«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رامي لكح: رجال الأعمال ضحية سيطرة عاطف عبيد علي البنك المركزي

كان الرجل هو الأكثر بين أقرانه من رجال الأعمال المتعثرين إثارة للجدل!.. كان مادة ثرية قابلة للنشر طوال الوقت!
خرج رامي لكح من مصر منذ 8 سنوات و23 يوما، لكن خلال هذه الفترة لم تكف وسائل الإعلام عن تناول ما يفعله!.. لم تسقطه من ذاكرتها مثلما فعلت مع غيره!
فمن ملف قروضه البنكية إلي وقائع تسويتها.. ومن مراقبته المشددة من قبل المخابرات الفرنسية إلي أزمة صحيفته التي أعادت نشر الرسوم الكاريكاترية المسيئة للرسول كان الملياردير الهارب تحت دائرة الضوء دائما!
"روزاليوسف" طرحت عليه العديد من الأسئلة التي لازالت تبحث عن إجابة حتي الآن عندما اقتربت تسوية ديونه مرحلة متقدمة.. متي سيعود؟! وماذا سيفعل؟! وما هي مخططاته واستثمارته؟!
بداية يظل السؤال الأبرز والأكثر إلحاحا بعد إبرام التسويات مرتبطا بتوقيت عودتك إلي مصر.. فهل هناك عوائق تحول دون ذلك؟
- ليست هناك عوائق قانونية تمنعني من العودة، لكنها إجراءات قانونية لاعتماد عقود التسويات التي تم التوقيع عليها أمام الجهات المعنية وبحضور ممثلين عن البنوك في القنصلية المصرية في لندن.. وأظن أن نيابة الأموال العامة تنتظر اعتماد تلك التسويات من قبل محافظ البنك المركزي.
أفهم من ذلك أنك لا تعرف موعد عودتك إلي مصر أم أنك لا تريد الإفصاح عنه؟
- أتصور أن قرار اعتماد التسويات أصبح قاب قوسين أو أدني، لهذا أتوقع أن أكون خلال الأيام القليلة المقبلة وتحديدا قبل نهاية الأسبوع الجاري في مصر بعد 8 سنوات و32 يوما قضيتها خارج مصر دون أن أرتكب جرما يعاقب عليه القانون، لكنها كانت مجرد أخطاء!
سوف نناقش لاحقا هل كانت أخطاء أم جرائم، لكن دعنا نسأل عن أول قرار تنوي اتخاذه فور عودتك إلي مصر؟
- أعتزم تشكيل مجلس إدارة جديد لمجموعة "لكح" بعدها يجري إعداد الميزانيات تمهيدا لاعتمادها في غضون 3 شهور.
بعد 8 سنوات و32 يوما غيابا عن مصر خرجت العديد من الشائعات والتكهنات حول مصيرك.. فهل يكفي قرار تشكيل مجلس إدارة جديد واعتماد الميزانيات لاستعادة الثقة في المجموعة؟
- تلك هي البداية فقط، وهناك العديد من المشروعات التي تم الاتفاق عليها، وسوف يتم إعلانها فور عودتي إلي مصر، ومنها رخصة محمول في بريطانيا تم الحصول عليها بالفعل وتحمل اسم حضخد، وسوف يتم التوقيع علي المشروع في القاهرة وإعلان تفاصيل الصفقة كاملة، وسوف تكون شركة مصرية خالصة، لكنها تخدم الجالية العربية والباكستانية والهندية في بريطانيا، ويتاح من خلالها التحويلات المالية عبر المحمول، بالإضافة إلي خدمات خاصة إضافية.. وأتوقع أن يبلغ عدد المشتركين خلال السنة الأولي نحو 120 ألف مشترك علي أن تكون تلك بداية لخوض الاستثمار في مجال الاتصالات، حيث نراقب عن كثب الفرص المتاحة للحصول علي رخص جديدة للمحمول في دول أخري!
ذكرت أن هناك أكثر من مشروع؟!
