صناعة الكاسيت رغم ما تمر به من أزمة حقيقية، إلا أنها بالقياس أهون بكثير من أزمة صناعة السينما التي تعاني من أزمة إنتاجية كبيرة، بسبب عزوف القنوات الفضائية عن الشراء وكذلك الموزع الخارجي - خاصة الخليجي - وكان من المتوقع بطبيعة الحال أن تؤثر الثورة علي جميع الصناعات الإبداعية كالكاسيت والسينما والمسرح ولكن بالنظر إلي حال سوق الكاسيت - الألبومات الغنائية - كان الوضع الأفضل تماما! جميع التجار أكدوا أن الثورة لم تؤثر علي وضع سوق الكاسيت إلا بالإيجاب لا بالسلب كما كان متوقعا، إلا أنه تظل مشكلة الإنترنت وتحميل الألبومات منها هي الشغل الشاغل والمؤرق لهؤلاء التجار الذين يرونها - كما أخبرنا أحدهم - «أضرت بالمهنة بشكل كبير، لدرجة أننا مازلنا نحاول القضاء عليها، ونتمني أن تكون هناك جهود من الداخلية في هذا الشأن». أحداث الثورة لم تؤثر علي مبيعات نجوم لهم وزنهم، فكانت مبيعاتهم كما هي سواء قبل أو بعد الثورة، ومن بين هؤلاء «محمد منير»، «وائل جسار» في الوقت الذي سجلت فيه مبيعات «عمرو دياب» أرقاما ضعيفة وكذلك مبيعات ألبوم تامر حسني الأخير «اللي جاي أحلي» تأثرت بسبب الدعاية السيئة له بعد هجومه علي الثورة والثوار، كذلك ألبوم «لسه بإيديا» الأخير لحاتم فهمي الذي لم تتعد مبيعاته حاجز ال 10 آلاف نسخة، والذي طرح في نفس التوقيت. الوضع لم يكن مطمئنا بالنسبة لباقي المطربين، خاصة الصغار منهم، فمثلا ألبوم «محمد عدوية» الأخير والذي يحمل عنوان «المولد» لم تزد مبيعاته علي ال 20 ألف نسخة قبل الثورة، بينما بعد الثورة لم يعد يباع منه شيء. بينما أتت الثورة لتجعل بعض المطربين في قمة نجاحهم الفني في مبيعات ألبوماتهم بشكل لم يكن متوقعا، فمثلا ألبوم «أعرف منين» الأخير ل «آمال ماهر» وصلت مبيعاته لمعدل ال 100 ألف نسخة، بينما كانت ألبومات «آمال ماهر» قبل الثورة لاتزيد مبيعاتها علي معدل ال10 آلاف نسخة!.. الغريب هنا أن مبيعات ألبومات «آمال ماهر» هكذا تتفوق علي ألبومات لمطربين كبار مثل ألبوم «اللي ربي» الأخير ل «حكيم» حيث لم تزد مبيعاته قبل الثورة عن معدل ال 75 ألفا، رغم دعاية «حكيم» المكثفة وتسويقه لنفسه بأكثر من طريقة والسبب في هذا كما أخبرنا «سيد» أحد بائعي الكاسيت: الناس الآن يريدون سماع أي شيء يخرجهم مما هم فيه في الوقت الحاضر»، وهو ما أكد عليه أحد التجار بقوله: «الناس عاوزة تفوق بس مش عارفة إزاي؟! - الناس عندها كبت كأنهم كانوا في السجن ولسه خارجين منه»! ما يؤكد أن الوضع في انتعاش - بعد الثورة - هو أن ألبومات لمطربين جدد تعدت مبيعاتها حاجز ال 50 ألف نسخة، فنجد مثلا أن ألبوم «أنا إنسان» وهو أول ألبومات «حمزة نمرة» تعدي حاجز ال 75 ألف نسخة بعد الثورة ولايزال عليه إقبال كبير، الغريب أنه بمقارنة هذا الألبوم بألبومات - أو بالأصح ال mini albums ل«شيرين» و«عمرو مصطفي» و«أنغام» نجد أن ألبوم «حمزة نمرة» قد تفوق عليها! هذا كله نؤكده بالأرقام، فنجد أن مبيعات ما قبل الثورة ل mini albums الأخير ل«عمرو مصطفي» والذي حمل عنوان «الكبير كبير» لم يتعد حاجز ال 30 ألف نسخة، بينما «ماحدش يحاسبني» آخر ألبومات «أنغام» لم يتعد حاجز ال 50 ألف نسخة، كذلك آخر ألبومات «شيرين». بالأرقام أيضا سنجد نسبة تفوق لا بأس به لمبيعات ألبومات ما بعد الثورة لم يكن متوقعا لها أن تبيع علي الإطلاق قبل الثورة، فمثلا ألبوم «اللي ضاع من عمري» الأخير ل «وردة» وصل لحاجز ال 50 ألف نسخة - أي أنه في نسبة مبيعات ألبومي «أنغام» و«شيرين» الأخيرين! - كذلك ألبوم «ومالنا» الأخير ل «بهاء سلطان» تعدي حاجز ال 100 ألف نسخة أي أنه تفوق هكذا علي ألبوم «عمرو مصطفي» الأخير، وإن كانت ألبومات «وردة» و«بهاء سلطان» في ازدياد مستمر. هذا ويأتي «محمد منير» بألبومه الأخير وآمال ماهر بألبومها «أعرف منين» علي عرش سوق الكاسيت في مبيعات الألبومات، فالنسبة بينهما متقاربة رغم ظهور ألبوم «منير» قبل ظهور ألبوم «آمال ماهر» بفترة، وإن كانت نسبة مبيعات ألبوم «منير» يرجعها بعض التجار لظهور أغنية «إزاي» في فترة الثورة. «مصطفي السيد» أحد المحاسبين في أحد محال الكاسيت ب «المنيل» يقول: الألبوم الديني ل «وائل جسار» حقق مبيعات ما بين 100 ل 150 ألف نسخة، وحقق ألبومه الثاني العاطفي مبيعات تصل ل 200 ألف نسخة. يؤكد «مصطفي» قوله هذا بأن ألبوم «في حضرة المحبوب» والذي ظهر قبل رمضان 2010 - لايزال يبيع إلي اليوم، ووصلت مبيعاته لأن تكسر حاجز ال500 ألف نسخة وهو ما لم يحققه مطربون كثيرون من قبل. في حين أن ألبومات المطربين العرب لاتزيد مبيعاتها بعد الثورة علي حاجز ال 20 ألف نسخة - وهو ما لم يكن قبل الثورة - فمثلا ألبوم اللبنانية «نجوي كرم» الأخير الذي حمل عنوان «هليلة ما في نوم» كذلك ألبوم «عايشين» الأخير ل اللبناني «رضا» لم تتعد حاجز ال 30 ألف نسخة. الغريب أن هذا هو المتوقع كما عرفنا لألبوم اللبنانية «إليسا» الجديد الذي لم يطرح بعد في الأسواق، فالإقبال علي المطربين المصريين بعد الثورة أكثر من المطربين العرب. يبقي أن نعرف أن سعر الألبومات قد زاد بعد الثورة، والإقبال مازال في تزايد، ورغم أن ألبوم «بناديك تعالي» الأخير ل «عمرو دياب» أصبح سعره 25 جنيها بسبب جشع التجار إلا أن الإقبال عليه مازال ضعيفا، التجار أكدوا أن زيادة الأسعار ليس بسبب جشعهم وإنما بسبب شركات الإنتاج وأنه لا ذنب لهم في إقرار هذه الزيادة.