لم تكتف إسرائيل بما تقوم به من اعتداءات وانتهاكات يومية لحقوق الإنسان وللقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل أضافت إلي جرائمها جريمة جديدة ترتكبها في حق الفلسطينيين وهي سرقة أعضاء الشهداء والمتاجرة بها. فضيحة جديدة فجرها مؤخراً الصحفي السويدي "دونالد برستروم" في مقالة بصحيفة "أفتون بلادين" السويدية تحت عنوان "أبناؤنا نهبت أعضاؤهم" ذكر فيه أن لديه قائمة تضم 52 شابا فلسطينياً قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي ونقلت جثثهم إلي مركز "أبو كبير" القريب من تل أبيب للتشريح ثم أعادت السلطات الإسرائيلية الجثث إلي عائلاتهم بالقري الفلسطينية أجساداً فارغة بلا أعضاء.. وقامت ببيع أعضائهم في الولاياتالمتحدة.. فقد وصل سعر الكلية مثلاً إلي 150 ألف دولار. والغريب، أن هذا يحدث بناء علي قرار للسلطات الإسرائيلية بتشريح جثث الشهداء الذين يسقطون برصاص جيشها، وهو قرار غير مفهوم لأن أسباب الوفاة واضحة ولا تحتاج إلي تشريح، وهو ما يعتبر جريمة حرب من قبل الجيش الإسرائيلي يجب إجراء تحقيق دولي بشأنها. ولم تكتف إسرائيل بذلك، بل قامت بقتل شبان وأطفال لسرقة أعضائهم كما تقوم باعتقال شباب من الفلسطينيين في الليل وتقتلهم وتستأصل أعضاءهم وتدفنهم في سرية، كما استخدمت جثث الفلسطينيين الشهداء كنماذج بشرية للدراسة بكليات الطب لديها. وكان رد فعل إسرائيل الطبيعي إزاء نشر هذه الفضيحة هو اعتبار الكاتب وحكومته معادين للسامية لأنه فضحهم أمام العالم وتناول موضوعات يعتبرونها خطا أحمر ولا يريدون من أحد الخوض فيها أو الكتابة عنها فهي بالنسبة لهم قضايا حساسة. أما المجتمع الدولي فلم ترد عنه أي ردود فعل ولم يحرك ساكنا تجاه هذه القضية التي فجرها الكاتب في أغسطس الماضي، الذي كان من المتوقع أن يكون له رد فعل قوي علي هذه الجريمة في حق الإنسانية. ورغم أن رد الفعل علي هذه الفضيحة لم يكن قوياً بما يكفي إلا أنه وضع إسرائيل في مأزق، والدليل علي ذلك هو موقف الرئيس الأمريكي أوباما منهم وتقرير "جولد ستون" الذي أدان الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة وسماهم بمجرمي حرب، كما شجع هذا المقال أيضاً الكثير من الصحفيين علي مستوي العالم وحفزهم علي تناول مثل هذه الموضوعات التي كانوا يخافون الكتابة عنها.