موافقة وزارة الثقافة على دعم وإقامة مهرجان الإسكندرية السينمائى فى الخامس من أكتوبر القادم والتى تستمر فعالياته حتى التاسع من نفس الشهر، أثارت بعض التساؤلات حول التضارب فى القرارات التى اتخذتها الوزارة منذ عدة شهور بشأن إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى ومهرجان الطفل ومهرجان المسرح التجريبى بحجة أن الفقراء أولى بهذه الفلوس لتحسين أحوالهم المعيشية وهو ما قوبل حينها بتأييد عدد كبير من السينمائيين بل والقائمين على المهرجان أنفسهم. الإعلان عن إقامة مهرجان الإسكندرية جاء ليضع علامات استفهام حول السبب فى الموافقة على إقامة المهرجان فى الوقت الذى ألغى فيه القاهرة رغم أهميته إذا ما قورن بالإسكندرية، بل إن وزارة الثقافة قررت دعم الإسكندرية ليخرج علينا مهرجان ثورى، كما وصفه رئيس المهرجان نادر عدلى، ثم كانت الأزمة الخاصة بدعم مهرجان الغردقة الوليد الذى يحبو فى عامه الأول والمقرر إقامته فى الأول من ديسمبر المقبل والذى ربما يواجه شبح التأجيل بسبب قرار وزير الثقافة عماد أبوغازى بعدم دعمه له، حيث فسر ذلك بأن الوزارة تقدم دعما سنويا لجمعية كتاب ونقاد السينما من أجل خروج مهرجان الإسكندرية إلى النور، وبالتالى لا يمكن دعم مهرجانين تابعين لنفس الجمعية، التى خرج مهرجان الغردقة من تحت عباءتها أيضا. فى البداية أكد نادر عدلى رئيس مهرجان الإسكندرية أنه منذ شهور عديدة راهن على إقامة المهرجان رغم القرارات التى اتخذها وزير الثقافة بإلغاء كل من «القاهرة» و«الطفل» و«التجريبى»، وهو ما اعتبره انتصارا فى معركة شرسة. وقال: إن الدعم الذى تلقيناه من وزارة الثقافة جاء بعد معاناة من قبل محافظ الإسكندرية وهيئة تنشيط السياحة التى لن تدعمنا بمليم. عدلى قال: إن الدورة هذا العام سيكون بها 305 أفلام فى المسابقة الرسمية من 166 دولة بالإضافة إلى 52 فيلما فى مسابقة الديجتال منها 15 فيلما عن ثورة يناير وذلك تحت عنوان «كاميرا الديجيتال عيون ثورة 25 يناير» ومن الأفلام المشاركة الفيلم الروائى القصير «برد يناير» تأليف وإخراج رامى سعد وبطولة: إيمى، محمد رمضان، كمال سليمان، والفيلم التسجيلى «مصر تولد من جديد» إخراج هشام محمد عبد الحميد والفيلم التسجيلى «إيد واحدة» إخراج الزمخشرى والفيلم التسجيلى «أنا والأجندة» إخراج نيفين شلبى والفيلم التسجيلى «18 يوم فى مصر» إخراج أحمد صلاح ورمضان صلاح والفيلم التسجيلى «الطريق إلى التحرير» إخراج مؤمن عبدالسلام والفيلم الروائى القصير «ثورة شباب» إخراج عماد ماهر وفيلم «نافذة على التحرير» إخراج عمرو بيومى. المهرجان قرر أن تكون تركيا هى ضيف الشرف هذا العام حيث تشارك بخمسة أفلام بالإضافة إلى ندوة للنجمة التركية «إسراء روزان» بطلة فيلم «خطايا صغيرة» إخراج ريزا كيراش ومن الأفلام التركية المشاركة فيلم «العبور» إخراج سليم ديميرديلين بطولة جوفان كيراك وسيزين أكباسوجولارى وفيلم «ورقة» إخراج سنان جيتين بطولة أونر إركان وأسومان ديباك. وفيلم «نقطة مرور» إخراج تولجا كاريسيليك بطولة بشرى باكين، نور آيسن بالإضافة لفيلم «يأسنا الكبير» الذى يشارك فى المسابقة الرسمية إخراج