- المشروع الثاني يتعلق بتطوير نظام نقل الصورة عبر الإنترنت، الأمر الذي يتيح بالاتفاق مع محطات فضائية أن يتم نقل تلك القنوات إلي الجالية العربية في الخارج دون الحاجة إلي أطباق الاستقبال "الدش"، وجري الاتفاق بالفعل مع كبري الفضائيات العربية التي تضم مجموعة من القنوات علي أن تهتم المرحلة الأولي بالجالية العربية في أوروبا وكندا وتستهدف 20 مليون مشترك.
ألا تري أن هذا الرقم كبير للغاية؟
- نحن نستهدف هذا العدد، لكن نتوقع أن يبلغ عدد المشتركين في السنة الأولي من 50 إلي 100 ألف مشترك، وفي المقابل نواصل التوسع حتي ننتشر في أستراليا، وقد تم بالفعل إبرام اتفاقيات توزيع القنوات من خلال الإنترنت مع شركات إنترنت كبري في بريطانيا وتحديدا اثنتين من الشركات.
لماذا لم تفكر في المشروعات العقارية والسياحية رغم أن النشاط الاقتصادي الحالي يرتبط بشكل أو بآخر بهذين القطاعين؟
- من قال هذا؟! فنحن نفكر بشكل مختلف، وقد أعددنا الدراسات الفعلية لمشروع سياحي، وحصلنا بالفعل علي ترخيص هو الأول في أوروبا لننظم رحلات "الكامبنج"، ويستهدف المشروع الطلبة من سن 8 سنوات حتي 12 سنة، فهؤلاء الطلبة في مختلف بلدان أوروبا يدرسون الحضارة الفرعونية والتاريخ المصري، وقد تقدمنا للحصول علي رخصة تتيح لنا جلب 50 مليون طالب أوروبي في رحلات تستمر لمدة 4 أيام لكل فوج سياحي، ونعتزم التوسع فيما بعد لنصل إلي الاتحاد السوفيتي وكذلك الدول العربية، ومن بينها السعودية.
ولكن أين مشروعاتك في المجال الطبي خاصة أن بدايتك كانت في هذا المجال؟
- لم نتجاهل المجال الطبي.. فهناك أيضا مشروع جري إعداده بالفعل لتقوم المجموعة بإنشاء وإدارة وتشغيل المستشفيات المتخصصة بنظام المشاركة بالأرباح مع الأطباء العاملين بها حتي لا يتحملوا أعباء المشاركة في رأس المال الذي يكون كبيرا في هذا المجال، وسوف توفر تلك المستشفيات بالتعاون مع مؤسسات بريطانية إمكانية إطلاع الأطباء الإنجليز علي الفحوصات والتحاليل، وبالتالي يكون متاحا للمريض المصري عرض حالته علي الأطباء الإنجليز دون أن يضطر إلي السفر للخارج!
ألا يمثل ذلك تهديدا للأطباء المصريين الذين يخشون منافسة الإنجليز بكل ما لديهم من إمكانات؟
- بالعكس، لأننا سوف نتمكن من الاستفادة من خبرات الأطباء الإنجليز، وما توصلوا إليه من علم، كما أنني كرجل أعمال يجب أن أبحث عن أفكار جديدة في هذا المجال بعيدا عن مناقصات تجهيز المستشفيات وما شابه، فقد أصبح مجال التوكيلات الطبية خارج حساباتي.
ألاحظ أن المشروعات التي تنوي الإعلان عنها كلها تحمل أفكارا غير تقليدية بالنسبة لمصر فهل تخشي عدم نجاحها؟
- تعلمنا من البيزنس أن دراسات الجدوي والإدارة الجيدة هي السبيل لنجاح أي مشروع، حتي إن كان غريبا في بادئ الأمر، إلا أنه سوف يكتسب الثقة فيما بعد، والنجاح يكون من خلال الإصرار علي العمل وعدم الارتكان إلي المبررات!
