بعد أيام من وصول الدكتور أحمد زويل إلى القاهرة مبعوثا علميا للرئيس الأمريكى باراك أوباما.. والتى قابل فيها المسئولين بهذه الصفة.. والتى جاءت دليلا على رغبة الرئيس الأمريكى فى توثيق العلاقات بين الدولتين والشعبين لأنه من المعروف أن الدكتور أحمد زويل يتردد على مصر كل عام تقريبا، ويحمل معه مشروعات يتطلع إلى تنفيذها لمصلحة الشعب المصرى وهو ما تقدم به سابقا للمسئولين فى مصر. وإذا كان الرئيس الأمريكى أوباما قد اختار مخاطبة العالم الإسلامى من جامعة القاهرة تقديرا منه لدورها.. فإن اختياره للدكتور زويل مبعوثا له إلى مصر دليل على رغبته فى توطيد العلاقات بين الدولتين والشعبين. ولكن زيارة الدكتور زويل لم تتعرض لقضية السلام فى الشرق الأوسط لأن الرئيس الأمريكى يعتبرها قضية فلسطينية إسرائيلية.. وفى خطاب له أمام جمع حاشد فى ولاية فلوريدا يوم الجمعة 29 يناير 2010 قال أوباما أنه لايزال يعمل من أجل تقدم الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على مائدة التفاوض لاستئناف عملية السلام. وأكد الرئيس الأمريكى قدرة حكومته على القيام بدور الوسيط النزيه معلنا أنه ملتزم بأمن إسرائيل ومتعاطف فى نفس الوقت مع الفلسطينيين فى محنتهم -على حد تعبيره. ولاشك أن أوباما يقف مع ما أعلنته وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون من التزام أمريكا بحق إقامة دولتين بحيث تحصل إسرائيل على الأمن وفلسطين على الدولة المستقلة. وجاءت تصريحات هيلارى كلينتون فى الوقت الذى تعهد فيه البيت الأبيض بالدفع بقوة من أجل عملية السلام. ومع ذلك.. فإن الحكومة الإسرائيلية لا تخطو فى طريق السلام خطوة واحدة.. وإنما تعمل على تثبيت الاستعمار الاستيطانى، وحرمان شعب فلسطين من حقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وهو أمر يستوجب من الرئيس الأمريكى إعادة النظر فى أسلوب التعامل مع الحكومة الإسرائيلية فليس هناك بين الفلسطينيين والعرب من يسعى إلى تهديد أمن إسرائيل، وإنما كل ما يسعى إليه الفلسطينيون والعرب هو إقرار السلام فى المنطقة، انطلاقا من قرار القمة العربية التى عقدت فى بيروت عام 2002 والذى ينص على إقامة علاقات عادية مع إسرائيل مادامت حكومتها استجابت إلى إقرار السلام. علاقات مصر.. واليمن تابعت فى تقدير زيارات الأستاذين أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وعمر سليمان مدير المخابرات العامة إلى اليمن أكثر من مرة بعد الغارات التى قام بها الحوثيون فى شمال اليمن ووصلت إلى حدود المملكة العربية السعودية.. وحرص مصر على التعبير عن مساندتها وتأييدها لليمن فيما يتعرض له من هجمات تهدد وحدة الشعب اليمنى التى تحققت على يد الرئيس على عبدالله صالح عام .1994 وعلاقات مصر مع اليمن تعود إلى أعماق التاريخ وتمتد إلى ما بعد ثورة المشير السلال التى أطاحت بحكم الإمامة المتخلف فى 26 سبتمبر عام 1962 والتى بادرت مصر إلى مساندتها عسكريا تلبية لطلب قادتها الذين تعرضوا لهجمات عسكرية أمريكية من بعثة كومر التى وصلت لمساندة الأسرة الحاكمة، وهى التى أدت إلى زيادة عدد الجنود المصريين الذين ساندوا ثورة اليمن إلى سبعين ألفا.. والذين يحتفظ لهم شعب اليمن بكل الوفاء فى نصب تذكارى أقيم قريبا من صنعاء تخليدا للجنود الراحلين. وهكذا يقف شعب مصر مع شعب اليمن فى نضاله ضد الحوثيين.. وفى المؤتمر الذى عقد فى لندن لدعم اليمن.. وهو ما يبعث فى النفس اليقين بأن الندوات السنوية التى تعقد بين القاهرة وصنعاء مرة كل عام من أجل دعم العلاقات المصرية اليمنية فى إطار التضامن العربى تؤتى ثمارها فى نسج الموقف الموحد بين مصر واليمن. هجرة الأموال الأمريكية دهشت عندما قال لى بعض المصريين الذين هاجروا إلى أمريكا منذ سنوات.. وأنا ألتقى بهم خلال هذا الشهر فى القاهرة إن عودتهم فى هذه السنة تأتى لرغبتهم فى تحويل أموالهم من بنوك أمريكا إلى البنوك المصرية، وذلك تفاديا لتطبيق قرار يصدره الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعد موافقة الكونجرس ينص على أن الأمريكى الذى يلحق به القدر ويختاره الله إلى جواره تحصل الحكومة الأمريكية على نصف ميراثه، ويحصل الورثة على النصف الثانى. والقرار الذى أصدره الرئيس أوباما يعتبر جديدا فى الحياة الأمريكية، ويحمل علامات إنسانية تهتم بمصلحة المواطنين البسطاء الذين تقدم الدولة رعايتها لهم.. ومثل هذا القانون مطبق فى إنجلترا منذ سنوات بعيدة أثناء حكم الوزارات العمالية، حيث تعطى الدولة للورثة مبلغ 260 ألف جنيه فقط من الميراث وما يزيد على ذلك تأخذ الدولة أربعين فى المائة منه للصرف على الخدمات الاجتماعية. وهو الأمر الذى يؤكد رغبة الرئيس أوباما فى تحقيق الرعاية الاجتماعية والصحية للشعب الأمريكى.؟