الكبت يولد الانفجار لقد دفع النظام ثمن تكبيله للحريات والقمع الفكرى خلال الفترة الماضية بداية من منع الممارسة السياسية للطلبه فى الجامعات بغرض اتحادات طلابيه منتقاه ومحاربة أصحاب الأفكار المعارضة ومروراً بالنقابات العمالية والمهنية والعمل على إضعاف كل القوى السياسية المتمثله فى الأحزاب الأخرى بخلاف الحزب الوطنى الحاكم على الرغم أن القوى لايعيش إلا فى وسط أقوياء والضعيف يخشى من الخيال لقد تحولت معظم أحزاب المعارضه إلى أحزاب كرتونية لاوجود لها بالشارع إلا عن طريق يافطة الحزب فضعف الحزب الوطنى فكان نمر من ورق وظهر أنه لاوجود له فى الشارع فى الأحداث الأخيرة فى 25 يناير بالإضافة لأثقال الأمن بملفات كثيرة ليست من اختصاصاته ومحاربة التيارات الدينية المختلفة فى البداية كانت الحرب على التيارات المتطرفه وكلنا نتفق مع حربها ووئدها لأنها تسئ للدين ولكن بعد ذلك لم يسلم حتى المعتدلين وخاصة فى الآونة الأخيرة وبعد أن استبشر الكثير خيراً فى نزاهة الانتخابات عام 2000 ، 2005 كانت الطامة الكبرى بإلغاء الإشراف القضائى والرجوع إلى مدرسة التزوير مرة أخرى بداية من انتخابات التجديد النصفى بمجالس الشورى 2007 وانتخابات التجديد النصفى للشورى ابريل 2010 وكانت القشه التى قصمت ظهر البعير فى انتخابات مجلس الشعب 2010 فكانت مسرحية هزليه والتى تمت بأسلوب قذر لم تشهده أكثر الدول تخلف وجهل فى العالم كله فكانت النار التى تحت سطح 25 يناير عندما انفجرت براكين الغضف فى كافة أنحاء مصر وهذه هى أسباب الثورة المباركة التى ولد منها فجر الحرية واشرقت شمسه على مصر ويسنتقل إلى كافة الدول القمعية فى وطننا العربى الحبيب لأن مصر هى منارة العالم عامة ورائدة العرب خاصة . الكبت يولد الانفجار عندما تم تفريغ الجامعات من بداية التسعينات من الممارسة السياسية إلا لفصيل معين واختيار نماذج بعينها لاتحادات الطلبه ومنع باقى الاتجاهات قسراً فهذا يدل على عدم وعى من وقع هذه السياسة فالطلبه فى مقتبل العمر بداخلهم حماس وأفكار ويريدون من يناقشهم ويحاورهم ويقنعهم لا أن يقهرهم ويكبت حريتهم فمن الممكن أن يكون لقمه سائغه لبعض التيارات المتطرفه سواء الدينية أو الاجرامية وعندما يشعر أن كل من حوله من أمن ودكاتره وأساتذه جامعيين وبعض العملاء من الطلبه يعملون لصالح النظام فيصبح اختيار الضد هو الاتجاه الذى يسلكه الطلبه وبالتالى فالنظام كان يخرج كل عام دفعات كارهه له بداخلها سخط من وجود كبت لحريتهم فى داخل الجامعة والظروف الاجتماعية الصعبة التى يمر بها الشعب والفساد الذى أصبح جزء من الحياة اليومية للشعب وعدم وجود فرص عمل فخر النظام أهم القطاعات جيل المستقبل فكل عام تتخرج دفعه كارهه للنظام . النقابات العمالية والمهنية وما تم فى الجامعة تم مع معظم النقابات ولكن بشكل مختلف فالنقابة التى يتم السيطرة عليها تتم بها الانتخابات والنقابات التى لا سلطان عليها يتم وقفها مثل نقابة المهندسين التى لم يتم انتخاباتها من 20 عام ونقابة الأطباء وأخرجت هذه التجربه مجالس إدارات لمعظم النقابات لا تعبر عن رأى