بعد نقاش لم يطل استطعنا إقناعهم لكن في مرات ينسون الاتفاق وفي مرات أخري نحن نتغاضي عن الأمر.. لكن من الطبيعي أن نسأل لماذا؟ كيف نتهلل حينما تعين امرأة كأول رئيسة لجامعة مصرية ثم نقول.. أول رئيس جامعة امرأة؟ ولماذا نقول الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام وليس عميدة؟ وهكذا يسري الأمر علي كثير من الألقاب مثل أستاذ، مستشار، نائب، وزير، رئيس تحرير.. إلخ هل لذلك دلالة معينة، فهل ذلك لأننا نعتبر أن النساء ضيفات علي هذه المناصب أو استثناءات لا نتوقع أن تتكرر؟ تقول فريدة النقاش - رئيسة تحرير جريدة الأهالي - أنها تصر علي أن تنادي بلفظة رئيسة التحرير وليس رئيس، وتنبه علي كل البرامج والصحف التي تجري معها حوارات بأن يلقبوها برئيسة التحرير. وتري أن تذكير ألقاب النساء هو تحيز ذكوري معتاد باعتبار أن الوضع الطبيعي لهذه المواقع أن يشغلها الرجال و ليس النساء زي ما يكون مستكترين علينا الموقع! وعلي النقيض الآخر لا تبالي د.ليلي عبدالمجيد عميدة كلية الإعلام ما إذا تمت مناداتها بصفة مذكرة أو مؤنثة فتقول: مش فارقة معايا المهم أسلوب التعامل، فما الفارق إذا كانت الصفة مؤنثة ومع ذلك يتم التمييز علي أرض الواقع بين الرجل والمرأة؟! المهم ليس إلغاء التحيز ضد المرأة علي الورق وبشكل شكلي.. ما يهم هو التنفيذ. تختلف الآراء لكن من المهم أن نعرف ماذا عن قواعد اللغة العربية؟.. يقول لنا عضو مجمع اللغة العربية د.محمد عبدالعزيز أن المجمع قد أصدر قرارا منذ 4 سنوات يجيز تأنيث الألقاب، وذلك بعد أن كثرت التساؤلات حول صحة أو خطأ هذا الأمر،ومهما أصدرنا من كتيبات قل ولا تقل ستظل الأخطاء الشائعة موجودة فمجتمعاتنا لا تأخذ بالقواعد بقدر ما نأخذ بالشائع، نظرا لأن تواجد المرأة في هذه المناصب ظل هو الاستثناء لسنوات، ولكن في الوقت الراهن هذا لم يعد موجودا إنما تواجدها في ميادين كثيرة صار القاعدة. الأمر لا يتعلق فقط بأخطاء صحفية شائعة لكنه يتعلق بنصوص القوانين والأوراق الرسمية التي لا تؤنث الألقاب أبدا.. هذا ما لفت إليه الدكتور تمَّام حسان عضو مجمع اللغة العربية.. وبالتالي كما يقول د.تمام: عندما يصدر قرار بتعيين سيدة رئيسة أو مديرة لا نجده أبدا بصيغة المؤنث.. جاء ذلك نتيجة للأزمنة الطويلة التي ظلت كثير من الأعمال فيها حكرا علي الرجال! الغريب أنه كما أن هناك من دعون إلي تأنيث الألقاب بغرض المساواة هناك من طالبن بحذف نون النسوة بغرض المساواة أيضا، والكلام هنا للدكتور محمود خليل أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة وصاحب عدد من الدراسات في التحرير الصحفي فليس هناك أشهر من مطالبة هدي شعراوي رائدة تحرير المرأة بإلغاء نون النسوة علي اعتبار أنها نوع من التمييز اللغوي السلبي. إلا أن المرجع الأساسي كما يقول خليل هو القرآن الكريم والذي نجد فيه ما يدل علي الفصل بين المذكر والمؤنث وعدم الجمع في صيغة واحدة مذكرة علي سبيل المثال الآيات التي ذُكر فيها المؤمنين والمؤمنات القانتين والقانتات. لكن اللافت أن الدكتور محمود خليل يري أن مثل هذه المطالبات هي نوع من السطحية اعتدنا عليها من المجتمع المصري الذي لا يهتم إلا بالقشور ويتساءل: هل تأنيث ألقاب المرأة سيجعلها تقوم بعملها علي وجه أفضل؟ لكننا لا نتفق ورأي الدكتور محمود لأن لكل أمر دلالة.. نحن لا نقول أنه إذا تم تأنيث ألقاب النساء سوف تأخذ حقوقها لكننا نناقش دلالة عدم التأنيث.