مر خلال الشهر الماضى 54 عاماً على انسحاب العدوان الثلاثى الذى قامت به إنجلترا وفرنسا وإسرائيل على مصر فى عمل عسكرى مشترك غير مسبوق بين هذه الدول.. والذى استهدف ضرب نظام ثورة 23 يوليو الذى قاد الشعب فى طريق وطنى للتحرر من الاحتلال والاستعمار، والقضاء على الفقر والجهل والمرض وهو الشعار الذى رفعه الشعب المصرى قبل الثورة. ويدفعنى ذلك إلى الحديث عن الأسباب التى أدت إلى هذا العدوان.. والتى جاءت نتيجة لسحب الأمريكيين والبريطانيين لعرض تمويل السد العالى واتهام الاقتصاد المصرى بعدم القدرة على إنجاز هذا المشروع الكبير، وهو الأمر الذى اعتبر ضربة شديدة لجمال عبدالناصر الذى جعل من السد العالى محوراً من أهم محاور التقدم للمجتمع. ونبتت فكرة تأميم قناة السويس.. ولم تكن مصر تملك شيئاً من أموال شركة القناة، بعد أن باع الخديوى إسماعيل 000,176 سهم إلى الحكومة البريطانية عام 1875 بمبلغ 4 ملايين جنيه، كلفت مصر 16 مليون جنيه وأغرقت الشعب المصرى بديون بلغت 100 مليون جنيه، دفعت عنها فوائد بلغت 300 مليون جنيه. ومنذ الشهور الأولى لحركة الجيش تكون مكتب لقناة السويس تابع لرئاسة مجلس الوزراء عمل به الدكتور مصطفى الحفناوى الذى أثارت الشركة اهتمامه وأحلامه وأصدر مجلة خاصة باسم (قناة السويس) وكان جمال عبدالناصر قد استدعاه لإلقاء محاضرة يفتتح بها الموسم الثقافى لنادى ضباط الجيش فى نوفمبر 1952 - طالب فيها بالتأميم.. وكان ذلك عقب لقاء تم بينه وبين عبدالناصر فى أغسطس .1952 وتبين من البحث أن الدخل الحقيقى للشركة يختلف عن الدخل الذى كانت تخطر به الحكومة المصرية... كما أنها كانت تدفع مصروفات سرية للموظفين المصريين العاملين بها وصلت أحياناً إلى 200 جنيه شهرياً. وكانت الشركة حتى ذلك الوقت تمثل إقطاعية خاصة لا تسمح لضباط الجيش بارتياد ناديها وعندما تدارس عبدالناصر الموقف بدت فكرة التأميم تطفو على السطح وعندما عرض عبدالناصر الأمر على اجتماع مجلس قيادة الثورة تمت مناقشة حرة حول المخاطر التى قد تتعرض لها مصر عقب التأميم. وبعد هذه الجلسة بدأ اتخاذ الخطوات التنفيذية للتأميم.. وقف جمال عبدالناصر يخطب فى ميدان المنشية يوم 26 يوليو 1956 فى نفس الشرفة التى حاول الإخوان المسلمون اغتياله فيها عام .1954 كانت خطبة جمال فى ذلك اليوم، 26 يوليو 1956 قمة خطبه، وأعظمها تأثيراً فى الجماهير وأشدها إثارة.. فهو لم يعلن خبر التأميم دفعة واحدة، وإنما مهد له بطريقة درامية، واختار اسم ديليسبس إشارة لفريق تنفيذ التأميم برئاسة المهندس محمود يونس، لكى يبدأ عمله. كان تأميم القناة حلماً بل خيالاً، فأصبح حقيقة... وتشكل أول مجلس إدارة مصرى لإدارة القناة وفتحت صفحة جديدة فى تاريخ مصر سجل فيها عدوان الدول الاستعمارية وانسحابها خلال شهور أمام مقاومة الشعب المصرى. الشباب... ومنتدى الفكر العربى فى الإسكندرية قام منتدى الفكر العربى برئاسة ورعاية الأمير الحسن بالدعوة إلى عقد مؤتمر للشباب فى مدينة الإسكندرية يومى 15 ,13 ديسمبر 2010 بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وبدعم من الصندوق العربى للإنماء الاجتماعى بالكويت.. وهو المؤتمر الرابع خلال السنوات الخمس الماضية. وقد وجه المنتدى الدعوة إلى فرع اللجنة المصرية للتضامن بالإسكندرية للمشاركة فى هذا المؤتمر الذى يعقد لأول مرة خارج عمان بالأردن... حيث توجد وثيقة مشاركة بين المنتدى واللجنة وقعت منذ سنوات وفى ضوء النتائج المشجعة لهذه المؤتمرات لاسيما فى الجانب المتعلق بتفعيل الحوار بين الشباب العربى. بعد مناقشة الواقع الشبابى العربى فى ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية رأت اللجنة الشبابية فى المنتدى أن ظاهرة العنف والسلوكيات الخطرة أصبحت من الظواهر المثيرة للقلق التى تعوق التقدم الاجتماعى والحضارى عموماً، وتقصى الشباب عن أداء دورهم فى خدمة مجتمعاتهم وتنميتها. ولذا كان مؤتمر الإسكندرية الرابع على مدى ثلاثة أيام فرصة للقاء عناصر شبابية من مصر والأردن وقطر والصومال والجزائر والسعودية وعمان والكويت وفلسطين اجتمعوا جميعاً للبحث فى ظاهرة العنف عند الشباب.... والتى يجب مقاومتها بالعلم والحكمة والحوار.