«الغاية تبرر الوسيلة»، هذه النظرية الميكافيلية يعمل بها كثيرون فى العالم لكن يبدو أن انتخابات مجلس الشعب سوف ترسى دعائم هذه النظرية، وليكمل الله الستر على شباب هذا البلد الذى أصبح يرى انهيارات متكررة للقدوة والقيم والأخلاقيات التى تداس بالأقدام كل لحظة تحت مسميات مختلفة، وكان الله فى عونك يا مصر. لا أتحدث هنا عمن سيفوز تحديداً أو من سيخسر و لن أعيد ما كتب ويكتب من آراء وأفكار وخواطر إنتخابية أو تحليل سياسى، ولكن أطرح كمواطن وشاهد تساؤلات فيما أسميناه انتخابات وأضع رأياً متواضعاً لكل تساؤل، وأترك للقارئ رأيه أيضاً. 1- هل أحسنت الأحزاب ترشيح مرشحيها أم لا؟ - عدم قدرة الأحزاب على ترشيح قوائم جيدة، هل هو علامة لانعدام الكوادر السياسية أم سوء ترشيح أم علاقات خاصة حكمت المرشحين ومدى قربهم من الشارع فى كل الأحزاب أم كما يقال إن الأحزاب رشحت شخصيات لتسقط، وبهذا تنتهى صراعات داخلها كل هذه التكهنات، أم أن الشارع السياسى فى مصر ينضب برجاله والصفوف الثانية والشباب إلا ما ندر؟
2- هل ما نراه هو ثمن الديمقراطية أم أنها فوضى وهل مصر مستعدة للديمقراطية الحقيقية؟ - إن ما قيل ويقال إن كثرة المرشحين بسبب إطلاق الديمقراطية، وأصبح لكل إنسان حق الترشيح وهذه علامة صحية، هل هذه حقيقة أم أكذوبة تحولت لفوضى وبلطجة وحسابات أخرى، هل هذه هى الديمقراطية التى يريدها هذا الشعب أم هى تداعيات سياسية؟ 3- هل نحن سوف ننتخب نواب دوائر أم نواب أمة؟ - إن اسم المجلس كان مجلس الأمة وحالياً مجلس الشعب، هل المطلوب انتخاب نواب لخدمة دوائرهم «لو خدموها» للتعيين أو استخراج قرارات علاج أو شقق أو أراض إلخ.. لأبناء الدائرة فقط، أم نواب لهذه الأمة وآلامها وطموحاتها وما حولها من مكائد تنصب ضدها من القريب قبل البعيد، والصديق قبل العدو، ما هوية هذا المجلس، سؤال يتردد فى ذهنى لأن معرفتى ببعض من رشح لا يعرف بالفعل أن يتحرك فى قضايا الأمة، وهل المقاييس التى تم الاختيار على أساسها كانت لأى منهم أم للاثنين لأنه ليس هناك تضارب بينهم لكن لو تفهم النائب هذا واطلعنا على بعض البرامج الانتخابية لبعض المرشحين نجد إنها خلت من مناقشة قضايا الأمة وانحصرت كلها فى مشاكل الدائرة فقط، وأكرر فقط فليس عيب أن يخدم النائب دائرته ولكن العيب كل العيب ألا يخدم أمته وأرجو أن أكون مخطئاً. 4- سؤالى هذا لأبناء بعض الدوائر التى لم يرشح فيها رموز أعلم يقيناً أنهم كانوا خداماً للدائرة وأبنائها وأدوا بها أداء رفيعاً للغاية أعرف ذلك من مواقعى العديدة التى عملت بها لماذا لم يرشح؟ هل هى سطوة المال أم حب التغيير حتى لو خطأ؟ 5- لماذا هذه الحرب الضروس والملايين التى ستصرف والدماء التى ستسيل يقيناً من أهلنا وشعبنا هل الأمر يستحق ذلك لماذا؟ سؤال برىء هل لخدمة أبناء الدائرة أعتقد أنك يمكن خدمة الحى أو القرية أو المركز من موقع عملك وجهدك وعلاقتك والفارق بسيط، أم أن هناك مكسباً آخر لا يعلمه إلا الله هو السطوة والنفوذ والحصانة؟ ما سر هذا التطاحن الدامى. 