أنا لا أدري لماذا الإصرار علي ترشيح عدد من الوزراء في الدوائر الانتخابية؟ هل كل وزير جاب الديب من ديله وحقق الوعود والتزم بالتواجد الدوري والدائم في نطاق دائرته الانتخابية! الاجابة المنطقية أن هذا الترشيح وجاهة انتخابية ليجمع الوزير بين الدور التشريعي ومهامه التنفيذية.. فهل سيحاسب الوزير نفسه؟ بالطبع لا.. إذا من ابتدع حدوتة هذا الترشيح الاجباري والإلزامي ولماذا لا يتم الدفع بوجوه جديدة من الرجال ذوي الشعبية الفعلية والجماهيرية.. عيب كبير أن يسقط بعض الوزراء علي الدوائر عن طريق «الباراشوت».. ويبدو أن الحكومة تريد أيضاً أن يرتدي كل وزير «الشورت» ليمارس اللعب داخل أي دائرة تكون حائرة.. أنا أسعدني خبر نزول الدكتور المحترم أحمد جويلي الوزير الأسبق ليخوض الانتخابات في أحدي دوائر محافظة البحيرة.. مثل هذا الرجل نرفع له القبعات لأنه كان مخلصاً وأميناً وحريصاً علي مصلحة الجماهير وتصدي لمافيا الفساد الاستهلاكي والتمويني ولم يخالف ضميره وكان مثالاً للأمانة والنزاهة والاستقامة.. وياليت المهندس حسب الله الكفراوي يفكر أيضاً في نزول الانتخابات لأنه الشريف في التعامل والبسيط في المعاملات وابن بلد بحق وحقيق ومن عشاق تراب هذا الوطن وكان الصادق والأمين وبصماته العمرانية لا ينكرها إلا جاحد!! أيضاً يوجد نموذج رغم مشاغله ومسئولياته ولكنه حريص علي الالتصاق بأهل دائرته وأعني به الدكتور «زكريا عزمي» الذي لا يتأفف من التعامل مع المواطنين ولا غرابة إذا رأيته جالساً علي دكة في حارة أو كرسي في شارع وبدون حراسة وأثبت من خلال الآداء البرلماني بأنه يتعايش ويتابع موجة الرأي العام ويحدد بوصلة تعاملاته بدقة ولا يحابي أي مسئول أو وزير وينتقد بضراوة كل قرار معوج ولا يخجل من كشف أي اعتوار وأنا لا أذكر ذلك بحكم معرفتي وعلاقتي الشخصية به منذ عام 1982 ووقت أن كان وكيلاً أول للمجلس الشعبي لمحافظة القاهرة.. كان نجماً في مناقشات هذا المجلس وطالما قدم الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات.. كان دوره رائعاً ويكفي أنه في ذات الفترة كان العديد من الوزراء حريصين علي حضور الجلسة الشهرية لمجلس محلي محافظة القاهرة أما الآن فحدث ولا حرج! نريد مرشحين يمتازون بالمشاركة الجادة والفعلية ويتحدثون باسم الشعب ولا نريد مرشحين لا هم لهم سوي النهب! نريد المرشح الواعي الذي يقول كلمة الحق ولا يخشي من سطوة أي مسئول والملاحظ أن بعض من تدفع بهم الحكومة للترشيح يستحقون التوبيخ في هذه الأيام ولا نريد أيضاً مرشحات الصالونات أيضاً والمفترض أن نرشح السيدات من الواعيات اللاتي لا يحترفن إطلاق الزغاريد أو ممارسة الأداء البرلماني وكأنهن في صالة رقص.. ارحمونا من حالة البلاء الترشيحي احتراماً للدور البرلماني المحترم ولا يصح أن يكون مهترئاً!!.