فى الوقت الذى لاتزال خلاله تشهد سوريا حمامات دماء ممنهجة أسقطت حتى الآن بتقديرات النظام السورى أكثر من 5000 شهيد..حدث الأسبوع الماضى متغير تكتيكى من جانب نظام الأسد لم يترجم إلى قدرة أو إرادة سياسية على الأرض حتى هذه اللحظه وذلك بتوقيع نائب وزير الخارجية السورى فيصل مقداد على بروتوكول الجامعة العربية الفنى الذى ينظم مهمه بعثة مراقبى الجامعة فى سوريا والذى تمت مراسمه بمقر الجامعة العربية يوم الاثنين الماضى بزيارة «النصف ساعة» من جانب مقداد إلى بيت العرب والذى وقع بدلا من وزير خارجيته وليد المعلم.. انحفاض مستوى التمثيل السورى فى التوقيع والتى تعكس مدى إرغام نظام الأسد على هذه الخطوة مرغما لقطع الطريق على دخول مجلس الأمن بثقله وبتفويض عربى هذا المستوى من التمثيل تسبب أيضا فى تغيير ما كان من المفترض اتباعه فى مستوى توقيع الجامعة حيث كان من المقرر أن يقوم الأمين العام الدكتور نبيل العربى بالتوقيع كممثل للجامعة ولكن أسندت هذه المهمة إلى نائبه السفير أحمد بن حلى. مصادر دبلوماسية عربية اعتبرت أن التوقيع السورى كان متوقعا ولكن يخطئ إذا ظن أن العرب سيقبلون بأن تكون تعهدات الأسد حبرا على ورق والموقف العربى قد يتخذ مواقف أكثر تصعيداً مالم ينته نزيف الدماء فى سوريا والتى بات يدرك نظامها أنه صار عبئا على حلفائه وخاصة إيران وروسيا والأخيرة ترجمت هذا الملل بمحاولة الذهاب الى مجلس الأمن. وحسب الترتيبات الخاصة بإيفاد المراقبين سيكون الفريق الأول برئاسة السفير «سمير سيف اليزل» الأمين العام المساعد للجامعة وسوف تتبعها بعثات أخرى تضم كل منها عشرة مراقبين متخصصين فى حقوق الإنسان والنواحى الأمنية والقانونية، علما بأن لدى الجامعة العربية حاليا قائمة تضم نحو 001 مراقب من مختلف المنظمات غير الحكومية العربية، بجانب ممثلى الحكومات. وحسب ما أعلن الدكتور نبيل العربى فإن مدة البروتوكول شهر قابلة للتجديد، فيما شدد على ضرورة توافر حسن النوايا من كل الأطراف لتنفيذ هذا البروتوكول، مشيرا إلى أن فريق المراقبين سيتحركون بمختلف الأراضى والمدن السورية وإعداد تقارير بمتابعة الأوضاع، بما فيها رصد أى انتهاكات لحقوق الانسان. الواقع على الأرض كما سجله المرصد السورى لحقوق الإنسان يقول إن القوات السورية قتلت 111 مدنيا يوم الثلاثاء الماضى عشية بدء مهمة بعثة جامعة الدول العربية لمراقبة تنفيذ نظام الرئيس بشار الأسد للخطة العربية لتسوية الأزمة فى البلاد. السلوك الرسمى السورى جعل معظم التحليلات تتفق على أن نظام الأسد وقع على البروتوكول بيد وواصل القتل بوحشية بيده الأخرى وهو الأمر الذى قال عنه «لروزاليوسف» المعارض السورى مؤمن كوايفاتيه رئيس اللجنة الإعلامية لتنسيقية الثورة السورية بالقاهرة إنه ليس سوى حلقة من حلقات التواطؤ والمماطلة من جانب الجامعة العربية التى مازالت تعطى فرصا لبشار على حساب الدماء السورية التى ليس لها ثمن عند الجامعة ولا عند «مصر » بكل أسف فمصر هى التى تقود المعسكر الذى يمنح الفرص لبشار الأسد ووزير خارجية مصر لطالما عبر عن مواقف داخل الجامعة العربية لم تراع الدم السورى وهذا مالم نكن ننتظره من مصر الثورة.