تقول إنك تعتزم كشف تفاصيل تلك المشروعات من هنا من مصر، وقد يري البعض أن مبعث ذلك هو فشلك في الخارج.. فما تعليقك؟
- بداية لم أفشل في مصر حتي يظن البعض أني فشلت في الخارج، كما أن تلك المشروعات ليست وليدة اللحظة، وإنما أعمل عليها منذ سنوات، وكنت أستطيع تنفيذها من خلال شركات أجنبية، لكنني فضلت أن يكون مقر تلك الشركات الرئيسي هو مصر.
كم فرصة عمل سوف توفرها تلك المشروعات وما حجم الاستثمارات المرصودة لتنفيذها؟
- فرص العمل المتوقعة في أول سنتين سوف تتراوح بين 5 و6 آلاف فرصة، أما فيما يتعلق بحجم الاستثمار فهذا الأمر لا أود الإفصاح عنه بناء علي اتفاق مع مساهمي المجموعة!
وكيف تطالبنا بألا نسمي هذا فشلا وقد خرجت من مصر قبل 8 سنوات تاركا مديونية كبيرة علي شركاتك؟
- أولا لابد أن تعلم أن الشركة تمتلك اليوم أصولا تفوق قيمتها 650 مليون جنيه، إضافة إلي مستحقات لدي الغير سوف أسعي لتحصيلها مهما طال الزمن أو قصر، وسوف يتم إعلان هذا من خلال ميزانيات يتم إعلانها خلال الشهور المقبلة، هذا بخلاف المبالغ النقدية التي سددتها للبنوك مؤخرا، وتقدر بنحو مليار و390 مليون جنيه.
لكنك بعد التسوية لاتزال مدينا للبنوك بنحو 200 مليون جنيه.. أم أن هذا الأمر ليس صحيحا؟
- بالفعل لاتزال هناك مديونية تبلغ 200 مليون جنيه سوف يتم سدادها طبقا لبنود التسوية علي 8 سنوات، وذلك بعد مرور سنتي سماح، ولولا أن البنوك ارتأت جدية في التسوية، لما كانت قد أبرمت، ولك أن تتخيل أني سددت مليار جنيه نقدا، وهو أكبر مبلغ تحصل عليه البنوك في ملف التعثر، وحتي يطمئن الجميع فإن كل المشروعات التي أعتزم تنفيذها خلال الفترة المقبلة سوف تكون بتمويل ذاتي، ولن أقترض مليما من البنوك، فقد ظُلمت بما فيه الكفاية، ولا أنوي إعادة السيناريو مرة أخري!
ألا تخشي مصير البليدي وهدي عبدالمنعم؟
- أدرك تماما أني مظلوم وصاحب حق.. وقد تعلمنا في مصر أن صاحب الحق لا يمكن أن يخشي العدالة، لهذا فأنا مستعد لمواجهة كل من يتهمني بالسرقة أو النصب في أي وقت وفي أي لحظة، فالجميع يعلم جيدا أنني لست ظالما، ولكني مظلوم، فلم أرتكب جرما، لكن كانت هناك أخطاء، وهناك فرق كبير بين الجرم وبين الخطأ.
ألم تكن البنوك تدافع عن أموال المودعين وتطالب بحقوقها؟
- ولكني سددت المديونية نقدا محملة بفوائد إضافية، ولم يصدر ضدي أي حكم من محكمة جنايات مصرية.
