وندمت لأننى مزقت الصورة.. صورتى بجوار الدبابة وضحكة العسكرى البريئة بها تمزج الألوان وتفصل بحزم بين العتمة والنور، فوق عجلات الدبابة ثمة كلمات عن سقوط الطغاة.. وفى غرب الصورة الأعلى، كانت شمس وكان شعاع يرمى بنفسه فوق الأرض ويعانق التراب. الدبابة التى أتت من سيناء إلى ميدان التحرير لترى ثورة شعب لم يرد إلا التحرير. وندمت لأننى مزقت الصورة حين شاهدت اللواء عادل عمارة فى المؤتمر العالمى ينفى أى اعتداء من جيش مصر على شعب مصر.. تصريحات مهمة غلفتها صرامة عسكرية واضحة بإخراس حضور المؤتمر العالمى بل وتهديد صحفية بالطرد إن تكلمت مادام لم يأذن لها. وحمدت الله أن من يقتل أهالينا منذ ثورة يناير ليسوا جنود مصر - أهالينا أيضا - وأن من يمرمط شرف نساء مصر ليسوا رجال مصر بل ليسوا رجالا أصلا. قوات من هى التى تقتل أشرف من ولدت نساء مصر؟ هل هناك جيوش احتلال لم نأخذ بها خبراً.. مدرعات ودبابات وأسلحة متطورة وغازات محرمة قاتلة أى جيوش غزت مصر لتقتل شبابها وتنتهك أعراض نسائها منذ اندلاع الثورة فى حفلات همجية لرجال جوعى يلتفون بالعشرات حول ضحيتهم يمدون يداً هنا وساقا هناك يخطفون من الجثة قطعة أو قطعتين، أى أم تلك التى ولدتهم وأى بطن حملتهم ومن أى البلاد جاءوا ليعيدوا عصور الهمجية الأولى؟ وحكايات مصاصى الدماء، أين جيشنا ليقاتلهم وليدحرهم من حيث جاءوا؟ ولأنهم يتحدثون العربية ويلفظون بكل أنواع السباب المصرى الأصيل فلابد أن نحكى لهم أن بلادنا لها أديان كرمت النساء وجعلت أقدامهن فوق جنة الله الموعودة، بل إن أحد أركان الدين الإسلامى وهو الحج يقوم على السعى من الصفا إلى المروة، حيث سارت يوما السيدة هاجر بحثاً عن الماء فجعل الله كل رجال الأرض ونسائها يسيرون خلف أقدام السيدة هاجر ذهابا وإيابا سبع مرات فى طقس شديد القدسية والخشوع. وفى بلادنا دين مسيحى كرم الله فيه العذراء مريم وجعل من حكايتها آية للعالمين. كان الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف قد بدأ إحدى أجمل قصائده بكلمات: يبتدئ الخائن بالمرأة. لكن العاجز أيضا يبتدئ بالمرأة والفاشل يبتدئ بالمرأة وشبه الرجل يبتدئ بالمرأة يبتدئ - ظنا منه - بالطرف الأضعف. العسكر والإسلاميون يقاتلون المرأة ما الذى يجمع بينهما، من ألف بين قلوبهما؟ من أوحى لهما بضعفنا وخوفنا ورعبنا وارتعاشنا من خشونة صوت أو غلظة يد أو نحنحة؟ من أقنعهما بأن أمرنا بأيديهما؟ وأن بلادنا مكتوبة على اسميهما فلندخل فى تحدٍ ومنازلة. نحن نطلب منهما أن نتبادل المواقع نمسك بالعصا فى أيادينا بينما هم عزل... ونرى من الأضعف؟