في الوقت الذي توقع فيه البعض عودة الهدوء والاستقرار للزمالك وخروجه من عنق الزجاجة وبؤر الصراعات والمشاكل مع عودة المجلس المنتخب برئاسة ممدوح عباس واعتقد المتفائلون أن فريق الكرة سيشهد قفزة تقوده لاسترداد مكانته وصعود منصات التتويج والبطولات وشراء نجوم جدد لتدعيم صفوفه في موسم الانتقالات الشتوية، فإن ما يشهده نادي الزمالك هذه الأيام في حقيقة الأمر لا يختلف كثيراً عن العهد الانتقالي المؤقت، خاصة بعد أن بدأ ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك التدخلات في شئون الفريق الأول لكرة القدم كعادته القديمة باستقطاب بعض النجوم علي حساب نجوم آخرين وهذا ما كشفته المعارضة في النادي من زيارة إسماعيل يوسف وشيكابالا لممدوح عباس في منزله قبل النطق بالحكم في قضية تنازل مرتضي منصور، وعن الاجتماعات السرية الأخري التي عقدها مع بعض النجوم أمثال عمرو زكي، الأمر الذي أثار شجن وغضب حسن شحاتة المدير الفني جبهة المعارضة في النادي بدأت إعلان سخطها علي تلك التصرفات حيث تعثر في حل أزمات كبار النجوم وأبرزهم أزمة اللاعب عمرو زكي بعدما وصلت إلي خط النهاية المؤسفة لولا تدخل عمرو الجنايني قبل تفاقم المشكلة إلي جانب عدم اتضاح الصورة للصفقات المتوفرة والتي يحتاجها الفريق وتخوف البعض من تكرار سيناريوهات الماضي القريب وعقد صفقات كان بعضها بمثابة قنابل موقوتة في النادي لفشلها مثل صفقة جونيور أجوجو التي بلغت ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار، ووسام العابدي التي بلغت ثلاثة ملايين جنيه. جبهة المعارضة من ناحية أخري بدأت التلميح له وبح صوتهم من مطالبتهم له بالتنازل عن ديون النادي له والتي بلغت 42 مليون جنيه، وبدأت الجبهة في شن حرب داخلية عليه حتي وصفوه بأنه يدير أمور النادي بعقلية المشجعين وليس بعقلية محترفي الإدارة وأنه مشجع بدرجة رئيس ناد، وأنه في الغالب يتدخل في أمور فنية تخص فريق الكرة بنفس السيناريوهات التي وقعت في ولايته سواء في الفترة المؤقتة أو بعد انتخابه ومجلسه قبل أزمة مرتضي منصور. ورغم أن الزمالك أعلن عن صفقات جديدة شتوية من بينها الهيشري ومجدي تراوري التونسيين في إطار سياسة تدعيم صفوف فريق الكرة إلا أن هاتين الصفقتين حولهما الكثير من المشاكل خاصة أنهما سيحملان النادي ليس فقط عقودهما الجديدة، وإنما تحمل قيمة الشرط الجزائي للموافقة علي الاستغناء عنهما، وهي حوالي 700 ألف يورو للهيشري ومجدي تراوري بمعدل 350 يورو لكل منهما بالإضافة إلي الدخول في مزاد أمام الأهلي علي محمد زيدان لاعب دورتموند وينوي ممدوح عباس فتح أعلي سعر لإغراء اللاعب علي الانتقال للزمالك بعد أن أعلن نادي دورتموند عدم التجديد له، بجانب الصفقات الأخري التي قرر الدخول فيها بمبالغ مالية خيالية والتي كشف نادي حرس الحدود عن إحداها وهي صفقة أحمد عيد عبدالملك، بخلاف صفقة أحمد دويدار، وكل هذه الصفقات ستؤدي إلي استنزاف السيولة في النادي مع سداد مبالغ مالية أخري من تحت الترابيزة لبعض النجوم، في الوقت الذي يحتاج فيه النادي إلي الأموال لمواجهة أزماته والتزاماته تجاه الضرائب والتأمينات وأقساط أرض النادي، والمبني الاجتماعي وأرض 6 أكتوبر إلي جانب مرتبات الموظفين و الأجهزة الفنية للألعاب الأخري. وبدأت جبهة المعارضة تعد العدة لمواجهة ممدوح عباس إعلامياً أسوة بخطة جبهة المعارضة في النادي الأهلي لمواجهة حسن حمدي في الجمعية العمومية غير العادية القادمة، حيث بدأت الكشف عن الحالة المالية المتردية داخل النادي، وحالة الغليان التي تسود بعض النجوم في فريق الكرة، وخلافات النجوم علي التفرقة المالية بينهم من قبل إدارة النادي، وكلها مواجهات ساخنة قد تؤدي إلي عرقلة مسيرة الفريق في مسابقة الدوري العام في ظل تذمر حسن شحاتة من تصرفات بعض النجوم وهروب محمد حازم إمام وانقطاع عمرو زكي عن التدريبات، وخوف جبهة المعارضة من استقالة حسن شحاتة من تدريب الفريق، خاصة أنه إلي الآن لم يوقع عقده ولم يسلمه إلي مجلس الإدارة، في الوقت الذي كان يتوقع الجميع فيه هدوء عاصفة الخلافات والأزمات في النادي بعد عودة المجلس المنتخب برئاسة ممدوح عباس واستقرار الجهاز الفني بقيادة حسن شحاتة وتوقيع العقد نظراً للصداقة التي تربطه بممدوح عباس إلا أن كل هذه الأمنيات باءت بالفشل بعد صدمة جبهة المعارضة في سياسة ممدوح عباس وإصراره علي نهجه السابق وسياسة إدارة النادي بشخصية المشجع الكروي التي فجرت الأزمات قبل حل مجلس الإدارة، وحذرت جبهة المعارضة من غرق النادي في دوامة الأزمات المالية في الوقت الذي ينبغي الاستعداد للمشاركة في دوري المحترفين المزمع إقامته في الموسم القادم والذي يشترط وجود ميزانية حقيقية لفريق الكرة.