أعضائها وليس لهم تأثير عليهم فخسر النظام على المدى الطويل قطاع آخر من القطاعات الشعبية وهو قطاع العمال وقوى الشعب العامل . الفلاحين وهذا يدل على أن النظام ليس له حبيب الملاحظ فى الانتخابات الماضية أن القرى والريف كانت كتابته التصويتيه دائماً فى صالح النظام ولكن دائماً الفلاح غير مرئى ولا أحد يراه فأثقلوا كاهله ببنك التنمية الذى دمر الريف المصرى بسياسته الخاطئه على مدار 40 عام ووجود نظام لتربية السلف الذى يضاعف عليك المبلغ كل أربع سنوات فأصبح معظم فلاحين مصر مهددين بالسجن بالإضافة إلى إرتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وترك الفلاح فريسه سهله للمبيدات المسرطنه والممنوعه فى العالم كله وقلة مياة الرى فى بعض الأماكن وعدم وجود من يعبر عن الفلاح المصرى وعن ما يعانيه وندرة الدخل وأصبح معظم فلاحين مصر تحت خط الفقر فكانت النتيجة خسارة قطاع آخر من أشد القطاعات ولاءً للنظام . ضعف الأحزاب وأضعاف البعض الذى كان من الممكن أن تكون له أرضيه فى الوطن عن طريق حلها مثل حزب العمل أو تزكيه الخلافات الداخلية مثل ما حدث لحزب الوفد وحزب الغد فأصبح الحزب الوطنى يغرد لوحده على الساحة ولأنه كان يعيش فى وسط الضعفاء فضعف الحزب عندما جاء الفكر الجديد استبشر الكل خير لأن فعلاً لو تم تطبيق صحيح لهذه المنظومه ليسطر الحزب سيطرة حقيقية بمعنى التأثير فى الشارع ووجود ثقل جماهيرى عن اقتناع بداية من القواعد الحزبية وتشكيل لجان الخمس والعشرين فى كل قرية مروراً بلجان المركز والمحافظة لكن للأسف عندما تم اختيار أمناء المحافظات للحزب كان معظمهم غير أهل لهذا المنصب كأنهم اختيروا لنظام التسويد والنجاح الورقى ولم يختيروا ليقودوا انتخابات حقيقية تعبر عن رأى الشارع وتظهر الوجود الحقيقى للحزب وكان معظم هؤلاء الأمناء ضعاف والضعيف لا يأتى إلا بالضعفاء والمتسلطين فكانت بداية الانهيار ولم يمرو بانتخابات حقيقية حتى يرو نتائج حقيقية لتجربتهم الجميلة لكن منفذوها أجهضوها فكانت نتائج الشورى والشعب والنقابات نجاحات ورقية وليست حقيقية فأصبح الحزب بطل من ورق . ونظراً لضحالة الفكر السياسى لهؤلاء الأمناء فتوهموا أنهم ناجحين لكن وجودهم كان جزء من اختيارات الواسطه و المحسوبية وليست الكفاؤة والنزاهة والشعبية وظهر الحزب الوطنى على حقيقته فى ثورة 25 يناير أنه لا وجود له فى الشارع فأين 3 مليون عضو لماذا لم يخرجوا ليرو للعالم شعبية النظام الحاكم ولماذا افتقدت القيادات الحزبية من الشارع وهم من يتشدقون أنهم ناجحون وهذه نتيجة من كذب وصدق نفسه . أثقال الأمن بملفات كثيرة ليست من اختصاصاته فقطاع الأمن وهو صاحب الدور الحيوى فى وجود الأمن والأمان فى وطننا الحبيب وهذه حقيقة لا يضيره وجود قله فاسده فيه فهو مثل أى قطاع به الصالح والطالح ولكن هذه القله الفاسده صنعها النظام لأنه أثقلها بملفات كثيرة والبعض توهم أنه صاحب سلطه مطلقه فكانت المفسده المطلقه . لقد أصبح الأمن مسئول عن كل شئ حتى تعيين عامل بمسجد تابع للأوقاف مروراً بالمدرسين ومراكز الشباب ومجالس إدارات الجمعيات الزراعية