ان كانت الثورة المصرية قد اظهرت فى المصريين اجمل ما فيهم فان مشاهد الاحتفالات بالذكرى الثانية للثورة قد أظهرت عند من يسمون الثوار الجدد أقبح ما فيهم والقت بغشاوة كبيرة على صفحة الثورة البيضاء التى أشاد بها العالم وأصبح المواطن البسيط الذى فرح بالثورة ووقف يساندها ويحتفل بها يلعن اليوم الذى حدثت فيه لا لشىء سوى بسبب قلة من المصريين ظنت ان الوقت اصبح مهيأ لها ونامت فحلمت بحكم مصر ولما افاقوا وجدوا ان احلامهم تبخرت فتعاملوا مع مصر بمنطق الاولاد اصغار البلطجية قديما ( ياألعب ياابوظها) فهؤلاء الان لايريدون سوى احراق مصر بأخضرها ويابسها حتى لو ادى ذلك لتدخل أجنبى او عسكرى بهدف حماية مصالحهم لأن مصر ليست دولة صغيرة بل هى مصر بكل حجمها وتاريخها وجغرافيتها وريادتها وسيادتها وتأثيرها على الكثير من دول العالم سواء العربى او الاسلامىومن اجل ذلك تلاقت المصالح لوأد الثورة ونتئجها فهناك من ابناء مصر من يحلمون بعرشها ولو على أشلاء وجثث الشعب ويريدون لها الخراب حتى يجلسوا على عرشها وهناك من كانت جميع مصالحه مع النظام السابق فى التستر على فساده وفساد عائلته ومعاونيهم وهؤلاء ستكشفهم مصر الجديدة وتحد من نفوذهم فلابد لهم من حرق مصر حتى يعود لهم سلطانهم وهناك من دول العالم وخاصة العربى من يخشون من وصول الثورة المصرية اليهم وحتما ستصل فتهدد عروشهم وعروش أسرهم فلذلك يدفون الملايين بل المليارات لحرق مصر وياوون المطاريد لتسهيل هذا الهدف وهناك من يدبرون بليل ليعود النظام القديم وتسير عجلة التاريخ للخلف ليعود لهم مكانتهم ويركبون على الشعب ويدوسون عليه بنعالهم كما كان فى السابق ولا يمانعون فى حرق مصر ولكن اين الثوار الحقيقيون الذين لم يهتفوا ويضحون بحياتهم الا من اجل مصر ومصر فقط للاسف ضاعوا مع طمع ادعياء الثورة الذين ركبوا موجتها وركبوا على حس الثورة السيارات وتقلدوا المناصب ويتحدثون صباح مساء عن اتصالهم بالمسئول الفلانى او اتصاله بهم ويفرحون كالاطفال اذا وجدوا المدح والثناء منهم ويحزنون بل يصلون لمرحلة الهياج وربما التظاهر اذا تاخر المسئول عن التواصل معهم او الاتصال بهم واصبح لقب ثائر كفيل بفتح ابواب الدنيا امامه وهو ما يجعلنا نتحسر على زمن الثورة الجميل الذى ضاعت معالمه فى زمن ثوار هذه الايام الذىن يفخرون بالحرق والتدمير واقتحام المؤسسات بدلا من حمايتها