فى عددها الخاص عن العالم سنة2011 طرحت مجلة الإكونوميست ضمن موضوعاتها السؤال «كيف سيكون شكل العالم بقدوم عام 2036؟» أى كيف سيكون شكل العالم بعد ربع قرن من الآن؟ واستعانت بخبراء فى مختلف المجالات للإجابة عن أسئلة فرعية مجمعة إجاباتها لتشكل صورة كاملة عن العالم بعد مرور ربع قرن. هل ستتبع نساء العالم خطوط الموضة الصينية؟ هل بحلول عام 2036 ستكون الصين قد تفوقت على الولاياتالمتحدة فى الحجم الاقتصادى؟ هل الدول الاقتصادية الصاعدة (الصين- البرازيل -روسيا - الهند) ستتمكن من أن تكون بنفس حجم الدول السبع الكبرى (أمريكا - إنجلترا - اليابان - ألمانيا - فرنسا - كندا - إيطاليا)؟ هل الوحدة الاقتصادية ووحدة العملة بين دول الاتحاد الأوروبى ستستمر؟ هل ستلتحق بها إنجلترا؟ هل النظام النقدى العالمى سيكون مشابهاً لنظام اليوم بأى شكل من الأشكال؟ هذه هى بعض من الأسئلة الأساسية التى يطرحها الاقتصادى البريطانى المعروف «جون أونيل» خلال الربع قرن القادم. حسب توقعاتنا الأخيرة فإن الاقتصاد الصينى سيكون أكبر من الأمريكى بل إننا نتوقع أن يحدث ذلك ببلوغ عام .2027 ما الذى يعنيه ذلك فى الواقع؟ على الرغم من أن الصين ستصبح أكبر من الولاياتالمتحدة ربما حتى قبل ذلك إلا أنه لا مجال لها أن تصبح أكثر ثراءً. سيكون تحقيق ذلك صعبا بالفعل لمدة عشرات الأعوام القادمة. لذلك فإن حجم الصين سيحقق الكثير لشعب الصين كما سيحقق الكثير للعالم لأنه استهلاكى بطبعه لكن ذلك لا يعنى بأى حال من الأحوال أن تصبح تقاليد الصين وتقاليعها وموضاتها منتشرة ينقلها العالم كما نقل عن الولاياتالمتحدة منذ أكثر من50 عاما. لكن أغلب الظن أننا سنعيش فى عالم متعدد الأقطاب. كما أن البرازيل وروسيا والهند ستصبح دولاً مفتاحية أيضا لبقية العالم. هذه التطورات الاقتصادية ترجح حدوث تحول درامى فى النظام النقدى والدولار سيصبح أقل هيمنة. ويمكن أن نتصور أننا سنتمكن من منع تعويم أسعار الصرف وذلك لأن الدول الصاعدة اقتصادياً خاصة الصين ليست سعيدة بالنظام الحالى كما هو الحال لدى الكثيرين فى الغرب. يبدو أن الاتحاد النقدى الأوروبى لن يتمكن من الاستمرار فى شكله الحالى خاصة أنه أصبح عبارة عن مجموعة من الدول المتباينة تضع أسعار صرف العملة مع بعضها البعض لكنها لا تدعم بجدية الإصلاحات الاقتصادية الصغيرة التى يتطلبها اتحاد نقدى طموح لكى يؤدى المطلوب منه، ولكى يتم تغيير الاتحاد النقدى الأوروبى فإن ذلك سيتطلب جيلا جديدا من القيادة فى أوروبا بطموح مجرد تماما من مخاوف القرن العشرين. التغيير من الممكن أن يحدث بشكل يجعل بريطانيا تتحمس للانضمام. إذا حدث إصلاح واضح لاقتصاديات أوروبا بما يتضمن العمالة وأسواق المنتجات ومؤسساتها، فمن المحتمل أن تشارك بريطانيا فى مثل هذا الاتحاد. هل سنأكل كبسولات فضائية؟ يقول جامى أوليفر الإعلامى البريطانى الشهير الذى يعتبر ظاهرة فى عالم الأغذية والطبخ: لو كنت سئلت وأنا طفل كيف سيكون شكل الطعام بحلول عام 2036 كنت سأقول إننا سنتعشى «كبسولات فضائية». لكن كرئيس طهاة وكأب أنا الآن آخذ مسألة مستقبل الطعام بشكل أكثر جدية. فى الدول التى أزورها بشكل منتظم «بريطانيا وأمريكا واستراليا وألمانيا وهولندا» تأثير ارتفاع نسب السمنة والأمراض الناتجة عنها تسبب إرهاقاً غير محتمل للصحة ونقص الثقافة الغذائية ومهارات الطبخ بالإضافة إلى ارتفاع نسب الطعام الصناعى الرخيص هى الأسباب الرئيسية لانتشار وباء السمنة. أنا كذلك على وعى أن الإنتاج الغذائى العالمى له تأثير ضخم على البيئة. وسوف تكون هناك أعداد كثيرة جداً من البشر على كوكب الأرض بحلول عام 2036 ولنواجه الواقع «لن يكون هناك طعام كافٍ لكل هذا الكم من البشر إذا استمررنا فى استهلاكنا وإهدارنا للطعام بالشكل الحالى» وعندما تضيف إلى كل ذلك الإفراط فى الصيد والإفرط فى الزراعة وتغير المناخ سيكون علينا أن نسأل إذا كانت كل أنواع الغذاء ستكون موجودة من الأساس خلال 25 عاما من الآن؟ أنا مقتنع أن الطريقة المثلى لمواجهة المستقبل والتعامل مع المشاكل الناتجة عن النظام الغذائى هو تسليح الناس بالمهارات والعلم. فكلما يزداد فهم الناس لمعنى التغذية يحترمونه. الجمال فى تعلم كيفية الطبخ هو أنك تكون أكثر مرونة فأيا كانت المقادير المتوافرة أمامك ستتمكن من صناعة وجبتك اللذيذة. لأننى أحب أن أكون شخصا إيجابياً أومن أن مستقبل الغذاء من الممكن أن يكون بخير مادامت الحكومات والمصنعون والمستهلكون عملوا سويا على تثقيف الشعوب غذائيا. إذا بدأنا فى هذه المهمة الشاقة من الآن سنكون أكثر استعدادا لمواجهة المستقبل أيا كان شكله. هل سيكون هناك له جديد؟ يرى ((بول سافو)) المحلل والخبير فى مجال النبوءات التكنولوجية أن تصاعد الأصولية الدينية هو مؤشر قوى على عدم الرضاء على الوضع الحالى للنظام الدينى. المؤمنون غير السعداء بالوضع الحالى ينظرون أولا إلى الماضى محاولين إيجاد ما يريحهم لكن الأصول نادرا ما تسبب راحة لذلك سوف يتهافتون على البحث عن إله جديد. ويشرح «سافو» نظريته قائلا: منذ قرن مضى لاحظ نيتشة أن «قرابة الألفى عام مضت ولم يظهر إله جديد». فى الواقع وبالرغم من أن مئات الأديان تظهر وتختفى كل عام إلا أنه قد مرت قرون دون ظهور دين حقيقى واسع الانتشار على وجه الكرة الأرضية. نحن فى حاجة ملحة إلى إله جديد. النظام الدينى الحالى تكون فيما يطلق عليه «كارل جاسبرز» الزمن المحورى «وهو الفترة التى تقع بين سنة 800 و200 قبل الميلاد.. تلك الفترة التى شهدت انتشار حركة «تعدد الآلهة» التى ظهرت على السطح مع ظهور الزرادشتية والبوذية وتأسيس الكونفوشوسية وازدهار الفلسفة الإنسانية الإغريقية. ذلك «الزمن المحورى» الفائت يشبه كثيرا الزمن الحالى الذى نعيشه. شكل ذلك الزمن تحديثات فى الحكومات ووسائل الانتقال والاتصالات.. النمو السكانى خلق تحديات جديدة تتطلب تطويرات سياسية.. تكنولوجيا الإبحار الجديدة حولت البحار من كونها حواجز إلى طرق سريعة لوصول الأفكار التى سافرت مع البضائع إلى الأراضى الجديدة المكتشفة. وكانت النتيجة خلق آراء جديدة حول العالم وشكوك وأديان جديدة. ثلاثة أنواع جديدة من التكنولوجيا جعلتنا على حافة «زمن محورى» جديد اليوم. الطيران أعطى أهل الأرض جميعهم إمكانية انتقال غير مسبوقة. وحاويات الشحن التى وصلت كل المنتجات إلى كل ركن فى الأرض وأخيرا