ليست مجرد هجمة انتهازية تعرضت لها «روزاليوسف» الأسبوع الماضي عندما تطاول عليها في واقعتين مختلفتين اثنان نترك الحكم عليهما لمن يقرأ هذه السطور نظراً لقدرتهما علي اللعب بالكلام والتسلق علي أكتاف مواقفنا.. لا لشيء.. إلا طمعاً في الحصول علي مزيد من الأضواء حتي ولو بطرق ملتوية.. إنها حالة صريحة من الإدعاء والتزييف يصبح فيها تشويه الحقائق وتلوين الأوجه خادماً للمصالح الشخصية والتضليل المتعمد. ومع ذلك فهي ليست حتي معركة لنقول أنهما خسراها من قبل حتي إن تبدأ أو إنما هي مجرد شو.. رخيص لا يسمن ولا يغني من فراغ وسطحية بل وسذاجة. «خالد يوسف» المخرج استغل الندوة التي عقدت له منذ أيام بمركز الإبداع ليشن هجوماً متاهفتا ومرتبكا علي «روزاليوسف» في سياق رده علي سؤال أحد الحاضرين حول سبب خلافه مع «روزاليوسف» ورأيه في إشادتها بفيلمه الأخير «كلمني شكراً» حيث أجاب: «روزاليوسف تهاجمني طوال الوقت ولا أفهم سبب هجومها علي.. وإن كنت أتصور أنها تفعل ذلك لأنها تحسبني علي صفوف المعارضة ولذا أتساءل عما إذا كنت قد صرحت من قبل بأنني معارض». خالد الذي أبي إلا أن يواصل «شو المزايدات» الذي يجيده قال: «إنهم يريدون تصفية حسابات معي والدليل علي ذلك أن الجريدة والمجلة علي حد سواء كانتا تهاجمانني بضراوة في انتخابات نقابة المهن السينمائية وإن كنت لا أعرف سببا منطقيا للهجوم ولكني لن التفت إليهما مطلقاً فهو أي رئيس التحرير «عبدالله كمال» يريد توصيل رسالة لوزير الداخلية «حبيب العادلي» مفادها أننا قضينا عليه وكله تمام «وذلك لأنني معارض للنظام رغم عدم تصريحي المباشر بذلك وكأنه لايمكن القبول بخالد يوسف علي مقعد النقيب!!» إلي هنا تنتهي كلمات «خالد يوسف» المليئة بالمغالطات والتي تتسم بقدر مبالغ فيه من الخلط المتعمد والسذاجة والتي يمكن الرد عليها بما يلي: أولاً : علي هذا المخرج أن يحدد ما إذا كان معارضا أم لا فهو حسب ما قال إما أنه لايعرف أو أنه يريد أن يلعب علي جميع الحبال، وعموما فإذا كان لدي «روزاليوسف» موقف من خالد يوسف فلن يكون ذلك بسبب كونه معارضاً فهذه حجة تنم عن سطحية سياسية. موقفنا الحقيقي من «خالد يوسف» هو تجاه ادعائه ومزايدته سواء في أفلامه أو في مواقفه المختلفة. نحن نراه هنا لايتحلي بالشجاعة الكافية لتحديد موقعه بالضبط ويكفي أنه هو الذي يقول: «لم أصرح بشكل مباشر من قبل أني معارض» فمن هو بالضبط؟ علي الأخ «خالد يوسف» أن يحدد موقعه علي الأقل للناس التي تستمع إليه وصنعت النجومية التي وصل إليها بدلاً من سياسة الالتواء التي أصبح يفضلها والتي لم تعد تجدي الآن.. ربما عليه أيضاً أن ينتبه إلي أن الكثيرين من أعضاء حزب داعمي خالد يوسف والذي طالما ضم الكثير من الصحفيين والإعلاميين قد اكتشفوا منذ فترة خدعة الأقنعة التي مازال يواصل استخدامها حتي الآن، هؤلاء الأشخاص تيقنوا من أن مظاهر «خالد يوسف» النضالية ليست سوي قشرة يستر بها توابل ومكسبات الإثارة التجارية الساذجة التي يستطيع بحق أن يصنعها عن جدارة. ثانيا : فيما يتعلق بأن روزاليوسف وقفت ضده في انتخابات السينمائيين. نتصور أنه من حق روزاليوسف كمطبوعة صحفية أن تحدد موقفها مع مراعاة معاملة المرشحين علي قدر المساواة.. وهو ماحدث بالفعل وقد طلبنا إجراء حوار معه ضمن مناظرة شملت المرشحين الثلاثة ولكنه أخذته العزة بالإثم. ثم أنه إذا كان «خالد يوسف» مقتنعاً بالفعل أن هجوم روزاليوسف عليه هو الذي أبعده عن مقعد النقيب فهذا دليل علي قوة التأثير التي تملكها مطبوعة روزاليوسف مثلما هو أيضاً دليل علي اكتشافه حقيقة أخري مريرة تتمثل في