لم أصدق مدى خطورة الدعوة لنشر الفكر الإلحادى عبر الإنترنت إلا عندما عاصرت بنفسى تحول أحد الشباب إلى هذا الفكر رغم أنه من أسرة معتدلة دينيا وذلك من خلال بعض المواقع الإلكترونية التى تخاطب الشباب لحثه على رفض الألوهية..ما جذبنى أيضاً البحث فى تلك المشكلة مقال للمستشار د. محمد الدمرداش بجريدة روزاليوسف عن الإلحاد وثورات الربيع العربى.. وخرجت بمعلومات خطيرة يمكن أن تؤثر على المجتمعات الإسلامية..إن الدعوة للإلحاد تتم منذ سنوات ولكن على نطاق ضيق وازدهرت فى فترة الشيوعية ثم توارت.. لكنها عادت بقوة مع ثورة الإنترنت ثم ازدادت مع المد الإسلامى وثورات الشعوب العربية هذا العام.. الأمر الذى دفع إسرائيل ودولاً غيرها لزيادة بث تلك المواقع التى تعمل على غسل أدمغة الشباب غير المتدين لزعزعة الثوابت الدينية والاجتماعية..إن هناك حملات مطردة تدعو للإلحاد معتمدة على ذرائع متعددة منها «على حد زعمهم» أن المجتمعات العربية والإسلامية تمثل اليوم أسوأ نماذج الطمع والجشع كما تركز على صراع الطوائف الإسلامية مثل السنة والشيعة واضطهاد الأقليات.. وأن تلك المجتمعات تعيش على التواكل والاعتماد المطلق على القوى الغيبية.. ودس السم فى العسل بأن الإلحاد هو إطلاق العقل وممارسة الحرية بجميع أشكالها والتنعم بالحياة بالتشكيك فى وجود حياة أخرى بعد الموت..إن هناك 39 مجموعة على المنتديات الإلكترونية تقوم بالترويج للإلحاد وتسخر من الأديان..وأصبحت مواقع الإلحاد تنافس المواقع الإباحية ..وأن هناك زيادة مطردة فى عدد الملحدين داخل الأوساط المثقفة..وفى رأيى بعد طرح تلك المعلومات أن السبب وراء هجمات الإلحاد واقتناع كثير من الشباب بها يعود إلى التطرف الدينى والتعامل بغلظة للدفاع عن مفاهيم الإسلام، حيث ينسى المتشددون قول الله تعالى «وجادلهم بالتى هى أحسن».. هذا التشدد ينطبق عليه المثل القائل «إذا زاد الأمر عن حده انقلب إلى ضده» بدليل أن التطرف الإسلامى أصبح يقابله موجات من الإلحاد..ولن أنسى ما قاله الشاب الذى تحدثت عنه فى البداية أن مليونية السلفيين قد أطلقت أفكاره إلى تلك المواقع الإلحادية.. لذلك أتمنى أن يفيق الأزهر الذى ينادى بالوسطية من سباته ويتصدى لتلك الهجمة الشرسة وينقذ شبابنا من براثن الإلحاد.