والنقابات والأحزاب والجامعة وتصاريح العمل والتعيين فى الوظائف المختلفة والكليات الحربية والنيابة وكان المواطن من الممكن أن يستبعد من عمله بتقرير أمنى لأنه ابن أو أخ أو ابن عم أو خال أو خاله أو عمه أحد المغضوب عليهم من النظام مما ربى أجيال من المستبعدين يشعرون بالظلم والسخط وربى أيضاً بعض الفاسدين بالقطاع الأمنى وهم قله لكن بيدها سلطة بدون قانون فأصبح قانونهم الغير مكتوب هو الحكم و أصبح المواطن فريسه تقرير من الممكن أن يكون كيدى أو لأنك دمك تقيل أو على خلاف شخصى مع أحدهم أو مصلحتك تتعارض مع أحد المقربين منهم أو لإستفاده شخصية كما حدث فى الانتخابات الأخيرة من قيادة أمنية ذهبت إلى غير رجعه بعد الانتخابات الماضية هذه القله أساءت للجهاز الأمنى جهاز الشرطة العظيم العيون الساهرة التى نكن لهم كل الاحترام والموده ونعترف بأن وجودهم أمن الشارع ونظامه وتحيه لكل الشرفاء والمحترمين فى هذا الجهاز العظيم الذى لايضيرهم وجود قله فاسده وأنا اعلم انهم أيضاً ضحايا لهؤلاء الفاسدين وانهم يعانون أيضاً ولكنهم لايعبرون لطبيعة عملهم فضباط الشرطة معظمهم أجورهم متدنيه ويعانون من ظلم كبير فى التفرقة فى المرتبات بين قطاعاته المختلفة والظلم الأكبر على ضباط الأمن العام أكثر القطاعات عملاً فى الوزارة وهو العصب الحقيقى لوزارة الداخلية وأقل القطاعات راتب ولكنهم ولطبيعة عملهم لايقدرو أن يعبروا عما بداخلهم . محاربة التيارات الدينية المختلفة وعدم التفرقه بين المتطرف والمعتدل فى البداية ظهرت التيارات المتطرفه وكلنا من هؤلاء ولكن بعد ذلك كان الكل سواء وأصبح هاجس وفوبيا الدين مسيطر على السياسة العامة بداية من ابعاد مشايخ كبار مثل الدكتور عمر عبدالكافى والدكتور يوسف القرضاوى والدعاة الجدد مثل عمرو خالد مع أن عمرو خالد ليست له أى ميول سياسية وأثر تأثير كبير على الشباب لفكره المعتدل وكان نموذج لوسطيه وسماحه الإسلام وكانت الطامة الكبرى بقفل القنوات الدينية فى عصر السماء المفتوحه فكانت تبث من أقمار أخرى فاعطت شعور بمحاربه الدين وأن اعتبر أن الدين الوسطى والمعتدل أمن قومى لمصر وذلك لابد أن يرعاه الأزهر الشريف منارة الدين ورجوع كتاتيب تحفيظ القرآن بالقرى لتوعية الناس لصحيح الدين حتى لايكونوا فريسه للتطرف والتفرقه بين المتطرف الذى ينبذه على البشر والمعتدل الذى يألفه الناس . إذا عرف الداء عرف الدواء لقد كان الفريق القومى الذى يحكم مصر كله فوق السبعين وهذا ليس تقليل من كبارنا وشيوخنا ولكن القصد أنه من الصعب مواكبة العصر والتطور التكنولوجى ومدى تأثيره على البشر فلم يدر بفكرهم ولم يستوعبوا دعوات الشباب واتجاههم لممارسة السياسة على مواقع الانترنت وصفحات الفيسبوك عندما لم يجدوا لهم مكان للممارسة السياسية فى الجامعات أو الأحزاب ووجود قمع فكرى اتجهوا لصفحات الفيسبوك والتويتر وكانت صفحة كلنا خالد سعيد وصفحة رصد برلمان 2010 أكبر صفحتين انتشاراً واسعاً فى توصيل المعلومه والمواغعيد ووصل عدد المشتركين بصفحة رصد برلمان 2010 إلى 451000 ألف مشترك أى أن المعلومة تصل فى ذات