لكنك أيضا هربت وتركت كما كبيرا من المشاكل وراءك؟
- فعلا تركت مصر واخترت السفر للخارج، لكني لم أبع أصول شركاتي وأهرب كما فعل البعض، وسافرت بعد أن تزايد الاستياء العام من تصرفات بعض رجال الأعمال، وتبع ذلك "هوجة صحفية" طالت الجميع ولم يكن محافظ البنك المركزي وقتها الدكتور محمود أبوالعيون قادرا علي التصرف مع مشكلة التعثر التي طالت قطاعات اقتصادية عديدة، وهذا يرجع إلي أن أبوالعيون لم يكن يحظي بأي استقلالية، وإنما كان يتبع تعليمات الدكتور عاطف عبيد رئيس الوزراء آنذاك، كما كان أبوالعيون يفتقر إلي الخبرة، الأمر الذي أدي إلي أزمة اقتصادية طاحنة، وتفاقمت مشكلة التعثر وانفلتت أسعار الدولار لولا أن الرئيس مبارك تدخل وأسند المهمة إلي الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي الحالي، الذي نجح في مواجهة السوق السوداء للدولار، وقضي عليها تماما، واقتحم ملف التعثر دون خوف، وإبرام العديد من التسويات وإخراج الكثيرين من السجون بعد سداد مديونياتهم، وهذا هو الفكر الاقتصادي الصحيح، فبماذا تستفيد البنوك من حبس رجال الأعمال؟!
في السنوات الماضية جري الحديث كثيرا عن تسويات تجريها مع البنوك ولم تحدث.. فلماذا أبرمت تلك التسويات في الوقت الراهن؟
- أعترف بأن الأمور أصبحت أكثر نضجا الآن في مصر والإصلاحات الاقتصادية والمصرفية باتت تؤتي ثمارها وبالإضافة إلي المنهج الذي تبناه الدكتور فاروق العقدة هناك المستشار عبد المجيد محمود النائب العام الذي لولاه ما نجحنا في إبرام أكبر تسوية في مصر بعد سداد نقدي لم يحدث من قبل في القطاع المصرفي وكان همه الأول الحفاظ علي المال العام وإغلاق ملفات الماضي.
وما موقف مجموعة "لكح" الآن في مصر؟
- خسرنا كثيرا، ولكن لا يزال لدينا عمل قائم.. والشركات.. لم تغلق أبوابها وهناك 180 عاملا يعملون بالشركة، صحيح أنهم كانوا 12 ألف عامل لكنها الظروف، ويمكن معالجة الأمر مجددا ونتعهد بالعمل علي ذلك خاصة أن هؤلاء العمال لم يتخلوا عن الشركة بل ظلوا يعملون رغم الفترة العصيبة التي مرت بهم!
مادمت تذكر العمالة في "لكح جروب" فهل تنوي تعويضهم عما فاتهم خلال الفترة الماضية؟
- أود أن أوضح أولا أن موظفي الشركة رغم الأزمة القائمة كانوا يحصلون علي مرتباتهم كاملة ولعل أول الأمور التي أنوي القيام بها فور عودتي إلي مصر التوجه إلي عمال الشركة بعدها أتجه إلي أهالي دائرتي الذين منحوني الثقة سابقا وقد واجهت موقفا صعبا للغاية مع أبناء دائرتي بعد أن تركت مصر وبكيت ليلة كاملة حيث فوجئت بطرد بريدي جاء علي عنواني في باريس يحتوي علي "كعك" و"بسكويت" العيد.. وكان من امرأة لا أعرفها من دائرتي وقد تأثرت كثيرا بهذا الموقف وندمت علي خروجي من مصر.
قبل الانتقال إلي المشاكل التي واجهتك في فرنسا نعود إلي ما قلته حول مستحقاتك لدي الغير وتنوي المطالبة بها.. ما قيمة تلك المستحقات ومن هم المدينون لك؟
- أنا لن أعود لتصفية حسابات قديمة، ولكني سوف أعود لأنفذ مشروعات عملاقة.. وهذا لا يعني أنني سوف أتنازل عن حقوقي فهي تتجاوز المليار جنيه ولن أفصح عن أسماء المدينين.. فهم كثيرون، وقد تلاعب بعضهم بالحسابات بعد خروجي من مصر ظنا منهم أنني لن أعود ولكن عليهم أن يستعدوا فعندي المستندات التي تثبت كل حقوقي والقانون هو الذي سيتكلم!
