فى جلسته التى انعقدت أول من أمس «الخميس» أجل مجمع البحوث الإسلامية النظر فى إنتاج مسلسل يتناول سيرة الرسول والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة إلى جلسة الشهر القادم لمزيد من الدراسة والمناقشة خاصة أن للمجمع قراراً سابقاً بمنع ظهور الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة إلا بشروط خاصة ينظر فيها ومنها ألا يتم التصوير ولا يصرح بالعرض إلا بموافقة المجامع.. ورأى غالبية الأعضاء الحاضرين للجلسة أن الموضوع يحتاج لمزيد من الدراسة والمناقشة. كان أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون قد أرسل خطابا إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر يطلب فيه إبداء الرأى الشرعى لظهور الصحابة فى أعمال تليفزيونية تستوجب تجسيد الشخصيات على الشاشة. هذا وقد كان وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لمجموعة «MbC» قد أرسل خطابا إلى أسامة الشيخ يشكره فيه على اهتمامه بالمشاركة فى مشروع تاريخى ضخم سيكون الأكثر طموحاً وتأثيرا فى مسيرة الإنتاج التليفزيونى على مدى العقود الماضية وهو مشروع مسلسل «عمر بن الخطاب». يتناول المسلسل سيرة الدعوة الإسلامية ككل وسيرة الرسول والخلفاء من بعده بالتركيز على سيرة الخليفة الثانى الملقب بالفاروق لاشتهاره بالعدل والتفريق الصارم بين الحق والباطل حيث إنه من المعلوم أن سيرة عمر تتشابك مع سيرة الدعوة الإسلامية فى عصر الرسالة وتغطى فترة زمنية طويلة شهدت أحداثا وتحولات جذرية فى مجتمع الجزيرة المؤسس لتاريخ الإسلام وحضارته الممتدة. كما يتناول سيرة عمر ومراحل انتقال مجتمع الجزيرة العربية من مجتمع قبلى بسيط يحتكم إلى القيم والعادات والتقاليد القبلية الصارمة وتتصارع فيه القبائل على الموارد الحيوية المحدودة فى بيئة صحراوية فقيرة وشبه منعزلة إلى مجتمع ناهض ودولة واسعة الأطراف وأمة تضم أعراقاً وشعوباً مختلفة، الجديد فى المشروع يتمثل فى ظهور عمر بن الخطاب بالإضافة إلى عدد من أشهر الصحابة لأول مرة فى تاريخ الدراما العربية والإسلامية حيث يرى صاحب المشروع أن الأعمال الدرامية السابقة التى تناولت جوانب من تاريخ الدعوة فى غياب الشخصيات المركزية مثل أبى بكر وعمر وعثمان وعلى عانت كثيرا وأحدثت خللا شديدا فى البناء الدرامى لذا فإن ظهور الصحابة لأول مرة سيكون فى ذاته حدثاً درامياً كبيراً يجذب المشاهدين ويتيح الفرصة لمعالجة درامية جديدة مقنعة غنية بالأحداث والوقائع، هذا وقد تم وضع تكلفة أولية وليس نهائية للمشروع بنحو خمسة عشر مليون دولار أمريكى مع الالتزام من جانب صاحبه بتأمين كل ما يحتاجه من موارد مادية وبشرية وفنية. المشروع إنتاج مشترك بين التليفزيون المصرى ومجموعة MbC وبين تركيا ممثلة بمجموعة قناة أى تى فى المملوكة من قبل مجموعة تشاليك التجارية الضخمة. ويمر المشروع الآن بمرحلة الأبحاث العميقة التى تسبق كتابة النص والذى من المتوقع أن يصبح جاهزاً قبل نهاية شهر يوليو على أن يبدأ التصوير بعد ذلك ليكون هذا المسلسل جاهزاً للعرض فى رمضان «2011». كما أنه يتم التفكير حالياً فى الاستفادة من الأبحاث التى تجرى ومن الديكورات التى ستبنى لإنتاج فيلم سينمائى منفصل فى قصته وعملية إنتاجه وميزانيته عن المسلسل مع إمكانية استغلال عملية إنتاج المسلسل بما ستتطلبه من إنشاء مدن كمكة والمدينة إضافة إلى إعادة تمثيل بعض الأحداث والمعارك التاريخية.