العبادة هي علاقة بين الإنسان وبين الله ومن أو ما يعبده ولا أحد يعرف ما في داخل الإنسان إلا الله وحده، فمثلا هل أعبد الله بقلبي أم بعقلي أم بشفتي أم بعاطفتي أم بكل هذه مجتمعة.. ما هي ثمرة العبادة.. هل أنا أمين في عملي، في علاقاتي بالآخرين، في خدمتي للقانون، وعلاقتي بالوطن لأنه لا يوجد من يعرف عبادتي وعلاقتي.. الله وحده هو فاحص القلوب والكتاب يقول هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيداً.. ما الذي يستفيده الإنسان أو المجتمع ممن يقول أنه يعبد الله ويؤذي الآخرين أو يقتلهم أو يسرقهم أو يعتدي عليهم، المهم هو ثمرة العبادة الواضحة مع الآخرين ومع المجتمع والوطن.. أما في قبول الديانات الأخري أو العبادات الأخري فكل إنسان حر فيما يعبد، هذا الموضوع شخصي تماما، وحسب اقتناع الإنسان بما أو بمن يعبد وكيف يعبد وسلوكه الناشئ عن العبادة، هل يُهدم مصنع ليبني معبد، أم يُعتدي علي ممتلكات الغير ويبني مكان لعبادته؟ هل عبادته تدعو إلي محبة الآخر واحترامه واحترام خصوصيته أم تدعوه إلي الاعتداء علي الآخر وتحض علي كراهيته؟ (أرني إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني) يع 2: .18 العبادة التي تثمر إيجابيات للمجتمع ولاشك مسموح بها، أما هل هي مقبولة أمام الله أم غير مقبولة هذا مايحكم به الله فله وحده الحكم والإدانة ولسنا مكان الله حتي نحكم علي الآخرين في عبادتهم. نريد مجتمعا متدينا يسلك الجميع فيه سلوكا إيجابيا بناءً. حضرت مؤتمراً للأديان في أستراليا سنة 1987 ووجدت الاحترام المتبادل بين كل تابعي الديانات المتعددة المتنوعة وربما المختلفة دول آسيا أغلبها لا يعبدون الإله الذي نعبده ولكن سلوكهم ومعاملاتهم والخير الذي يعملونه في مساعدة الشعوب التي تدين بديانات مختلفة عنها تماما ربما أكثر مما يفعله أصحاب الديانات التي تعترف بها مصر: "الإسلام والمسيحية واليهودية"، ليس كل من يعبد الله هو مقبول بل من يضع إرادة الله مع إيمانه السليم هو المقبول عند الله، الذي يحاسب علي الإيمان هو الله وهو أيضا يحاسب علي الأعمال التي ربما تكون نتيجة أو ثمرة للإيمان. الأسرة الواحدة تدين بدين واحد ولكن سلوك أفرادها هو الذي يحدد من الذي يقبله الله ويقبله الجميع.. نحن لا نوافق أبدا علي عبادة تثمر عدواة أو حقداً أو كراهية لفئة ما أو دين ما، اعبد ما تشاء وبالطريقة التي تراها مناسبة ولكن حب الآخر واحترمه واخدمه واحترم عقيدته وفكره وثق أن السلوك هو الذي يجعل الآخر يحبك ويحترمك ويتبع الدين الذي جعلك تكون إيجابياً ومثمرا ،يري الناس اعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات "مت" كما قال السيد المسيح له المجد، بل قال أيضا يسبكم يجدف علي الاسم الحسن لأن السلوك الناجح ربما يكون عادة اجتماعية أو ثمرة عبادة ناجحة فإذا كان ثمرة عبادة يتبع المجتمع هذه العبادة التي دعت إلي الحب والعطاء والاحتمال والصبر وحب الوطن والمواطن إن كان أغلب دول العالم بها ديانات متنوعة ومختلفة ولا نرفض دينا مهما كان لأن الإنسان حر فيما يعتقده أو يعبده.. أكرر المهم السلوك الذي يثمره هذا الدين ولكن علينا قبل أن نفتح الباب أمام كل العقائد والتيارات أن نتعلم أولا كيف نتحاور مع الآخر خاصة المخالف لنا في الدين والاعتقاد، وقبل أن نوافق علي قبول أي عقيدة أو تيار في مجتمعنا علينا أن نفحص ونعرف هل هذا المعتقد يحض ويساعد علي الإيجابيات أم السلبيات، هل هذا الدين أو المعتقد يشجع علي حب الآخر فإذا كان يشجع علي الإيجابيات في المجتمع فلا مانع من قبوله.. فهذه هي حرية الاعتقاد كما ينص عليها الدستور .. وليس هناك أي مخاوف من فتح الباب.. فقط علينا جميعا أن نتعلم احترام العقائد. أسقف إيبارشية شبرا الخيمة وتوابعها