تولد القرود المتراقصة دائمًا في وسط الأحداث وهذا معاين ومشاهد وليس ادعاء ، فالثورة المباركة أظهرت لنا مطبقي مقولة: أرقص للقرد في دولته ،وهم معروفون ومعلومون بالاسم غير أنهم أفاعي سرعان ما غيّروا جلودهم الخشنة الخبيثة بجلود ناعمة ،وأصبحوا في رقة اليمام ،ونوح الحمام تعتقدوا أنهم ظلموا نكّل بهم النظام!!!!! غير أن القرد له مبادئ ،ومن مبادئه الوقوف مع صاحبه وقت المنح والمحن، ولا ينسلخ عنه، ولا يحاول أن يظهر عيوبه.ولكن القرود البشرية الراقصة على مسرح الأحداث أجوافهم خالية من الأصالة؛ لأنّهم عوّدوا أنوفهم شم رائحة المصلحة وجلب المنفعة على حساب أي شئ حتي لوكان علي حساب ........ فهم يسيرون بالمبدأ الميكيافلي (الغاية تبرر الوسيلة). ومن هؤلاء القرود المتراقصة من انتفع وشرب من أكواب النظام حتي ثمّل ،وجنى من ورائه السلطة والشهرة والمال مع ذلك يدّعي أنه كان طوال حياته ضدَّ .... وضد...... ومنهم من تربى في القصر الرئاسي وأثناء الثورة كان يحتسي أكواب الهم والغم مع الرئيس الذي خلعه الله،والغريب أنه يدعي أنه كان في ميدان التحرير،وبالتأكيد عند تمثال عبد المنعم رياض ،وأنه كان هناك وقت موقعة الجمل و....و.... أليس هذا خداعًا لنفسه أم استخفافًا بعقولنا؟! ومن المتراقصين أيضًا بعض القنوات الفضائية ، فمن هذه القنوات من رقصت لمبارك السلام، مبارك الخير، جلّاب الطير ،وغيره غراب البين. هذه معانيهم الجوفاء التي صدّعوا رؤوسنا بها طوال الثلاث العقود الفارطة. فأثناء الثورة يقولون: شباب كنتاكي رسالتكم وصلت ،عليكم الرجوع إلي جحوركم. وحجّتهم الفقراء وعمال اليومية والأسعار والاستقرار. وببساطة ودون جدل أو نقاش فضفاض نقول لهم: هلك المتنطعون. من المسئول عن تجويع وإفقار الشعب المصري أليس أبوعلاء؟! ومن المسئول عن الأسعار الجنونية أليس النظام؟ وبعد نجاح الثورة: تغيرت أسماء برامجهم ،وغيروا عددًا من مذيعهم ومذيعاتهم ، وأصبحوا يحتفون بالثورة المجيدة ... تحتم عليّ الموضوعية أن أتكلم عن الشيوخ الذين رقصوا على قيثارة النظام ،وأوتار الثورة ،فأنا وإن كنت محسوبًا على التيار الإسلامي إلا أنّ قول الحق والحيّاد أهم. فالحقيقة أن هناك عددًا من الدّعاة لمسنا في مواقفهم التناقض الواضح ،والتباين الكبير قبل الثورة وأثناءها وبعدها. فقبل الثورة كان علماء السلطة يخِيفُون كلَّ من يتكلم عن الرئيس أو يدعو عليه،فهم يروا أن هذا خروجًا على الحاكم وطاعة أولي الأمر واجبة ،فطاعتهم من طاعة الله وطاعة رسوله ، ويستدلّوا لك بآيات قرآنية،و أحاديث صحيحة،وأقوال الفقهاء ...الخ. وعندما تناقشهم في تعطيل الرئيس لأحكام شرع الله ، ومحاربته هو ونظامه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،واضطهاده للعلماء ،وسجنهم، وتهجيرهم، وتضيقه على الشباب الملتزم في كسب قوتهم .....أليس ذلك يا شيخ معصية وخروج على حقوق الله ،وحقوق عباده؟ وتستدل لهم ب آيات قرآنية،وأحاديث صحيحة .... غير أنهم يقولون لك: أنت صغير لا تفهم الواقع ولا تفهم النص ولا مقصده!!!! وأثناء الثورة منهم من كان مع الثورة ،ومنهم من كان ضدّها ،ومنهم من كان على الأعراف. وبعد نجاح الثورة وجدنا مؤيدي النظام متصدري المشهد. يكفي هذا ففي فمي ماء.........................................!