صيفى تومان. وحول سبب اختيار تركيا ضيف شرف المهرجان قال عدلى: إن المكانة الكبيرة التى أصبحت تشغلها تركيا على الساحة الدولية فى السنوات الأخيرة ومواقفها الإيجابية والفعالة فى مناصرة الشعوب العربية ومساندتها سياسيا واقتصاديا وإنسانيا بالإضافة إلى ما تشهده من نهضة فنية على صعيد الدراما التليفزيونية والسينما. عدلى قال: إن الدورة هذا العام ستشهد الاحتفال بمئوية نجيب محفوظ، كما سيضمن حفل الافتتاح والختام صورا خاصة لثورة 25 يناير، حيث سيكون الافتتاح أشبه بمعرض ثورى يتضمن أهم 18 يوما فى تاريخ مصر الحديث. أما مهرجان الغردقة والذى يواجه تعنتا من وزارة الثقافة التى ترفض دعمه، حيث تساءل د. وليد سيف رئيس المهرجان لماذا تصر وزارة الثقافة على عدم تدعيمنا رغم أحقيتنا؟! وقال: إن «المجلس القومى للسينما» حينما اجتمع للنظر فى دعم المهرجانات كانت الأموال المقدمة من وزارة الثقافة حبيسة الأدراج وتم صرفها الآن لصالح «الإسكندرية» على حساب «الغردقة». كما أوضح أسباب اعتراضه المتمثلة فى أن وزارة الثقافة لم تدعم مهرجان الإسكندرية الذى يتبع الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، ولكنها حولت له جزءا من المبلغ الذى خصصته وزارة المالية للجمعية، كما أن الاعتماد المالى للمبلغ الذى صرف للجمعية كان فى إطار العام الميلادى 2010 وليس 2011 وبذلك يكون مهرجان الغردقة هو الوحيد التابع للجمعية الذى طلب أن يحصل على دعم وزارة الثقافة هذا العام. وأضاف سيف: إنه بالنسبة للدول المشاركة، فقد وافقت 20 دولة أوروبية على المشاركة فى المهرجان منها: فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وألمانيا، وقد وصل عدد الأفلام التى طلبت المشاركة إلى 50 فيلما أوروبيا حديثا فى مختلف برامج المهرجان ومسابقاته ومنها المسابقة الدولية والبرنامج الرسمى والبانوراما وأفلام الديجيتال والسينما المستقلة. على جانب آخر قال وزير الثقافة عماد أبوغازى فى تصريحات خاصة ل«روزاليوسف»: إنه لن يدعم مهرجان الغردقة وإنه لا مجال للنقاش فى ذلك لأنه ليس من حقه الدعم، وأكد أن المجلس القومى للسينما يجتمع ليحدد أولوياته فى صرف الدعم المقدم من الوزارة، وبالتالى تم الاتفاق على توجيه الدعم لمهرجان الإسكندرية وليس لغيره، وأضاف أبوغازى: نحن لا نمنع أى شخص من إقامة مهرجان ولكن عليه أن يدعم نفسه ذاتيا ولا ينتظر دعما من وزارة الثقافة. أبوغازى أكد أنه لا تمييز لمهرجان على حساب آخر وعما قيل حول دعم وإقامة مهرجان الإسكندرية على حساب مهرجان القاهرة الذى تم تأجيل دورته هذا العام أوضح «أبو غازى» إن حجم الإنفاق على مهرجان القاهرة ضخم مقارنه بالإسكندرية، حيث إن الأول يكلف خزانة الوزارة ما يقرب من 8 ملايين جنيه عكس «الإسكندرية» الذى لا تتعدى تكلفته المليون، كما أن توقيت مهرجان الإسكندرية سيكون قبل موعد الانتخابات البرلمانية، بينما توقيت مهرجان القاهرة سيتزامن مع الانتخابات وهو ما يؤثر بالسلب على فعاليات المهرجان، بالإضافة أن حجم المبلغ الذى سيتم انفاقه مع مهرجان القاهرة هناك من هم أولى به فى ظل وجود الظروف المعيشية الصعبة التى تحيطنا من كل جانب.