كلما تحدثت مع أحد من العلماء أو أساتذة الجامعات المصريين عن مستقبل العلم والبحث العلمى فى مصر، خاصة بعد ثورة 25 يناير، ينظر لى بحسرة وألم شديدين بسبب ما آل إليه البحث العلمى فى مصر من معوقات وأزمات حالت دون رقى ليس مصر فقط وإنما الأمة العربية كلها إلى مستوى الحضارات والدول المتقدمة.. ومنذ أيام قرأت على موقع اليوم السابع أن هناك محاولات أمريكية وقطرية لجذب العقول المصرية البارزة فى المجالات العلمية، خاصة فى الطب والفيزياء من خلال تقديم عروض مالية كبيرة لهم والتخويف من تفاقم الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار وتصاعد أعمال العنف والبلطجة، خاصة بعد أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، واستكمال أبحاثهم بجانب ما يعرض حياتهم وأسرهم للخطر.. وإن صح ما قرأته وبعد المقدمة السابقة أكاد أجزم أن هذه المحاولات الأمريكية الخليجية لجذب عقولنا المصرية ما هى إلا محاولات لسرقة علماء مصر المشهود لهم بالكفاءة ليستفيدوا منهم ويحرموا مصر من خيرة رجالها، كما أكاد أجزم أيضا أن الطرف الثالث المسمى باللهو الخفى المسئول عن كل ما يحدث فى مصر من عنف وبلطجة هو من يحاول إثارة الشغب فى الشارع المصرى وقتل المتظاهرين عن عمد ثم سرقة علماء مصر وأساتذتها، خاصة بعد أن أصبح مشروع زويل القومى للعلوم والتكنولوجيا الخاص بتطوير البحث العلمى فى مصر حقيقة وبدء التنفيذ العملى له بعد موافقة مجلس الوزراء السابق على مرسوم بقانون لإنشائه والذى إذا تم فسيضع مصر فى مصاف الدول المتقدمة وهو ما يرفضه الحاقدون والمتربصون لمصر من الخارج.. والخوف كل الخوف أن يستجيب بعض العلماء لهذه العروض والضغوط الخارجية، ولكن ثقتنا فى علمائنا ومفكرينا الذين لديهم الكثير من الوعى لأن يدركوا مدى خطورة هذه الدعوات الملتوية وما وراءها من أهداف، مستغلة الظروف الحالية التى تمر بها مصر. والآن يا علماء مصر وشبابها لا تنخدعوا بهذه الدعوات فمصر فى حاجة إلى كل أبنائها للتكاتف والعبور بها إلى بر الأمان.