كان الدكتور محمد البرادعي مرشح أمريكا لرئاسة المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وكان مرشح مصر هو الدكتور محمد إبراهيم شاكر الذي خسر السباق لعدم قبوله أمريكيا بنفس الطريقة التي خسر بها وزير الثقافة فاروق حسني منصب اليونسكو. أكذّب نفسي عندما أقول إن ما يقوم به البرادعي ليس ردًا علي عدم ترشيح مصر له لصالح شاكر، فمصر كرمت البرادعي ومنحته قلادة ووشاح النيل، ولو كنت مسئولاً ما منحته هذا التكريم لأن عمله كان في منظمة دولية أعطي لها الكثير ومنحته ما يكفيه نظير خدماته لها، والتي لم تكن منها المصلحة العربية أو المصرية لكن القيادة السياسية المصرية تترفع عن الصغائر وليست لديها رغبة الثأر أو التنكيل بأحد، وأري أن هذه القيادة أرحم بأعدائها من الموالين لها. وإذا كذبت نفسي واستبعدت أن يكون البرادعي يحاول الرد علي عدم ترشيحه من قبل مصر، بدافع شخصي، فإنني أؤكد أنه قد غرر به، لأنه شخص طيب وعائلته كريمة لكن بعض الناس اقنعوه بأنه يقوم بعمل عام فخدعوه وقالوا إن هذه الأفعال تسير بمصر إلي التقدم برفع الأغاني والشعارات الجميلة وهي جرائم ترتكب باسم الديمقراطية وساعدهم علي ذلك المساحة الواسعة من الحرية والديمقراطية التي سهلت لهم ممارسة طقوسهم بكل سلاسة. لا شك أن أطرافاً أمريكية تقف خلف البرادعي ولكن ليس ضد أي مرشح آخر ولكن لمجرد دعمه فقط، رغم علمها التام بشعبية الرئيس مبارك الكاسحة ولاشك أيضا أن قوي صهيونية تحاول إحراج مصر، كما حدث في مؤتمر صحفي أخير للرئيس مبارك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما سأله صحفي صهيوني عن رغبة البعض في ترشيح البرادعي للرئاسة لأنه بطل فأجابه الرئيس: نحن لا نحتاج إلي أبطال فالشعب المصري كله بطل. وفي هذا السياق فمنذ أسابيع قليلة قابلت في مصر أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي وهو مستشار لأوباما فسألني عن اعتراضي علي ترشيح البرادعي رغم ما يقال عن إنه أمل الشباب فأجبت بأنه أمل الجهلاء فقط.