لم تكن ليلة الخميس مثل ليلة الثلاثاء. فى الثانية انتابنا شعور بالإحباط بعد أن خسر مرشح مصر الوزير فاروق حسنى فى سباق منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو. وفى الليلة الأولى أثلج صدورنا شباب مصر بمباراة افتتاح عظيمة لمونديال الشباب. وكلا الحدثين ما بين الأفراح والأتراح يناقشهما هذا العدد من "روزاليوسف". فى الليلة السعيدة نالت البنية التحتية المصرية إضافة جديدة فى استاد « برج العرب» الرائع الذى بنته سواعد قواتنا المسلحة.. وبدا المشهد مبهجا ومناسبا بالنسبة إلى حجم البطولة.. فهى على عالميتها ليست مثل كأس العالم للكبار . فى الليلة السعيدة ظهرت الجماهير المصرية محبة للحياة.. وراغبة فى المتعة.. احتشدت بالألوف فى مدرجات الاستاد المدهش.. وعبرت عن مساندتها للبطولة وللفريق الذى حقق نصرا مفرحا.. دفع الناس إلى إطلاق زامرات السيارات فى الطرقات.. ورفع الشباب الأعلام فى الشوارع.. فهم يبحثون عن كل ما يسر.. وقد صنعه لهم أبناؤهم الذين لعبوا والذين بنوا والذين نظموا. فى الليلة السعيدة أضيفت إلى البنية البشرية الرياضية زهورا يانعة.. تمثلت فى هذا الجيل الجديد من اللاعبين المبشرين.. والذين اكتسحوا فريقًا ضيفًا.. أيا ما كان مستواه إلا أنه كان ندًا ويتمتع بالإصرار.. ومن ثم فإن فوزنا عليه له قيمة. فى الليلة السعيدة ونتيجة لهذا الفوز بدا الكثير من الناس يتمنى أن نحرز تلك الكأس التى ننظمها بجدارة على أرضنا.. ومن حقنا أن نحلم.. ومن حق الناس أن تتمنى.. ولكن كل تمنٍ مقيد بقدرة الآخرين.. المنافسين.. إذ لا نخوض النزال الشريف فى الميدان وحدنا.. وحولنا كثير من الحالمين والقادرين.. لكن على الأقل على أبنائنا أن يبذلوا قدر الجهد الواجب للاقتراب من الحلم. فى الليلة السعيدة شرف الرئيس مبارك حفل الافتتاح.. افتتاح الاستاد الرائع.. والبطولة التى نتمنى لها النجاح.. وشارك شعبه الفرحة الجميلة.. وصفق لأبنائه اللاعبين حين تقدموا من هدف إلى آخر.. ونتمنى لهم أن يقابلوه بعد نهاية البطولة مظفرين بكأسها.. فنحن أيضا من حقنا أن نتمنى.. رغم إدراكنا حقائق الموازين الكروية. هذا عن الليلة السعيدة.. أما الليلة الأخرى فلها مايخصها فى صفحات العدد.. ومن الأفضل أن تكون الصفحة الأولى لليلة الخميس المختلفة.. فقد كانت ليلة سعيدة.