إن ما يحدث الآن من تفاقم الأحداث هو من صنع سياسات حاكمة، إما عديمة الخبرة أو خبيثة فاهمة تنفذ سياسات لها أهداف خاصة بها، تركوا البلطجية طلقاء حتى اندسوا وامتزجوا بالثوار وأججوا نار الفتنة وروجوا الشائعات وأشعلوا الحرب مع جهاز الأمن واختلط الحابل بالنابل حتى أوشك مخططهم على النجاح بالقضاء على أحلام الثورة والثوار. لقد اكتفى المسئولون بالفرجة على الثورة وهى تسرق، عينى عينك، من الثوار وفى وضح النهار ولم يبادروا إلى وضع أى سياسات وقائية أو استراتيجيات مستقبلية حتى أوشكت البلاد على الانهيار وبات الشباب يقتل والكل ضد الكل فى طريق لا يعلم مداه إلا الله. أيضا كثير من أصحاب التيارات الفكرية والأحزاب السياسية والدينية مازالوا يخططون للوصول إلى حلم السلطة على جثث وأنقاض شباب مصر الذين غامروا وضحوا بأنفسهم وقاموا بالثورة وحدهم والتى لو فشلت لكانوا جميعا صرعى تحت التراب ولاستمر الكبار يعيشون فى سلام. ومصر الآن تمر بأحرج فترة فى تاريخها المعاصر، فإما أن تقوم من كبوتها منتصرة فى اتجاه طريق التقدم والرخاء فى دولة مدنية ديمقراطية تسودها المحبة والمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وإما ستسقط فى مستنقع الفوضى الخلاقة التى لم تسلم منها العراق للآن، وتئن منها ليبيا واليمن وسوريا ولبنان نتيجة الحروب الأهلية التى أدت إلى إسالة حمامات الدماء نتيجة الخلافات والاختلافات فى كل شىء وعلى أى شىء، الأمر الذى أدى إلى التباغض والتناحر والفرقة والتشتت والانعزال.. اتقوا الله وتوحدوا وتحكموا فى شهواتكم السياسية وانسوا أحلامكم بالوصول إلى كراسى السلطة والحكم.. واستقيموا يرحمكم الله.