وسط حالة من الترنح التنظيمي والانتخابي، بعد أن خسرت جماعة الإخوان وذراعها السياسي «حزب الحرية والعدالة» أهم حليفين، هما: التيار السلفي وحزب الوفد الليبرالي، قال القيادي السابق بالجماعة «مختار نوح»، إن الإخوان يسيرون وفق مبدأ «أخذ كل المتاح». وهذا أمر غير مقبول في الواقع السياسي، لأن دخول الإخوان في معارك حزبية ثم الخروج منها، يورثهم عداوات شديدة، سوف تنعكس علي الشارع فيما بعد، حتي أنهم لم يستفيدوا من حالة التعاطف التي اكتسبوها عقب سقوط النظام السابق. وأيضاً الحركات السلفية قررت القفز قبل أن تتعلم المشي.. والسبب هو حجم طموحاتها السياسية التي تتجاوز قدرتها. وألمح نوح إلي أن البرلمان المقبل سيكون مصيره الفشل حال التحاق الأطياف الإسلامية به نتيجة الصراع بينهم، والذي ظهر مبكراً في أول صلاة عيد بعد الثورة، عندما وجدنا صلاتين.. إحداهما للإخوان والأخري للجماعة الإسلامية. نوح قال لنا أنه يتوقع استمرار الإخوان لعام أو عامين وبعدها سيخسر الإخوان أرضيتهم في الشارع والحياة السياسية بلا رجعة.. وأتوقع أن يكتسح الإخوان البرلمان المقبل، ولكن تلك كارثة سياسية، ستكون ابتلاء للجماعة في ظل برلمان عاجز لا يعبر عن الثورة. بينما ذهب عضو مجلس شوري الجماعة السابق عبدالستار المليجي، إلي أن جماعة الإخوان كانت دائماً تسعي لطرح نفسها، وكأنها المظلة السياسية التي يجتمع تحت عباءتها باقي الطوائف السياسية، وأن السبب في ذلك هو الثقة المفرطة لدي قادة الجماعة الذين ظنوا أنهم أقوياء وبالتالي افترضوا أحقيتهم في تصدر أي قائمة نسبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة. المليجي قال إن الخريطة السياسية ليست في صالحهم لأن الأصل هو المشاركة لا المغالبة ولكن ما يفعله الإخوان هو المغالبة غير المفيدة للعملية السياسية في مصر. كما أن تحالف الجماعات الإسلامية في الفترة المقبلة ضد الإخوان شيء طبيعي ومنطقي لأننا إذا عدنا إلي الوراء سنجد أن كل الطوائف والحركات الإسلامية كانت تحت عباءة الجماعة الإسلامية في الفترة من 70 إلي .91 وبالتالي قادة الفصائل المختلفة، كانوا في الماضي أصدقاء تربطهم علاقات وثيقة ببعضهم البعض وعلاقة مصاهرة وتشابك في الأفكار والرؤي.. وكان تحالف الإخوان معهم في الفترة الماضية بمثابة الشيء المستهجن والجديد عليهم، ولذلك عندما أخرجوا الإخوان خارجهم عادوا مرة أخري لعلاقاتهم السابقة. وقال المليجي: إن الإخوان يستخدمون نفس منطق الحزب الوطني في التعامل مع خصومهم السياسيين. والأدهي أنهم يسبغون المسحة الدينية علي لعبتهم، فالنظام السابق كان معروفا بانتهازيته أما الإخوان فيتمسحون في الدين وعباءته. المليجي قال تعقيباً علي سلوك مكتب الإرشاد تجاه شبابها أن الجماعة تتعامل معهم باعتبار أنها دولة وهؤلاء رعاياها.. ولكن حقيقة الأمر أن مكتب الإرشاد يدار بطريقة غير حميدة وديكتاتورية الرأي داخله «سيدة الموقف». ولذلك من المتوقع أن يخرج الشباب من عباءة الإخوان بأعداد أكبر خلال الفترة القليلة الماضية لاسيما بعد أن اكتسبوا ثقة في أنفسهم وأنهم قادرون علي التغيير وبالتالي هم مشتاقون للحرية التي سيجدونها خارج الجماعة. أما عن الانتخابات البرلمانية المقبلة فقال عبدالستار: أعتقد أن الإخوان لن يحصلوا علي مقاعد كثيرة خصوصاً أن الأصل هو عدم وجود فصيل سياسي وحده علي الساحة.. ومن الطبيعي أن يواجه هذا الفصيل خصوماً عديديين يعقد علي أثرها مواءمات وتربيطات بين الكتل السياسية المختلفة، كما أن الأحزاب السياسية في مصر قادرة علي ذلك.. أما الإخوان فهم يقفون بمعزل عنهم، بعد أن ظهرت عوراتهم وأصبح من الصعب خداعهم مرة أخري من قبل الجماعة، التي تستخدم أساليب المكر والخديعة من أجل الوصول إلي سدة الحكم، ولكنهم إذا وصلوا لن يستمروا.