على القلق البالغ"، مشيرًا إلى أن هناك عددًا قليلا من القتلى، وما يقرب من 20 مصابا. ويقول سكان اللاذقية إن مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين كان ضمن الأهداف التي ضربتها قوات الأمن السورية التي تهاجم مناطق يتظاهر فيها محتجون ضد الحكومة السورية. وطالب جانيس دمشق بالسماح لها بدخول المخيم، وقال: "يجب أن ندخل إلى هناك ونعرف ما الذي يحصل". وأشار جانيس إلى أن التقارير الواردة من مخيم الرمل تتحدث عن "نيران مدفعية حاصرت المنطقة بالإضافة إلى نيران قطع بحرية". وقال المتحدث باسم الأونروا إن "الإشارات التي نتلقاها غير مشجعة، هناك سفن حربية تطلق النيران على مخيمات اللاجئين وهناك قصف من البر على المخيمات أيضا". وأضاف "قالت القوى الأمنية السورية للبعض بالمغادرة بينما ذهب آخرون بإرادتهم، نحن لا نعرف أين هؤلاء الآن ومن منهم مريض أو مصاب أو ميت" وفق وكالة فرانس برس. الوضع الميداني: ميدانيًّا، قال سكان إن القوات السورية قصفت حيًا سكنيًا في اللاذقية يوم الاثنين وهو اليوم الثالث من الهجوم على الأحياء التي يقطنها السنة في المدينة الساحلية التي تشهد احتجاجات متصاعدة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد. ووسع الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية في سوريا نطاق الهجوم العسكري لسحق الانتفاضة المستمرة منذ خمسة أشهر للمطالبة بإنهاء حكمه منذ بداية شهر رمضان في الأول من أغسطس حين بدأت الاحتجاجات على حكم أسرة الاسد القائم منذ 41 عامًا تكتسب قوة دافعة. واللاذقية أحدث مدينة يقتحمها الجيش بعد حماة التي كانت شهدت مذبحة للجيش في عام 1982 ومدينة دير الزور الشرقية وعدد من المدن في محافظة أدلب المتاخمة لتركيا. ومثلما حدث في المدن الأخرى التي هاجمتها القوات السورية قال سكان إن الدبابات والعربات المدرعة انتشرت حول أحياء المتظاهرين وقطعت الخدمات الأساسية قبل المداهمات والاعتقال والقصف. وقال أحد السكان لرويترز عبر الهاتف "تجدد القصف في حي الرمل الفلسطيني وحي الشعب، هناك إطلاق كثيف للنيران من الدبابات على أحياء الصليبة والاشرفية وقنينص والقلعة." وقال شاهد آخر "يحاول السكان الفرار ولكنهم غير قادرين على مغادرة اللاذقية لأنها محاصرة. أفضل ما يمكنهم فعله هو الانتقال من منطقة لأخرى في المدينة ذاتها." وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن رجلا يدعى أحمد صوفي ويبلغ من العمر 22 عامًا قتلته قوات الأسد الاثنين ليرتفع إجمالي عدد القتلى في ثلاثة أيام من الهجوم البحري والبري على اللاذقية إلى 31 مدنيًا على الأقل بينهم طفلة عمرها عامان. وقال سكان في مدينة اللاذقية الساحلية وجماعات حقوقية إن المدينة تعرضت للقصف بنيران الدبابات والسفن الحربية يوم الأحد، وذكر شاهد عيان وهو طالب جامعي أن 20 ألف شخص في المتوسط يتظاهرون يوميًا للمطالبة بإنهاء حكم الأسد في مناطق مختلفة من المدينة بعد صلاة التراويح. وعلى عكس معظم المدن السورية الأخرى التي تقطنها غالبية سنية توجد أعداد كبيرة من العلويين في اللاذقية لقربها من جبال العلويين إذ شجع الاسد وأباه العلويين على ترك مناطقهم الجبلية التقليدية وقدما لهم أراضي رخيصة ووظائف في القطاع العام وأجهزة الأمن. ولميناء اللاذقية أهمية كبيرة بالنسبة إلى هيمنة عائلة الأسد على الاقتصاد حيث كان الراحل جميل الأسد عم الرئيس بشار يسيطر فعليا على الميناء وتولى من بعده جيل جديد من أفراد العائلة وأصدقائهم السيطرة على المنشأة.