قبل 5 أيام من الآن لم يكن أحد يعرفه، بما فى ذلك رئيس المجلس نفسه، لكنه الآن أصبح أشهر نائب فى مجلس الشعب! ياسر صلاح نائب دائرة الشرابية والزاوية الحمراء، أو ما يعرف حالياً ب«نائب القمار» صاحب سجل برلمانى متواضع جداً.. فهو أصغر نائب فى مجلس الشعب، وعلى هذا الأساس ترأس جلسة الإجراءات مع النائب فاروق طه أكبر الأعضاء سناً، هذا العام لانتخاب رئيس المجلس والوكيلين ورؤساء اللجان النوعية.. وهذه الجلسة هى واحدة من الجلسات المعدودة التى حضرها والتى لم تتجاوز بالتأكيد أصابع اليد الواحدة!.. «ياسر» أصبح عضواً بمجلس الشعب فى يناير 2008 بعد أن فاز فى الانتخابات التكميلية عن الحزب الوطنى «عمال» أمام 13 مرشحا «9 مستقلين» عن الوطنى ومستقل «وفدى» ومستقل إخوانى، إلا أن اليوم الذى حلف فيه القسم كان يوماً مشهوداً بالنسبة لزملائه عندما جاء بسيارة جيب شيروكى ومعه امرأة فاتنة دخل بها البهو الفرعونى.. وهنا كانت بداية معرفة النواب بزميلهم الجديد! دخل مرشح القمار الانتخابات على دائرة الزاوية بعد وفاة النائب محمد سيد أحمد ليبدأ صراعاً صعباً مع العديد من الأفراد، خاصة أنه كان مرفوضاً من جانب كوادر الوطنى بالزاوية فضلاً عن المواطنين أنفسهم.. والسبب كان أن «ياسر» هبط على هذه الانتخابات بالباراشوت. وجه لياسر أثناء الانتخابات العديد من الانتقادات بسبب نوعية الدعاية إذ طبع كميات هائلة من البوسترات والبورتريهات على لافتات وكروت على منوال المطربين والمغنين مستخدما الفوتوشوب وعمل الخلفيات الملونة واضعاً يده على خده وكأنه نجم غنائى أو ممثل شاب.. وهو ما أثار بدوره العديد من الأحاديث الجانبية حول اهتمامه بالسهر بالملاهى الليلية! على مستوى عمله البرلمانى لم يكن ياسر موجوداً فى الصورة إلا الأسبوع الماضى الذى حضر فيه مرتين: الأولى لتقديم طلب برفع الحصانة على طريقة «شوبير» و«سليمان» ولكن كان الوقت قد مضى حيث سبقه وزير العدل المستشار ممدوح مرعى وأرسل طلباً لرئيس المجلس فتحى سرور لرفع الحصانة عنه والتحقيق فى واقعة تزوير جواز سفر «غينى» وتقديمه بإحدى صالات القمار بفندق شهير على النيل، وعلى أثر هذا الطلب رفع سرور الحصانة بعد أن تأخر النائب الذى لم يستطع حفظ ماء الوجه بطلبه. والمرة الثانية لمتابعة اجتماع اللجنة التشريعية الخاصة بمناقشة مذكرة النائب العام، وفضل ياسر الصمت وعدم الحديث مع الصحفيين والنواب.. وكان الاكتئاب واضحاً عليه لدرجة أنه كان يرتدى ملابس سوداء داخل القاعة أثناء مناقشة أحداث نجع حمادى، ثم خرج مترجلاً فى الطرقة المؤدية لمكتب سرور ثم غادر المجلس ليبتعد عن ملاحقة الصحفيين الذين أكد لهم أنه برىء وأن القصة ليست أكثر من بداية مبكرة لمعركة انتخابات 2010 التى وصفها ب«تكسير العظام» قبل الهنا بسنة!.. لكن بصورة عامة، فإن مشاركته محدودة، وتنحصر فى الأغلب على الجلسات الشهيرة مثل جلسة «إعدام الخنازير» العام الماضى، وجلسة مناقشة الموازنة العامة للعام المالى الحالى فى نهاية الدورة الماضية.. وكانت أولى كلماته تحت القبة خلال الدورة قبل الماضية عندما تمت مناقشة زيادة أسعار السجائر والبنزين لدعم علاوة ال30%! عمل نائب القمار الأساسى فى مجال الاتصالات بعد أن صعد فى هذا المجال بسرعة الصاروخ إلى جانب تجارته فى كروت شحن التليفون المحمول واستيراد أجهزة خدمات الاتصال الدولى التى يعمل فيها مع شقيقه وشركائه، وهذه الأجهزة يوردها إلى بعض السفارات الأفريقية، لكن يبقى حتى الآن مصير النائب مجهولا، فهناك من يرى أنه سوف تتم الإطاحة به نهائياً خارج المجلس، وهناك من يشكك فى صحة ما تم تقديمه من مستندات!