6- أشعر أن من يعمل من أجل مصر فعلاً دون أى اعتبار خاص أو شخصى أصبحوا قلة ويقل عددهم يوماً بعد يوم بسبب انهيار القدوة ونعود لنسأل لماذا أحجمت فئات مهمة ومؤثرة عن القيد فى الجداول وعدم ذهابى لصناديق الانتخاب هذا سؤال حيوى لابد أن ندرس رده بواقعية وصراحة من أجل مصر ومستقبلها. 7- هل مقبول أن يقوم البعض من أجل مصلحة مرشحيهم بالتطاول على رموز أدت واجبها الوطنى؟ أعتقد أن هذا يعكس وجود عجز كامل فى برنامجه الانتخابى، فالخوض فى الأعراض جريمة لابد أن يعاقب عليها القانون هل سيتم ذلك هل سوف يقتص فى يوم ممن ساهم فى هدم تاريخ وقدوة هذا البلد؟ وكيف ستطلب من الشباب العطاء والأجيال البقاء وهم يرون من بنى وأعطى يشتم ويسب علناً وينقص من قدره وعطائه؟! 8 - أليس هناك مسئول جرىء أياً كان مستواه يعلن للناس الحقيقة، الصحف القومية تطالعنا بأنباء وبيانات وأسماء ومواقف وصحف المعارضة تطالعنا بالعكس التام وهذا يدعى أن لديه مستندات ويستند لأقوال مهمة ومسئولين والمواطن البسيط العادى فى ارتباك نصدق من ونكذب من؟ ألا يكفى ما نعانيه ويعانيه الشعب من بلبلة أفكار وتشويش حقائق أين الحقيقة يامسئولى هذا البلد لابد من متحدث رسمى مسئول يتحدث عن رئاسة الانتخابات ولجانها العليا أو الحكومة أو مسئول رفيع المستوى صادق أمين لقطع الألسنة لكن ما يحدث هو مهزلة بكل المقاييس. 9 هل من سيصل لكرسى البرلمان بالأسلوب الملتوى من رشوة وتهديد يمكن أن أئتمنه كمواطن على أن يكون مشرعاً لهذا البلد وأعطيه الأمان؟ علماً بأن من يشترى يشترى وفاقد الشىء لا يعطيه وهى الأمانة والنزاهة وأعتقد أنها أساس عضوية مجلس الأمة والشعب.. 10 هل وصلت هذه المزاعم والتجاوزات والشغب والعنف وغير ذلك وصولها بالفضائيات للعالم ألا يعطى هذا انطباعاً سيئاً ومخالفاً تماماً لواقع الشعب المصرى وأرضه الطيبة ويجعل السائح أو المستثمر يفكر مرات قبل تواجده على أرض الكنانة والتاريخ؟ ماذا نفعل بهذا البلد ألم يحن الوقت لنكف أيدينا عنها يا أصحاب المصالح؟ إن ما سبق هو حديث الناس أو بعض الناس وتأملاتى وتساؤلاتى عديدة أترك الرد عليها، لأنى كفرد بسيط فى هذا المجتمع أرفض تماماً ما رأيته فى هذه الانتخابات. أخير أقترح على القيادة السياسية وقد يكون مسار سخرية وهجوم على شخصى الضعيف لماذا لا يتم تعيين مجلس الأمة باختيار عناصر ذات فكر وأداء وشعبية حقيقية ومثال لمختلف التيارات والتوجهات والمعارضة والإخوان والأقباط والمستقلين وغيرهم بتصنيف عادل وترشيح مثل الوزارة والوزراء وتوجيه ما صرف من ملايين لبناء مدارس ودعم مستشفيات وخدمات وفرص عمل لهذا الشعب، أم أن هذا المقترح حلم بعيد لأنه لا يستجيب لمصالح الدوائر وممثليها السعداء بوجودهم تحت برلمان مهما كان طريقهم لهذا، تهنئة لهم وهم يعلمون أنفسهم من الداخل ونرجو أن نرى مجلساً للأمة، وليس «مجلس محلى كبير» لخدمة الدوائر واستخدام النفوذ والهجوم على الوزراء والشرفاء العاملين من أبناء مصر لغرض فى نفس يعقوب. اللهم اكفنا شر أنفسنا وتولنا برعايتك، إنك على كل شىء قدير. استشاري الجهاز الهضمى والكبد