أكد الرئيس محمد حسنى مبارك أن اتخاذه قرار المشاركة فى أية عملية لحفظ السلام يأتى بعد دراسة مختلف أبعادها السياسية والعسكرية بصورة مستفيضة، تضع فى اعتبارها ما تحققه لأمن مصر القومى، فى صلته الوثيقة بالأمن الإقليمى بمنطقتى الشرق الأوسط وأفريقيا. وقال الرئيس مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحة لأبنائه خلال كلمته لدى استعراضه القوات المصرية المشاركة بعمليات حفظ السلام بجمهورية الكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار وجنوب السودان: إننى على ثقة كاملة من أنكم ستحملون معكم شرف العسكرية المصرية بعراقتها وتاريخها وستنهضون بمسئوليتكم ودوركم على أكمل وجه، وأضاف إننى أقول لأبنائى رجال كتيبة المشاة الميكانيكى وسرية الصاعقة المتوجهين للكونغو الديمقراطية، سوف تلحقون بإخوانكم من المراقبين العسكريين لقواتنا المسلحة، المتواجدين بمواقع العملية بالفعل، وسوف يلحق بكم إخوة لكم من رجال الشرطة لتسهموا معا فى استعادة الاستقرار لهذا البلد الشقيق ولمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية بما توليه من أهمية بالغة لدول حوض النيل. وأضاف الرئيس: إننى أقول لأبنائى رجال سرية سلاح المهندسين المتوجهين إلى كوت ديفوار، لقد صرخ هذا البلد الشقيق من حرب أهلية طاحنة أشعلتها نوازع التطرف الدينى زعزعت استقراره ووفاق أبنائه، وتتطلع أفريقيا لإسهامكم فى تنفيذ اتفاق السلام وتثبيت وقف إطلاق النار، وتمهيد الطريق أمام العملية السياسية والانتخابات المقبلة. وقال الرئيس : إننى أقول لأبنائى المتوجهين إلى جنوب السودان سوف تنضمون لإخوة لكم التقيت بهم عام 2005 قبل دفعهم لمواقع انتشارهم ولإخوة آخرين من أبناء القوات المسلحة يرابطون فى «دارفور»، التقيت بهم قبل مغادرتهم مصر العام الماضى، تسهمون جميعا بشرف وتجرد من أجل السودان الواحد، والشعب السودانى الواحد، دون تفرقة أو تحيز أو تمييز وبعيدا عن أية انتماءات عرقية أو قبلية أو دينية لأشقائنا فى جنوب الوادى. وأكد اللواء أ. ح. محمد صابر رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة مدى حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تنفيذ توجيهات الرئيس مبارك فى دعم جهود الأمن والاستقرار فى القارة الأفريقية والعالم، انطلاقا من دورها الرائد وثقلها الاستراتيجى والتاريخى، حيث تم إعداد القوة المشاركة ضمن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام بالكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار والسودان وتجهيزها إداريا وفنيا وتدريبيا واتخاذ كل الإجراءات الميدانية للاستطلاع وتأكيد المهام المخططة بالتنسيق مع إدارة عمليات حفظ السلام بالأممالمتحدة لنقل المعدات والمركبات ونشر القوات بأرض المهمة. ثم قام الرئيس حسنى مبارك بمصافحة قادة القوات المسافرة بكل دولة متمنيا لهم التوفيق فى مهامهم الجديدة المكلفين بها. حضر توديع القوات المصرية رئيس مجلس الوزراء ورئيسا مجلسى الشعب والشورى ووزراء الدفاع والخارجية والبترول والطيران والتنمية الاقتصادية والتضامن الاجتماعى.