دارت حوله العديد من الاتهامات عن عرقلته لإصدار قرارات العلاج علي نفقة الدولة حتي اضطر وزير الصحة إلي أن يتدخل لإنقاذ المرضي الفقراء منه، وكان قد اعترف بأنه يقطع التيار الكهربائي عن المجالس الطبية ليصرف طوابير المرضي الذين يحاصرونه، بحجة أن السقف اليومي للقرارات 5 ملايين جنيه، إنه د. محمد عابدين رئيس المجالس الطبية المتخصصة الذي يكرهه المرضي قبل الأصحاء. معروف عنه أنه شخصية عصبية ليس له أصدقاء ولا علاقات اجتماعية في الوزارة، بسبب أسلوبه.. كل مؤهلاته في الإدارة أنه صديق الوزير، وهناك تذمر وتحفظات كثيرة علي أفعاله وسلوكياته من العاملين في الوزارة ومن زملائه ومرءوسيه، ويتعامل مع المرضي بأسلوب سيئ لدرجة أنهم أحياناً يصرون علي الانتقام منه، لكنه يهرب منهم. يتشاجر مع المرضي وينهرهم، وزملاؤه في العمل يقولون عنه أنه دائم التشاجر مع الموظفين. في الأساس هو أستاذ علاج الأورام في كلية الطب قصر العيني جامعة القاهرة وحاصل علي بكالوريوس الطب والجراحة عام 1975 دفعة الوزير، وكان زميله وصديقه وكان يعمل في مستشفي دار الفؤاد وعندما تولي الوزير الوزارة عينه مديرا لمركز علاج الأورام في أسوان ثم رئيسا للمجالس الطبية في نفس الوقت لأنه قام بعمل بروتوكول لعلاج الأورام، اشتهر بإعطاء الدروس الخصوصية ويتقاضي رواتب من الجامعة ومستشفي الفرنساوي ويتقاضي 30 ألف جنيه في الشهر عن عمله مديرا في مركز الأورام في أسوان ولايذهب هناك سوي يوم واحد في الأسبوع ولديه عيادة في وسط البلد. يعمل 20 ساعة في اليوم ويعيش وحيدا لأنه متزوج من كندية وتعيش هي وابناه في بلدها، زملاؤه في الجامعة يقولون عنه أنه شخصية غريبة الأطوار. أحد زملائه في العمل يقول إنه دائم الشجار وممكن أن يستخدم يديه وصعب التفاهم معه، رغم أنه المفروض أن من يتعامل مع المرضي يكون هادئ الطباع دائم الابتسام رحيما بحالة المرض وظروفهم. دأب في الفترة الأخيرة علي عرقلة القرارات وأصبح لايوقع علي أي قرار إلا إذا وقع الوزير عليه مما عرقل العمل في المجالس وأدي إلي تأخر صدور قرارات العلاج حتي إن بعض المرضي كان يتوفي قبل أن يصدر له القرار، كما دأب علي إصدار القرارات بقيمة أقل من ربع القيمة الحقيقية مما جعل المستشفيات ترفض القرارات ويضطر المريض إلي الذهاب إلي المجالس مرة أخري لزيادة قيمة القرار حتي تقبل المستشفيات علاجهم وكان القرار الواحد يتم استخراج قرارين وثلاثة قرارات بدلا منه لاستكمال العلاج.. إلا أن النتيجة النهائية كانت مضاعفة معاناة المرضي في استخراج القرار الأصلي ثم معاناتهم مرة أخري في استخراج قرارات الاستكمال ..وكانت هناك ضغوط أخري لأن يكون العلاج خارجيا وليس داخل المستشفيات..وهكذا وصلت في النهاية معانات المرضي إلي الذروة بدلا من التيسير عليهم وأمام تعنته في إصدار القرارات أصدر الوزير قراراً بعدم تضمين القرارات قيمة العلاج وأن يصدر القرار بدون أي قيمة مادية ونتيجة لسلوكه الفظ مع المرضي وكثرة تشاجره معهم ومع أعضاء مجلسي الشعب والشوري أثناء تخليصهم قرارات العلاج حتي إنه كان ينهرهم وهم في مكتبه. وفي محاولة للتهدئة عين الجبلي د.