حكاية «لولا منصور» بطلة الجودو الشابة تأتى مثل قصص الكثير من الطيور المصرية المهاجرة التى تتألق فى الخارج عندما تجد المناخ الملائم والرعاية الكافية.. فبنت السادسة عشرة صاحبة ذهبية أوليمبياد سنغافورة للشباب هى ابنة رجل الأعمال المصرى «عبدالرحمن منصور» الذى ترك مصر أوائل التسعينيات واستقر به المطاف فى بلجيكا.. لولا أحبت الجودو ومارسته وتدربت بجدية حتى استطاعت انتزاع المركز الأول فى أرقى تظاهرة رياضية فى العالم للشباب.. وربما كان من حسن حظها أن الاتحاد المصرى للجودو أهملها ولم يهتم بجعلها تلعب باسم مصر فرفعت بالتالى علم بلجيكا أمام أنظار العالم.. اتصلنا بلولا فى بلجيكا وأجرينا معها هذا الحوار. *الجودو اختيار شخصى أم عائلى؟ - فى عمر (5) سنوات بدأت ممارسة كرة السلة بناء على رغبة أمى لكنى لم أجد نفسى فى هذه اللعبة.. وكان بجوار ملعب السلة صالة للجودو كنت أراها دائماً وعندما شاهدت اللاعبين واللاعبات يمارسون الجودو أعجبت بها خاصة أنها تتطلب تركيزاً شديداً وذهناً حاضراً واحتراماً لعقلية المنافس، كل ذلك جعلنى أصر أن أصبح لاعبة جودو. * ما هى البطولة الأغلى فى حياتك؟ - بالرغم من حصولى على بطولات عديدة ما بين محلية ودولية إلا أن ذهبية أوليمبياد سنغافورة هى الأغلى بالنسبة لى لأنها حلم لأى رياضى. * هل كنت تتوقعين الحصول على ميدالية ذهبية أوليمبية؟ - نعم لقد ذهبت إلى سنغافورة للحصول على الذهبية بالرغم من تغيير الوزن فى البطولة حيث إننى ألعب فى وزن (تحت 70) بينما لعبت فى البطولة على وزن (تحت 78) وهو ما أضاف على ضغوطاً، خاصة أننى واجهت منافسين جددا لم ألتق بهم من قبل. * كيف كافأك البلجيكيون على حصولك على ميدالية أوليمبية ذهبية لهم؟ - تلقيت التهنئة فقط!!! ولم أحصل على أى مكافآت... ففى بلجيكا لا يهتمون بالجودو والناس فى الشارع البلجيكى لا يعرفونها كلعبة، فقط ينصب اهتمامهم على كرة القدم والتنس. * لماذا لم تلعبى باسم مصر فى أوليمبياد سنغافورة؟ وفضلت اللعب باسم بلجيكا؟ - قبل الأوليمبياد بعامين تقريباً وصلنى ايميل من الاتحاد المصرى للجودو به دعوة للانضمام لمنتخب مصر المشارك فى بطولة افريقيا وكان عمرى وقتها حوالى 14 سنة، وقد قمت بالرد بالموافقة المبدئية وطلبت منهم إرسال بعض المعلومات التى تساعدنى على اتخاذ قرار نهائى، لكنى لم أتلق رداً من الاتحاد حتى الآن!! ولذلك لعبت باسم بلجيكا فى البطولة. * إلى أى ناد تنتمين فى بلجيكا؟ وهل حصلت على تكريم أو مكافآت من النادى؟ - أنتمى لناد صغير فى بروكسل اسمه (JUDO) GANSHOREN وأتدرب تحت إشراف مدربة بلجيكية، ولم أحصل على أى مكافآت منه لأنه ناد صغير يضم عدة عائلات فقط. * هل تسمح اللوائح باللعب باسم مصر فى البطولات المقبلة؟ - لا أعلم وإن كنت أظن أنه ممكن لأنى بالفعل أحمل الجنسية المصرية. * ماذا لو سمح لك باللعب باسم مصر.. هل توافقين؟ - أعتقد أن هذا الأمر فى حاجة لمزيد من المعلومات والتفكير العميق لاتخاذ القرار المناسب لأنه قرار مصيرى لا أستطيع أن أتخذه على الهاتف. * ماذا عن الدراسة والرياضة المدرسية؟ - أدرس فى المرحلة الثانوية ومستواى الدراسى جيد ودائماً ما أحصل على لقب (أفضل طالب) فى المدرسة بشكل مستمر وإن كنت أعانى فى تنظيم الوقت وأما عن الرياضة فاللعبة المتاحة الوحيدة فى المدرسة هى كرة القدم. * ما شعورك وأنت ترين كرة القدم تحصل على كل شىء: الشهرة والمال والاهتمام... بينما تواجه الألعاب الأخرى مصير الإهمال؟ - لا أحسد لاعبى الكرة وأعتبر كرة القدم واقعا لا يمكن الهروب منه.. كما أنى أشعر أن دخول الملايين فى كرة القدم يحول اللاعبين من رياضيين إلى رجال أعمال همهم الوحيد هو المادة بعيداً عن أهداف الرياضة النبيلة بينما أمى تتكفل بالصرف على كل نفقاتى. * بماذا كنت تشعرين فى وجود وتألق أحمد حسن كابتن منتخب مصر... عندما كان لاعباً باندرلخت البلجيكى؟ - أعرفه اسماً لكنى لم أقابله قط، وأعتقد أن تألقه شىء جيد. * هل لديك النية للعودة إلى مصر يوماً ما؟ - ليس الآن لأن كل حياتى هنا فى بلجيكا... دراستى.. الرياضة.. بالرغم من ذكريات مصر التى لم تفارقنى، فمازلت أشتاق للإسكندرية وللأكلات المصرية التى أعشقها مثل ورق العنب والمانجو المصرية. * ما هو برنامجك التدريبى؟ - التدريب يكون يومياً ما بين ساعتين و4 ساعات. * ما هى هواياتك خارج نطاق الجودو؟ - ليس لدى وقت فراغ... وعندما يتوفر لدى أستغله فى النوم وربما عندما يكون لدى وقت أطول سأمارس التمثيل لأنى أحبه. * أحلامك المقبلة فى الجودو؟ - أحلم بذهبية أوليمبياد الكبار.. أعرف أننى مازلت صغيرة.. وأحتاج إلى مزيد من الجهد لأصل إلى نهاية الطريق. * تفضلين إحراز ذهبية أوليمبياد الكبار لمصر أم لبلجيكا؟ - سؤال صعب ولكن إذا توفر مناخ صحى فى مصر أتمنى أن أحققها لمصر. اللواء سامح مباشر المستشار الفنى لاتحاد الجودو ورئيس الاتحاد السابق أكد أن المخاطبات بين الاتحاد واللاعبة بدأت فى عهده إبان توليه رئاسة الاتحاد وأن اللاعبة أبدت تجاوباً وأنه مازالت لديه الرغبة فى انضمامها بشرط أن تخوض اختباراً جدياً على بساط الجودو لأنه لا يعترف ببطولات بلجيكا!! وعندما أبلغناه أنها شاركت فى أوليمبياد سنغافورة وفازت بذهبية الجودو.. فوجئ بالخبر وأكد أنه لا يعلم شيئاً عنها وأنه مستعد لإرسال تهنئة من خلالنا لها بالميدالية! عصام رشاد رئيس الاتحاد الحالى لا يعرف اللاعبة، فقط سمع عنها بعض المعلومات على حد تعبيره، وأضاف أن اللاعبة لم تمثل مصر فى أوليمبياد سنغافورة لأن الجودو المصرى لم يشارك من الأساس!! بسبب بعض أخطاء الاتحاد الأفريقى للجودو والتى أدت إلى غياب تمثيل دول أفريقيا فى الأوليمبياد، وحاول الاتحاد الأفريقى تعويض الدول الأفريقية ببطولة (الانوكا) العالمية التى أقيمت فى المغرب والتى حصد فيها الجودو المصرى جميع الألقاب سواء على مستوى الشباب أو الآنسات، وأكد رئيس الاتحاد أن اللاعبة لولا منصور يحق لها وفقاً للوائح اللعب باسم مصر فى أى بطولة مقبلة بالرغم من لعبها باسم بلجيكا فى أوليمبياد سنغافورة بشرط احتفاظها بالجنسية المصرية. والدة البطلة لولا منصور (بيلجى منصور) البلجيكية من أصل ألبانى صرحت ل «روزاليوسف» بأنها تعشق مصر التى قضت فيها أجمل أيام حياتها مع والد البطلة رجل الأعمال المصرى عبدالرحمن منصور (توفى منذ أسبوعين)، والذى ظلم.. والكلام على لسانها عندما تعثرت مشروعاته السياحية فى أوائل التسعينيات بسبب ضربات الإرهاب آنذاك مما أدى به إلى إشهار إفلاسه وتراكمت الديون التى صدر بموجبها العديد من الأحكام القضائية وبالرغم من بيعه كل ممتلكاته فى مصر إلا أنها لم تغط الديون وكان منتهى حلمه العودة لمصر وتنفس هوائها ولكن القدر لم يمهل زوجها العصامى الذى كان يحظى بسمعة طيبة وشغل موقع مستشار وزير الإعلام البحرينى من قبل على حد تعبيرها وعاد إليها جثماناً حيث أوصى أن يدفن فى مصر.. وناشدت والدة البطلة الرئيس مبارك بالتدخل لمساعدة بناتها عايدة ونائلة ولولا باعتباره أبا لكل المصريين للعودة إلى مصر بكرامة بعد قضاء الديون التى تبلغ حوالى (16 مليوناً) خاصة أنهم مازالت لديهم قرية سياحية بطابا تتعدى قيمتها أضعافاً مضاعفة قيمة الدين، وتمنت والدة البطلة أن يستجيب الرئيس لندائها خاصة أنها تتمنى العودة إلى مصر وأن تلعب لولا باسم مصر وتحقق لها البطولات كما حققت لبلجيكا.؟