رفض زملائه في المهنة أن يكون نقيبهم بعد أن انكشفت أقنعته أمامهم وعلي «خالد يوسف» أن يكون شجاعاً بما يكفي للاعتراف بهذه الحقيقة. ليس هذا فقط بل عليه أن ينتبه أيضاً إلي الواقعة النادرة التي كان طرفاً فيها، فعندما تحالف في إعادة انتخابات السينمائيين مع «علي بدرخان» تسبب إعلان هذا التحالف في خسارة الأخير.. خلاصة الأمر أن حقيقة «خالد يوسف» أصبحت واضحة تمام الوضوح أمام زملائه وأمام العاملين في السينما وقريباً أمام الجمهور. وأخيراً ورداً علي ما يقوله عن «روزاليوسف» وزعمه بأن هجوم رئيس تحريرها عليه يأتي كرسالة لوزير الداخلية فهذا كلام في الحقيقة مضحك للغاية ويبدو تافها إلي حد بعيد أولا لأنه مازال يعطي لنفسه حجماً أكبر من حجمه يجعله يتوهم أن هناك جهات في الدولة منزعجة منه وثانياً لأنه غير واعٍ إلي أن ما يقوله عن فكرة عمل صحيفة ما لصالح وزارة الداخلية إنما هو أمر يثبت أنه مازال يعيش في كهف الستينيات ولم يخرج منه حتي الآن، وبالتالي لايدري أن خريطة المجتمع الذي يدعي أنه يتحدث عنه قد تغيرت تماماً. وما يقوله هنا يذكرنا بمشاهد ساذجة في أفلام قديمة جداً بل ويعبر عن تقديراته المتواضعة وخلفيته السطحية التي تظهر في أفلامه. أما الواقعة الثانية فمتعلقة بصحفي حصل أخيرا علي برنامج ملاكي يقدمه في التليفزيون المصري هاجم «روزاليوسف» في إحدي الصحف الخاصة التي يكتب بها.. قرر أن يتقمص دور المحلل الاجتماعي والمحامي الوحيد والأوحد عن أخلاقيات المهنة علي حساب روزاليوسف التي تحترم موضوعية وأمانة الرسالة الإعلامية. ذلك الكاتب والذي جبن حتي عن ذكر اسم «روزاليوسف» فيما كتب يفترض به أنه يهاجمنا من أجل موقفنا من اختراق التليفزيون المصري بحجاب «سهير البابلي» ولكن هجومه تحول إلي شيء آخر أبعد ما يكون عن النقد الذي مازالت له قواعده وأصوله التي لاينبغي أن نتخطاها. اللافت للنظر أنه وقع في أكثر من فخ أثناء كتابة مقاله الذي هاجمنا من خلاله.. الفخ الأول ليس فقط الأسلوب المتدني الذي تحدث به عن حملة المجلة والذي جعله يخسر مساحة الاحترام لنفسه ولقلمه التي كان عليه أن يحافظ عليها بدلاً من إضاعة وقتنا في قراءة كلمات تفتقد المعاني التي يطالب بها، وإنما في أنه لم يخجل من أن يستخدم كلسان لبعض قيادات التليفزيون المنزعجة من حملة روزاليوسف.. لم يخجل رغم أنه أحد الذين حصلوا علي نصيبهم من تورتة البرامج الجديدة علي القنوات المتخصصة ناهيك عن أنه في الأساس مستشار للمهندس أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولكن في النهاية هذه هي عادة الصغار والمنتفعين. أن يكون لديهم هذا التبجح والتنطع والقدرة علي تلوين وجوههم بألوان مصالحهم مهما كانت ضيقة أو رخيصة. الفخ الثاني أنه وصل في تدنيه إلي وصف ما جاء بحملة المجلة بأنه «سفالة وانحطاط» ولا ندري كيف انحط هو إلي هذا المستوي الغريب من لغة الحوار. أما الفخ الثالث فهو أنه جبن للمرة الثانية عن الاعتراف بالهدف الأساسي للحملة والذي بالقطع ليس «سهير البابلي» وإنما أفكار المحجبات التي سيبدأ تسويقها علي شاشة التليفزيون الرسمي وهو الأمر الذي يخالف كل سياسات هذا التليفزيون سواء كان ذلك عن غفلة أو جهل أو تعمد. الفخ الأخير يتمثل في استرسال ذلك الكاتب في كتابة عبارات إنشائية جعلته من فرط تجاهله ينسي أن السيدة «سهير البابلي» لم يعرف عنها يوما أنها صاحبة رأي أو موقف خارج حدود حريتها الشخصية، وبالتالي لا يجوز اتهامنا بإجهاض حقوق الآخرين في الاختلاف معنا علي الإطلاق لأن ما يشغلنا طوال الوقت هو خلق مساحة حقيقية للحوار والاختلاف. «روزاليوسف»