شبكات المعلومات التى أصبحت المرتع غير الشرعى لانتشار الأفكار. فى ظل هذه الدورة من البؤس الإنسانى الممزوجة بالحروب والثورات والكوارث الطبيعية تكون النتيجة بيئة مهيأة جدا لظهور إله جديد. هل الشبكات الاجتماعية ستحكم العالم بدلاً من أن يتنبأ الكاتب الكندى وأستاذ الإدارة «دون تابسكوت» عن الربع قرن القادم. تخيل أنه بالفعل يعيش فى سنة 2036 ويتأمل ال25 سنة الماضية.. يقول: إذا وقفنا عند عام 2036 ونظرنا إلى الوراء سنجد أن الإنترنت قد غير بالفعل كل شىء. بلايين الناس يتشاركون حول كل شىء يمكن تصوره. العالم بدأ يشهد نقلة تاريخية من الرأسمالية الصناعية إلى نوع جديد من الاقتصاد تأسس على شبكات الاتصال مما نتج عنه مبادىء جديدة وطرقا جديدة لخلق القيمة. شبكة الإنترنت تسببت فى تغيرات غائرة فى شكل البناء المؤسسى. نموذج التدرج الإدارى الرأسى التقليدى قد فتح الطريق لشبكات البيزنس حيث تتمكن الشركات اليوم فى 2036 من مشاركة شركات أخرى للابتكار، الشبكات الاجتماعية تحولت إلى شبكات إنتاجية. المواطنون الذين يتعاونون على خلق الخدمات والسياسات كشفوا أن الحكومات التى ترفع شعار الone size fits all أى التى تنتهج سياسات عشوائية هى حكومات جار عليها الزمن. الموجة الأولى من الديمقراطية أسست مؤسسات حكم منتخبة ويعتمد عليها لكن من خلال شعوب تعانى من قصور ذاتى. أما الموجة الثانية من الديمقراطية الناتجة عن الإنترنت فهى تتسم بثقافة تشارك عموم الناس المبنية على المواطنة النشطة. مازالت هناك جامعات لكن التعليم التعاونى قد حل محل المحاضرات. الطلبة من نيويورك إلى ملبورن يتعلمون مع بعض من خلال تكنولوجيا المحمول. الرعاية الصحية التعاونية فى 2036 حلت محل النظام النمطى، حيث إن ملايين المرضى يتولون مسئولية صحتهم ويتشاركون بالمعلومات والمعرفة وبذلك هم يرشدون النفقات بشكل خيالى كما يقدمون معلومات لا متناهية مفيدة للدراسات والعلم. المواليد حول العالم سيكون لهم شبكة لتسجيل كل سجلهم الصحى. هذا التعاون الضخم سيؤدى إلى حياة ذكية يصبح معظم الناس فيها منتجين فى نفس الوقت الذى يستهلكون فيه. ستتحول السيارات إلى نقاط على شبكات ذكية مما سيؤدى إلى تقليل عدد الحوادث والضغط العصبى واستهلاك الوقود. عندما أنظر إلى ال25 سنة الماضية أقول إنها كانت منطلق إعادة اكتشاف العالم لنفسه. اختفاؤك سيكون له ثمن يقول «جون باتل» أستاذ الصحافة بجامعة كاليفورنيا: التنبؤ ب25 سنة قادمة فى مجال التكنولوجيا هو شىء غير مضمون. لأن دائما ما يكون هناك تغيير والتكهنات نادرا ما تتحقق. لكنه أمر يساعد على السفر إلى الماضى. منذ25 عاما مضت بدأت عملى كصحفى ومدرب فى مجالى التكنولوجيا والإعلام. كان وقتها الكومبيوتر مازال يحبو خطواته الأولى والإنترنت كما نعرفه اليوم كان دربا من دروب الخيال العلمى. فكرة وجود جهاز كومبيوتر على كل مكتب كانت تعتبر رؤية بعيدة المدى. على أية حال إذا كنت قد قلت لى عام 1985 أننا ببلوغ عام 2010 ستكون هناك شبكة إنترنت قوية متاحة للجميع ووسائل ترفيه تكنولوجية متاحة للجميع فى كل بيت ووسائل اتصال فى جيوبنا غالباً كنت سأهز كتفى وأقول «ولماذا نحتاج إلى كل هذا الوقت لاختراع هذه الأشياء؟» فمنذ 25 عاما مضت كانت هناك بوادر لكل هذه الاختراعات: جهاز الكومبيوتر كان موجودا وكانت هناك خدمات عالمية أون لاين وكان لدينا تليفونات فى السيارات. كل ما كنا نحتاج إليه هو قليل من الخيال وقدر من التفاؤل. إذن.. ما هى مؤشرات اليوم على المستقبل؟ يعتقد «جون باتل» أن هناك مؤشرا واحدا وهو «شبكة الإنترنت الموجودة فى كل مكان». هويتنا الاجتماعية سيتم تحديدها بنسبة الوقت الذى نقضيه ونحن ظاهرون. سيكون شيئا عاديا تماما أن يكون مكاننا معلوما لأى شخص فى أى وقت كما سيكون من العادى أيضا أن نكون غير مرئيين لكن هذه الحقيقة ستكون أيضا معروفة. الخصوصية هى التى سيكون لها ثمن أما العلانية فستكون رخيصة جدا. وعن تفاعلنا مع أجهزة الكومبيوتر فسيتم التعامل مع معظمها عن طريق الكلام الشفهى والإيماءات والإشارات، واستخدام لوحة المفاتيح سينظر له على أنه شىء تاريخى. أما عن (Twitter وApple وfacbook وGoogle ) فسوف تقوم كل الشركات الجديدة بإحلالها الأرصاد الجوية ستعلن توبتها عن التنبؤات الكاذبة يتساءل «دزف سميث» رئيس الأبحاث العقدية للتنبؤات المناخية: كم عدد البراكين القطبية الذى ستكون موجودة خلال ال25 سنة القادمة؟ إذا كان هذا السؤال قد طرح فى سنة 1970 كانت الإجابة ستكون 122 لكن هذا العدد قد تزايد بشكل كبير حتى وصل إلى164 بركانا حدثت خلال ال25 سنة الأخيرة. هل هذه علامة على التأثيرات البشرية على التغيرات المناخية؟ غالبا لأن البراكين تكتسب طاقتها من المحيطات التى يبدو أن درجة حرارتها قد ارتفعت بتأثير بشرى. بالرغم من ذلك فإن أعداد البراكين تتفاوت لأسباب طبيعية أيضا. فقد اكتشف أن درجات حرارة المحيطات حول العالم مجتمعة تؤثر على أعداد البراكين وليس فقط المحيطات التى تقع فى المنطقة البركانية. ذلك لأن البراكين حساسة أيضا للرياح فى الجزء العلوى من الغلاف الجوى حيث إن الرياح القوية قد تمنع تفجر البراكين ورياح الجزء العلوى من الغلاف الجوى فى المناطق البركانية تتأثر بأحوال المحيطات البعيدة خاصة فى المحيطين الأطلنطى والهادئ. الخلاصة هى أننا إذا تمكنا من التنبؤ بالتغيرات الحرارية فى المحيطات أيا كانت الأسباب بالتالى سنتمكن من التنبؤ بأعداد البراكين. أيضا من ضمن المكاسب المحتملة خلال ربع قرن القادم هو التمكن من التنبؤ بسنوات الجفاف المتزايدة مثل الجفاف الذى انتاب الساحل الإفريقى بين السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى. علماء المناخ يقومون الآن بمحاولات جادة فى هذا المضمار آخذين فى اعتبارهم التأثيرات البشرية المتوقعة والتغيرات الطبيعية. الجيل القادم من صانعى القرار سيستفيدون من التنبؤات المناخية الدقيقة. العالم سيكون أكثر تخلفاَ «نسيم طالب» أستاذ هندسة المخاطر بجامعة نيويورك هو صاحب نظرية «البجعة السوداء» وهى نظرية تؤمن أن كل التوقعات المنطقية للمستقبل البعيد سيحدث عكسها يقول: إذا أراد أحد أن يقوم بنبوءات بعيدة المدى فعليه أن يفرض على نفسه قاعدة عكسية وهى أن النبوءات كثيرا ما تتحطم على صخرة الواقع. فالنظام الذى يعتمد على النبوءات أكثر من اللازم يصبح نظاما هشا وأبلغ دليل على ذلك الأزمة الأخيرة التى حلت بالنظام المصرفى. الشركات الكبيرة المثقلة بالديون والمدرجة فى البورصة ستختفى. الشركات التى سوف تستمر هى الشركات العائلية الصغيرة غير المدرجة فى البورصة وغير المحملة بالديون. أما الشركات الكبيرة فستكون كلها جديدة ولن تعيش طويلا. معظم وسائل التكنولوجيا التى يبلغ عمرها الآن25 عاما أو أكثر ستظل موجودة. غالباً معظم وسائل التكنولوجيا الأكثر حداثة ستختفى وستحل محلها إما الوسائل المنافسة والأكثر حداثة أو الوسائل القديمة جدا التى كنا نظن أن الزمن قد عفا عليها. وبناء على هذه النظرية فإن السيارة والطائرة والعجلة والتليفون العادى كلها أجهزة ستظل معنا فى عام .2036 الممارسات الدينية ستنهض لتسير عكس كل التوقعات. العطاء العلمى سيضمحل بالرغم من استنفاده لكثير من الموارد وبدلا من العطاء سيركز العلم على ما لا ينبغى أن يركز عليه. وأخيراً الدراسات الأكاديمية الاقتصادية ستصبح دراسات لا تحظى بأى احترام أو مصداقية. ستتعرف على من حولك دون أن ينطقوا يتوقع «مارك بينكوس» المدون الأمريكى الشهير أنه بحلول عام 2036 الشبكات الاجتماعية ستكون قد غيرت طبيعة الكثير من علاقاتنا وأسلوب تفاعلنا مع الناس. الكثير من الأبحاث أثبتت أن العلاقات القوية بين الناس تثمر عن مجتمع أكثر إنتاجا واستقرارا عاطفياً وثقة بالنفس. فى العالم الجديد الناس ستتمكن من الاحتفاظ بمتوسط 500 علاقة اجتماعية بدلا من 125 وهو رقم متوسط العلاقات منذ اختراع التليفون. هذا الجيل لن يحتاج إلى ترك زملاء المدرسة القدامى. لماذا؟ لأنه فى وقت أقل من الوقت الذى ستحتاجه لكتابة كارت معايدة لشخص واحد ستتمكن من إرسال أخبار أو هدية لكل هؤلاء الموجودين على ساحتك الاجتماعية. الشبكات الاجتماعية ستعطى الناس مدخلا أكبر للحصول على المعلومات أيا كان موقعهم. التليفونات المحمولة ستكون لها شبكاتها الاجتماعية الخاصة التى ستعطيك معلومات عن كل أصدقائك بناء على موقعهم منك داخل الغرفة. هل تعرف ذلك الرجل الذى تكون مهمته الوقوف إلى جانب رئيس الدولة ليهمس فى أذنه بمعلومات عن كل شخص يقترب منه ليصافحه؟ فكر فى النسخة الحديثة من هذا الرجل.. هذا ما سوف تفعله الشبكات الاجتماعية عام .2036 ستهمس فى أذنك عن كل من حولك من بشر حتى أنك إذا حضرت حفل كوكتيل لن تواجه أى مشكلة فى معرفة كل شخص يصافحك. من هم القادة الجدد؟ يتوقع رجل الأعمال الهندى «فينيت نايار» أو يتمنى أن يرى فى عام 2036 ملايين وربما بلايين من القادة... يقول: خلال ربع قرن القادم ستواجه سوق الأعمال اختبارات قاسية. الهرم المؤسسى الحالى لا يصلح لمعالجة تحديات الغد. لكن الشكل المؤسسى الذى نريده هو ذلك الشكل الذى تقوم فيه المؤسسات بدفع موظفيها الصغار لقيادة الإبداع بحيث يأتى التحديث من أسفل الهرم. بدلاً من الأشخاص الذين يحتلون مواقع القيادة فإن مختلف الناس يأخذون خطوة إلى الأمام فى القيادة كل حسب موهبته. أما القائد التقليدى فتكون وظيفته إخراج قادة جدد كل يوم على كل مستوى. أومن أننا سنشهد إعادة تعريف للبناء المؤسسى الذى سيطلق العنان لكثير من القادة الجدد الموهوبين لحل مشاكل ربع القرن التالى.