عقد المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط- الأسبوع الماضى- ندوة حول تطورات التسوية فى الشرق الأوسط تناولت استعراضا لجهود التسوية على المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية، كما تناولت مواقف القوى ذات التأثير على التسوية خاصة الموقف الأمريكى والموقف الأوروبى والموقف العربى.. رأس السفير حسن عيسى جلسات الندوة، وأكد على خطورة الدور الإيرانى على القضية الفلسطينية من خلال سيطرة حماس علي قطاع غزة بتمويل وإيعاز من طهران بهدف إفراغ مضمونها وتحويل مسارها فى اتجاهات أخرى.. كما تسعى إيران إلى إدخال العديد من دول المنطقة فى مشاكل لا حصر لها ودوائر من العنف لا تنتهى من خلال دعمها لحركة طالبان فى أفغانستان والميليشيات المسلحة فى العراق والحوثيين فى اليمن، وحزب الله فى لبنان، وحماس فى غرة. وأكد د. محمد شفيق رئيس المركز فى كلمته على اتفاق الكثير من الخبراء على أن الدول العربية تواجه حالياً ممارسات حكومة إسرائيلية بالغة التطرف حيث تسعى تلك الحكومة إلى صياغة الإجماع الوطنى على تأييد سياستها المتطرفة، مما جعل تلك الحكومة بل حكومات إسرائيل المتعاقبة حجر عثرة ومعوقاً لأى جهود لتحقيق التسوية السلمية فى الشرق الأوسط.. وفى هذا الإطار كانت توجهات الحكومة الإسرائيلية وقراراتها الانفرادية فيما يسمى بخريطة الأولويات الوطنية، وهى تتجاوز الطلب الأمريكى الخاص بتجميد المستوطنات ويفرغ جهود مبعوث السلام جورج ميتشل من مضمونها من خلال سعى إسرائيل إلى توسيع المستوطنات ورفض حق العودة للفلسطينيين والمطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة قبل استئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطينى، ورفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين والدعوة لفكرة السلام الإقليمى، وتكثيف الدعوة لضرورة الحصول على مكاسب من الدول العربية قبل استئناف أى مسار للتسوية. وأكد د. شفيق أن التساؤل المطروح من جانب الدول العربية هو حول طبيعة الدور الأمريكى وحدود وقدرة هذا الدور وآليات حركته تجاه التسوية فى الشرق الأوسط لتحقيق السلام المجمد منذ سنوات خاصة بعد أن أكدت حكومة نتنياهو أن الاستيطان فى مقدمة أولوياتها، وأن خطة خارطة الطريق ورؤية الدولتين لا تعنيها من قريب أو بعيد.. ومن حق الدول العربية أيضاً أن تتساءل حول موقف الاتحاد الأوروبى بهذا الشأن وموقف اللجنة الرباعية التى يفترض أنها المسئولة عن تطبيق الرؤية الدولية للحل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. شارك فى أعمال الندوة عدد من الخبراء المصريين والعرب المتخصصين فى الشئون العربية والدولية.