الوقت التى تكتب فيه إلى 450 ألف مشترك فكان تفكير الفريق القومى الحاكم ليس بنفس سرعة تفكير الشباب وكانت ردود أفعالهم دائماً متأخرة بكثير والمثال بيانات الرئيس كانت دائماً تأتى متأخرة فى أحداث الثورة مما ساعدت على نجاح الثورة لأنه كان يتعامل بالطريقة القديمة البطيئة التى لا تواكب عصر جيل التكنولوجيا وقد استوعبت القيادة العسكرية ذلك فردود أفعالها سريعة تواكب الحدث وذلك لأنها منظومه متكامله بنيت على واقع وحقيقة فصارت قوية فعلاً ولها تأثيرها مما أدى إلى وجود توافق وصل إلى حد العشق بين الجيش والشعب وهذا قمه النجاح وهو احترام الحب الذى رسخه الجيش المصرى فى خلال أيام معدوده وفشل فيه الحزب الوطنى فى سنين كثيرة على الرغم أنه يلعب على الساحة لوحده وبرهن الجيش على مواكبته للعصر التكنولوجى بإنشاء صفحة له على الفيسبوك وصل عدد مشتركيها إلى أكثر من 400 ألف مشترك وفى طريقة للزيادة ليتواصل مع الشباب ومعرفة أفكاره ويرد على كافة الاستفسارات وهكذا يدل الجيش على نجاحاته فالناجح ناجح فى كل المجالات وعرف أن لغة الحوار هى الحل مع أصحاب الفكر فأصبح الرضى من المواطنين باقتناع وليس بالقهر فتحيه إجلال وتقدير للجيش المصرى . الانتخابات الأخيرة كانت القشة التى قصمت ظهر البعير فكانت مسرحية هزليه بمعنى الكلمة واعتقد أنه 99.9% من الشعب المصرى عنده يقين بذلك وكان حل مجلس الشعب والشورى المزورين رد اعتبار للشعب المصرى كله الذى زورت إرادته عن طريق قله فاسدة فى القطاعات المختلفة سواء فى الحزب أو الأمن أو حتى بين المواطنين وكانت هذه الانتخابات هى بداية النهاية للنظام لأن الدنيا أسودت فى عيون الشعب عندما رأوا من ينتخبوهم وبأغلبيه واضحة أملاً منهم فى أن هؤلاء سوف يكونوا أصلاحيون ومن وجهة نظرهم أنهم الأجدر بتمثيلهم ويفاجؤ بنجاح من ليس له شعبيه ولكنه عرف من أين تؤكل الكتف ودفع لهذا الفاسد سواء فى الحزب أو الأمن أو بعض البلطجية ولا أدرى من يدخل الانتخابات بغرض خدمه المواطن وتشريع القوانين ومحاسبة الحكومة يدفع برشاوى إلا إذا كان له مأرب أخرى فتأكد الشعب أنه لا سبيل إلا رحيل النظام أملاً فى غداً مشرق وهناك أسباب كثيرة أيضاً منها الفساد وسيطرة بطانة السوء على الحكم وفى قمة واحكام النظام على الوطن من مجلس الشعب غير الشرعى وأجهزة قمعية وحلت إلى كل بيت فى مصر لم يكن أحد يتخيل أن يحدث هذا النصر العظيم للشعب المصرى حتى من خرجوا فى 25 يناير لم يكونوا يتخيلوا ذلك ولكن الله وحده أسقط النظام وساعد الشعب الأعزل المقهور وتحيه للجيش المصرى الذى انحاز للشعب ومتطلباته وجنب مصر مجازر كانت من الممكن أن تحدث لو أطاع عبده السلطة ولكنه كان درع مصر الواقع الذى يحميها من الخارج ومن الداخل واتمنى من الشعب المصرى أن يصبر على القيادة العسكرية فى الفترة القادمة لأنهم يحكمون مؤقت وساعدونا على تنفيذ مطالبنا وأن تنتهى المظاهرات الفئوية وبعد ذلك إذا كانت هناك طلبات يطلبونها من الحكومة الجديدة ومساعدة أبنائنا واخواننا فى جهاز الشرطة فى ترسيخ الأمن بمصر حتى يعم الأمان داخل ربوع الوطن الغالى .