رغم نفي المسئولين بوزارة الصحة ومحافظة الفيوم وجود حالات إصابات أطفال فيروسية ، يؤكد أطباء الأطفال والتأمين الصحي ارتفاع حالات الإصابة بنزلات البرد وحساسية الصدر والالتهاب الرئوي هذه الأيام عن مثيلاتها في الأعوام الماضية . امتلأ قسم الطوارئ بمستشفى التأمين الصحى بالفيوم عن آخره وبلغ طاقته الاستيعابية بالكامل واضطرت إدارة المستشفى إلى تجهيز أماكن آخري بالمستشفى لاستقبال الأطفال الجدد الذين يعانون من نفس الأعراض وأمهاتهم ، وأضطر المستشفي لتحويل الأطفال المرضى الذين زادوا عن طاقة مستشفى التأمين إلى مستشفى الفيوم العام ، واضطر عدد غير قليل من أولياء الأمور إلي التوجه للعيادات الخاصة بعد أن طلبت إدارة المستشفي منهم سداد مبلغ 50 جنيه عن كل ليلة يقضيها الطفل بالمستشفي . وفي تقرير "سري" أعده مدير مستشفي الفيوم العام ( اليوم ) رفعه إلي وكيل الوزارة بالمحافظة بناء علي توجيهات الوزارة في هذا الشأن ، بيّن التقرير أن عدد الحالات التي استقبلها قسم الطوارئ والعيادات بالمستشفي منذ أول ديسمبر الحالي وحتي يوم 10 من نفس الشهر بلغ 383 حالة تم تشخيصها علي أنها نزلات برد ونزلات شعبية والتهاب رئوي ، وقد تم ( اليوم ) أخذ 3 مسحات لأطفال محتجزين لإرسالها إلي المعامل المركزية بالوزارة للاشتباه في إصابتها بالأنفلونزا المستجدة . يقول الدكتور محمد العسال استشاري الأطفال ومدير عام مستشفي الفيوم العام السابق إن الظروف الجوية والتقلبات المستمرة بين الحرارة والبرودة تسبب في زيادة الحالات بصورة ملحوظة وخصوصا بين الأطفال ، وأرجع الدكتور العسال ذلك إلي قلة مناعة الأطفال بالفيوم عن باقي المحافظات بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة والتلوث بالمحافظة عن غيرها ، وأكد الدكتور محمد العسال إن هذه الإصابات المرتفعة بنزلات البرد وحساسية الصدر بالفيوم تعود إلي أنواع من الفيروسات غير معلومة ، بينما شخص أطباء آخرون حالات منها بالالتهاب الكبدي والذي ينتقل عن طريق الجهاز الهضمي وأن هذه الحالات تحتاج لعلاج مستمر ومكثف تتراوح مدته بين أسبوع وعشرة أيام . وأمام ارتفاع حالات الأطفال بمستشفي التأمين الصحي بالفيوم يقول الدكتور عبد الحميد السيد رئيس قسم الأطفال بالمستشفي إن المرض تتشابه أعراضه مع مرض النزلة الشعبية " العادية " وعلاجه متوفر وتتراوح فترة العلاج مابين 3 الى 5 أيام بالإضافة الى أسبوع نقاهة بالمنزل . وحذر رئيس قسم الأطفال بمستشفي التأمين الصحي بالفيوم الأمهات من بقاء أطفالهن بالأماكن سيئة التهوية في منازل الأسر الريفية بالقرى خاصة عند التدفئة بالمواقد ثم التعرض لتيار هواء بارد مفاجئ, وكذلك الدخان والأتربة والمواد الكيميائية الخاصة بمكافحة الناموس والذباب والملابس الصوفية ، وأشار إلى أن ضرورة الابتعاد عن أكل المانجو – والفراولة – والأسماك للوقاية من المرض خاصة بالنسبة للأمهات المرضعات كان مستشفى الفيوم العام قد أستقبل العشرات من الأطفال الذين أصيبوا بمرض فيروسي يشبه فى أعراضه نزلات البرد، وتلاحظ عدم استجابة المرضى من الأطفال للعلاج رغم احتجازهم منذ أيام بالمستشفى وتناولهم العلاج اللازم ، وفي تصريحات صحفية قال الدكتور علاء العشيري مدير المستشفي إن المستشفى العام يستقبل يوميا من 30 إلى 40 حالة لأطفال مصابين بهذه الأعراض ويتم صرف العلاج لمعظمهم واحتجاز حالات أخري لسوء لتبقي بالمستشفي تحت العلاج والملاحظة ، وقد تم إبلاغ مديرية الصحة بذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة تحسباً لزيادة عدد الأطفال المصابين . كانت مديرية الصحة بالفيوم قد شكلت لجنة من مدير إدارة المستشفيات والدكتور أنور السويفى مدير الطب الوقائى والدكتور عادل سامى استشارى الأمراض الصدرية وقد تضاربت آراؤهم في تشخيص الحالات والسبب فيها ، فى الوقت الذى أكد فيه الدكتور علاء العشيرى مدير مستشفى الفيوم العام أن عدد الحالات التى احتجزت بالمستشفى للعلاج من الأطفال 16 حالة فقط ، وخرج 36 طفلا بعد علاجهم. ------