عبدالحميد أباظة الرئيس السابق لهيئة المستشفيات التعليمية مديرا لمكتب الوزير للشئون السياسية لأعضاء مجلسي الشعب والشوري لتميزه بالخلق الدمث وكياسته. في المقابل عابدين أصبح شخصاً غير مرغوب فيه بالمرة من جانب الوزير قبل النواب بسبب المشاكل التي تسبب فيها بعد أن ضاعف العداوة من النواب تجاه الوزير علي خلفية وقف صرف قرارات العلاج لأهالي دوائرهم مما نتج عنه إعلان الحرب البرلمانية علي الجبلي.. بعد أن كانت علاقة الود والتأييد قوية جدا من النواب للوزير ولكن عابدين أفسد كل شيء! آخر مسلسلات عابدين التي بنت ماصنع الحداد بين البرلمان والوزارة هو تحديه لقرار مجلس الشعب بغلق أبواب المجالس الطبية المتخصصة في وجه لجنة تقصي الحقائق البرلمانية والمحررين البرلمانيين الذين سبهم عندما رفض دخولهم لمكتبه مع النواب قائلا: «فيه ورق وملفات ممكن تتسرق» وتشاجر النواب معه وقال النائب جمال الزيني «إيه اللي هيتسرق»، دول ممكن يرفعوا عليك قضية أنت كده بتهين الصحافة وعموما ما النواب أصبحوا حرامية في وجهة نظرك وكمان الصحفيين هيكونوا كده»! لجنة تقصي الحقائق التي ترأسها حمدي السيد أنقذت عابدين من الفتك به من المواطنين بعد أن حدثت أمامهم وقائع ستضاف في التقرير الذي سيعرض اليوم السبت علي النواب لحسم الأزمة التي يعاني منها المرضي بعدم صرف العلاج بعيدا عن سير تحقيقات فضيحة نواب العلاج علي نفقة الدولة التي تحقق فيها وزارة الداخلية والرقابة الإدارية وأرفق في التقرير كل شيء شاهدته اللجنة منذ طرق أبواب المجالس الطبية التي أغلقت أبوابها في وجههم حتي فتحت الأبواب ورؤية المرضي مفترشين علي الأرض يبكون ويعانون من الآلام يتسولون العلاج في مشهد مثير، مرورا بالصعود إلي مكتبه وتحرش عابدين بالصحفيين وإهانتهم، وتهجم مريض عجوز يعاني من تضخم في الكبد علي عابدين في مكتبه لعدم صرف العلاج له ولولا النواب لكان فتك به.. لدرجة أن حمدي السيد قال لعابدين: أصبحت أكثر شخص مكروها في مصر، ومن شدة عناء المواطنين الذين يعانون ويريدون تخليص آلامهم بالتصادم مع عابدين اصطحبته اللجنة إلي البرلمان لفتح ملف العلاج علي نفقة الدولة والتحقق من عدم صرفه للمرضي وسط دعوات المرضي عليه. كان عابدين قدبرر موقفه من الاتهامات الموجهة إليه من سوء معاملة المرضي والنواب خلال الأسبوعين الماضيين أمام لجنة الصحة بمجلس الشعب قائلا: «أنا مش في إيدي حاجة بنفذ التعليمات.. هي مش فلوس أبويا زي ما الكل بيقوللي لكن أنا عندي سقف مالي لا أستطيع تجاوزه والذي لا يجب أن يتعدي 5 ملايين جنيه في اليوم الواحد، وعندما تنفد من الساعة 11 صباحا، يا جماعة أنا أعمل إيه علي قد لحافك مد رجلك.. الأموال العامة تسهرني وموظفيني حتي الساعة 3 صباحا بالمجالس منذ أزمة يناير مع نواب البرلمان والجهاز المركزي للمحاسبات واقفين بالمرصاد.. أتصرف إزاي؟! وأضاف عابدين موجها حديثه ل «د. حمدي السيد» رئيس اللجنة: إذا كان كود العلاج غير عملي من وجهة نظركم فأنت بأيديكم تزودوا الميزانية، إنما أنا «عبدالمأمور» ليه موازنتي هايولعوا فيا لو تخطيتها والعجز عندي وصل 20% لأن الإنترفيرون وحده قراراته تبلغ نصف المخصص لقرارات العلاج علي نفقة الدولة يوميا، واستطرد: «أحب علي إيك يا د. حمدي خلصني من الورطة دي»، وأنا مستعد أقدم استقالتي حالا من منصبي في حالة ثبوت ما يردد عن أني أو أحد موظفي المجالس تجرأ سواء علي مريض أو نائب عن الشعب بالإساءة أو الإهانة، فهذا عمره ما حصل. ووافق عابدين علي التوصية البرلمانية بعمل مكتب خاص لتلقي طلبات نواب مجلسي الشعب والشوري لاستصدار قرارات العلاج علي نفقة الدولة قائلا: علي عيني وراسي ما عنديش مانع إللي تأمروا بيه.