بعد أن تلقت إسرائيل وخاصة جهاز الموساد للصفعة الأولى والمتمثلة في الحرب المفاجئة للجيش المصري في أكتوبر 73 وصعقتها هول المفاجئة وبعد أن أطمأن جهازالشاباك لمصر بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد وأمن جانب النظام المصري وعلى رأسه الرئيس مبارك كانت الصفعة الثانية الموجعة حينما أنطلقت شرارة ثورة ال25 من يناير 2011 فإسرائيل وخاصة جهاز الموساد الذي أطمأن تماما لاستقرار نظام العميل مبارك لم تكن تتوقع ثورة الشباب الذي كانت تظن أنه فارغ سياسيا حتى أن رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي( افيف كوخافي) وقبل أسبوع من اندلاع الثورة قدم للجنة الخارجية والأمن بالكنيست مذكرة خاصة عن مصر أكد فيها أنه لا يوجد أي خطر يهدد استقرار نظام الرئيس المصري، كما أن المحلل السياسي في صحيفة يديعوت احرونوت "ناحوم برنياع" أنه طلب من رئيس جهاز المخابرات السابق "مائير داجان" بضرورة تقييم الوضع في مصر أثناء زيارة نتنياهو الأخيرة لمصر ونقل برنياع عن المسئول في الموساد قوله: إنني لا الحظ وجود تهديد قوي على حكم مبارك، كما أن أحد المواقع الالكترونية في إسرائيل قال: أنه بعد 32عاما من السلام مع مصر أصبحت إسرائيل غير مستعدة عسكريا لمواجهة أي مفاجآت على حدودها مع مصر، وأن الجيش الإسرائيلي وجنودة الحاليين ليس لديهم الخبرة في حروب الصحراء لأن الدبابات التي يملكونها لم تصمم لمثل هذه الحروب وإنما صممت لخوض معارك في جبهات أكثر عدائية مثل إيران وحزب الله بلبنان وسوريا، ومن الواضح فعلا أن هناك ثمة قصور في معلومات الموساد عن الجيش المصري والقادة العسكريين في مصر، وأن إسرائيل كانت تراهن على الجواد الخطأ عندما اعتقدت أن عمر سليمان الذي حافظ على أمن إسرائيل لن تطوله رياح الثورة وأعتقدت أنه سيصبح رئيسا لمصر بعد مبارك، واستبشرت خيرا بعد تعيينه نائبا لمبارك ، كما أنها كانت تراقب التنافس بين طنطاوي وسليمان على رئاسة مصر ، ولكنها كانت تعلم تحيز مبارك الدائم لسليمان وأن مبارك كان يشعر من وجهه نظره أن طنطاوي لم يولي سيناء أهمية استراتيجية. وكان ذلك هو السبب الذي جعل مبارك ينقل مسئولية أمن هذه المنطقة لعمر سليمان. كما أعترف أيضا المحلل السياسي الإسرائيلي "اليكس فايشمن" بصحيفة يديعوت احرونوت: أن ثورة الفيس بوك كانت مفاجأة للموساد الإسرائيلي وأن المخابرات الإسرائيلية لم تكن تعلم بحجم هذا العداء من الشعب المصري لمبارك ونظامه! وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على اطمئنان إسرائيل التام بأن جبهتها الجنوبية مأمونة الجانب في ظل حكم حليفها الأول مبارك وبعد صفعة 25 يناير الموجعة والمؤلمة لجهاز المخابرات الإسرائيلي طالب نائب الكنيست " ايتان كابل" بضرورة عقد جلسة طارئة للجنة الاستثنائية لقضايا الاستخبارات لبحث هذه الإخفاقات لجهاز الموساد والتحقيق فيها . وهذا يدل على أن إسرائيل بالفعل قد تلقت صفعتان مفاجئتان على وجه جهاز الموساد (الشاباك) ، الأولى عسكرية في السادس من أكتوبر 73 ، والثانية في 25يناير 2011