يتصور الكثيرون أنك كنت تتحدث عن تسويات سابقة بقصد التأثير علي أسهم "لكح" في البورصة ما حقيقة ذلك؟
- الحقيقة عكس ذلك تماما وطالما كنت أحذر من هذا الأمر فالذي يدفع ثمن التلاعب بالسهم هم صغار المساهمين ولكن كان عليهم تحري الدقة عند استقاء أخبار عن المجموعة.. فأغلب تلك الأخبار والتقارير كانت مُفبركة وليس لي مسئولية بهذا الأمر!
تمتلك جريدة "فرانس سوار" في فرنسا وعندما أعادت تلك الجريدة نشر الرسوم المسيئة للرسول "صلي الله عليه وسلم" سارعت إلي إقالة رئيس تحريرها.. لماذا؟
- كنت مريضا في هذا اليوم ولم أنزل للجريدة، إلا أن أحد أصدقائي اتصل بي منفعلا واستوضحت منه الأمر وفوجئت بالكارثة واتجهت فورا إلي الجريدة وكانت الشرطة الفرنسية تحاصر المكان لتحمي الصحفيين بعد أن وصلتهم تهديدات عديدة وكان هناك انزعاج فرنسي كبير لأنهم يعتبرون ذلك ضمن حرية التعبير ودخلت إلي الجريدة واستدعيت رئيس التحرير وقال لي أنه المسئول عن السياسة التحريرة وقررت إقالته علي الفور.. فسب الرسول أمامي.. فلم أتمالك نفسي واعتديت عليه ضربا فقام بإبلاغ النيابة ضدي ومازال الموضوع قيد التحقيق وسعدت بعدها كثيرا عندما علمت أن الشيخ يوسف القرضاوي الذي لا يعرفني ولا أعرفه قد امتدح هذا القرار في خطبة الجمعة في قطر يوم 2 فبراير 2006!
لكنها لم تكن الواقعة الأولي التي تحدث في فرنسا؟
- نعم.. أذكر أني رفضت الامتثال لتعليمات الحكومة الفرنسية للصحف الصادرة هناك بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والتي طالبت بعدم تناول الموضوع بشكل يؤثر في الجالية العربية ولم أرضخ لتلك التعليمات وصدرت الجريدة في صفحتها الأولي تحمل صورة الرئيس الراحل مكتوبا عليها "ةَ ذفمَّم" الأمر الذي كان له دلالات عديدة.. وفي قضية الحجاب لم أقف موقف المتفرج أو أتعامل مع الأمر كما لو أن شيئا لم يحدث وتصدينا في الجريدة لتلك القضية ونشرنا صورة لراهبة مسيحية ترتدي الحجاب في مدرسة كاثوليكية وصورة أخري لفتاة يهودية محجبة في مدرسة يهودية وصورة ثالثة لفتاة مسلمة ترتدي الحجاب ووضعنا علامة استفهام كبيرة تعني أن فرنسا أصحبت تميز بين الأديان.
وماذا عن عمليات التجسس التي كانت تحدث ضدك في فرنسا؟
- هذا الكلام ورد بكتاب ألفه ضابط مخابرات فرنسي اسمه باتون جيه وفيه 40 صفحة تضم تفاصيل وأسرارا في حياتي وحياة أسرتي.. فقد كانوا يراقبون كل تحركاتنا في بلد كنت أظن أن الحرية الشخصية فيه مكفولة للجميع ولكن حدث عكس ذلك حيث كانوا يراقبون اتصالاتي وتحركاتي دون استصدار إذن بذلك وسارعت علي الفور لإبلاغ النائب العام الفرنسي وقد تسبب هذا الأمر في مشاكل عديدة، لكن القضاء الفرنسي أنصفني ورفض كل أساليب التجسس ضدي.
لماذا لم تتنازل عن الجنسية الفرنسية مادامت الأمور هكذا؟
- رغم كل هذه الأمور السلبية إلا أن فرنسا لا تزال بلد الحرية وهي شبيهة إلي حد بعيد بمصر وأري أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعمل جاهدا علي إرساء مبادئ العدل الاجتماعي في فرنسا بنشاط غير مسبوق ولو كنت أنوي التنازل عن الجنسية الفرنسية لكنت فعلتها حيث أثيرت ضجة حول مزدوجي الجنسية بالبرلمان دون أن يدرك مفتعلو الضجة أن بمصر نحو 7 ملايين مواطن يحملون جنسية أخري.. ولا يجوز إسقاط حقوقهم لمجرد أنهم يحملون جنسيتين!
ما حدود علاقتك بفرنسا؟
- فرنسا بلد كبير ذات اقتصاد قوي وأحاول دائما أن أدعم الثقافة الفرنسية في مصر لتتكافأ مع الثقافة الإنجليزية وقد نجحت في إنشاء أول جامعة فرنسية وأفخر اليوم عندما أري نجاح تلك الجامعة وهؤلاء الطلبة الذين يدرسون من القاهرة بجامعة السربون أعرق الجامعات الفرنسية.
بعد خروجك من مصر.. من وقف إلي جانبك ومن تخلي عنك؟
- وقف إلي جانبي المهندس نجيب ساويرس والدكتور محمد غنيم والمهندس أيوب عدلي أيوب والمهندس محمود شكيب وطارق عبدالعزيز وجميل حليم ونادر الجيار وإسماعيل حسن الذي رفض أن يتم بيع الفندق الذي أملكه بأسعار متدنية وأيضا أمجد إدوارد.
من الذي تخلي عنك؟
- من أسرعوا للاتصال بي منذ شهرين، وكانت مبرراتهم أنهم لم يستطيعوا الاتصال بي إما لأنهم غيروا تليفوناتهم وفقدوا رقمي أو أنهم فقدوا أجندة التليفونات ثم فجأة استعادوا الرقم بعد أن علموا بالتسوية!
وماذا تفعل بعد عودتك إلي مصر غير البيزنس؟
- أولا أنوي تأدية واجب العزاء الذي انقطعت عنه طيلة السنوات الثماني الماضية، بعدها أذهب إلي موظفي الشركة وأبناء دائرتي لأشكرهم علي وفائهم وإخلاصهم.
لتشكرهم علي إخلاصهم أم لإقناعهم بانتخابك في الدورة المقبلة؟
- أشكرهم أولا لأنهم انتخبوني سابقا لأصبح أول مسيحي يدخل البرلمان بالانتخابات الحرة منذ 52 سنة وسبقت في ذلك الدكتور بطرس غالي ومنير فخري عبد النور اللذين نجحا في الإعادة، وكنت وقتها أنافس زعيم الأغلبية في الحزب الوطني والوزير السابق عبد الأحد جمال الدين!
ما هي حدود علاقاتك مع التيارات السياسية في مصر؟
- لا أخفي علاقتي بجميع التيارات السياسية بما فيها الإخوان.. ومنهم نواب حاليون!
وماذا عن أقباط المهجر؟
- لا أنكر أننا نعيش في وطن أغلبيته من المسلمين وعلي الأقلية أن تتأقلم مع هذا الوضع ولكن هذا لا يعني أن نتغاضي عن حقوق الأقليات أو نتجاهل مشاكلها وعلينا أن نكون علي قدر المسئولية ونكشف عن عيوبنا بالحوار دون مواربة، وهذا سبب نجاح المجتمعات الأوروبية!
كيف تنظر إلي الإصلاحات السياسية في مصر خاصة أنك كنت تراقبها من الخارج؟
- لا شك أن الوضع تغير كثيرا والإصلاحات السياسية تسير وفق منهج مدروس يحميها الإجماع الشعبي علي زعامة الرئيس مبارك ليس فقط في مصر ولكن في المنطقة كلها، والدليل ما حدث أثناء الحرب الأخيرة علي غزة، حيث جيشت العديد من الدول المظاهرات ووسائل الإعلام من أجل الهجوم علي مصر والرئيس مبارك لكن الشعب المصري أدرك الأمر جيدا والتف حول رئيسه ليتبين بعدها صواب التوجه المصري ورؤية الرئيس مبارك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.