رغم تصاعد حدة الرفض والغضب بين مختلف القوى والتيارات الجامعية لإجراء الانتخابات فى موعدها لحين إقالة جميع القيادات الجامعية التابعة للنظام السابق مع عدم الاستجابة لمطالبهم الخاصة والتى أعلنوها فى مؤتمر حاشد حضره 5 آلاف عضو من أعضاء هيئة التدريس الأحد الماضى معلنين الإضراب التام عن العمل، اعتبارا من أول أكتوبر مع بدء العام الدراسى مع الامتناع عن القيام بجميع أعمال التدريس وكذلك الأعمال الإدارية والبحثية والامتحانات والكنترولات. كما اعتبروا أن الانتخابات الجامعية الحالية (باطلة)، وطالبوا بضرورة مقاطعتها، مهددين بتنظيم وقفات احتجاجية فى الفترة المقبلة لمنع القيادات الجامعية من الوصول إلى مكاتبها. حتى أنهم قرروا إجراء انتخابات مباشرة فى كل الأماكن الجامعية الحالية باعتبارها شاغرة، والذى وافقت عليه الأغلبية الساحقة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات. وبالرغم من التأجيل فإن هذه الانتخابات على أرض الواقع تشهد مواجهات ساخنة بين المرشحين الذين لم يستجيبوا للمقاطعة لخوض الانتخابات على مناصب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام فى مختلف الكليات وبدون أدنى مبالغة. حيث ستعلن الأسماء النهائية للمرشحين غدا الأحد على أن تجرى انتخابات رؤساء الأقسام يوم 20 يليها العمداء يوم السبت 24 سبتمبر على أن تعلن النتيجة النهائية يوم 27 سبتمبر. ووفقا للمؤشرات الأولية لقوائم المرشحين التى حصلت عليها روزاليوسف فى الانتخابات الجزئية - التى باتت تهدد بقية الفصائل بمقاطعتها حيث انقسمت بين أعضاء أمانة سياسات الحزب الوطنى المنحل وجماعة الإخوان المسلمين. ففى كليات جامعة القاهرة كان الإقبال متوسطًا من أعضاء هيئة التدريس منذ فتح باب الترشيح، حيث وصل عدد المتقدمين بكلية الطب إلى 32 مرشحًا عضو هيئة تدريس نصفهم من جماعة الإخوان والنصف الآخر منقسم ما بين أعضاء سابقين للحزب الوطنى المنحل ومستقلين، وفى كلية الزراعة ترشح 18 عضوًا، أما فى كلية العلوم فتقدم 22 أستاذًا بأوراق ترشيحهم، وفى العلاج الطبيعى وصل عدد المرشحين إلى 13 أما فى كلية التجارة فقد كان عدد المتقدمين بها 13 عضوا، أما كلية الآداب فلم يتقدم إليها سوى 8 أعضاء فقط. إلا أن الصورة قد تبدو أكثر شراسة فى الجامعات الإقليمية التى استعدت مبكرا للانتخابات على الأماكن الشاغرة بها بدءا من رؤساء الأقسام مرورا بالعمداء ثم رئيس الجامعة، حيث تشهد جامعة بنها حالة من الترقب الشديد بعد إقرار الطريقة الجديدة لاختيار القيادات، وذلك بعد إنهاء مدة د. محمد صفوت زهران رئاسة الجامعة وأحيل للمعاش. وكذلك بعد الاستطلاع الذى أجراه د. أسامة كمال نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة فى طريقة اختيار القيادات الجامعية، حيث وافق 11% من رؤساء الأقسام على المقترح الأول الخاص بالاختيار عن طريق الأقدمية بينما وافق 86 قسما علميا بنسبة 86% على المقترح الثانى الخاص بالانتخاب الحر. أما فى جامعة كفر الشيخ فالمناصب الشاغرة بها تقتصر على منصب رئيس الجامعة و2 عمداء لكليتى التربية النوعية والآداب و8 وكلاء للكليات و32 رئيس قسم فى الكليات المختلفة. بينما يتسابق فى جامعة قناة السويس فلول الوطنى المنحل على مقاعد المناصب القيادية بالجامعة وعلى رأسهم منصب رئيس الجامعة د.محمد الزغبى الذى قدم استقالته منذ بداية أغسطس، وبالرغم من تحرك الإخوان داخل الجامعة لبسط سيطرتهم لحصد جميع المناصب القيادية بها، إلا أن الائتلافات والحركات التى قام بتشكيلها أعضاء هيئة التدريس المستقلون عن أى تيار سياسى تمثل النفوذ الأقوى، هذا فى الوقت الذى يتنافس فيه بعض أعضاء الحزب الوطنى المنحل وهم د. فهيم أبو المكارم نائب رئيس الجامعة لشئون فرع السويس والقائم بأعمال رئيس الجامعة، ود. مصطفى الباز عميد كلية التجارة بالإسماعيلية، ود. سامى هاشم عميد كلية التربية ود. خليل على خليل رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس الذى استقال من منصبه إلا أنه يسعى للوصول لرئاسة الجامعة. وفى المقابل رفض الإخوان الإعلان عن أى مرشح لهم داخل الجامعة وفضلوا التحرك فى سرية تامة دون الإعلان عن مرشحيهم، حتى إنهم كثفوا تواجدهم داخل الجامعة فى محاولة لحشد أنصارهم لخوض الانتخابات إلا أن هناك نية لترشيح د.أحمد اللبان الأستاذ بكلية طب القناة لخوض الانتخابات على مقعد رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس، ولم تحسم الجماعة اختيار أى قيادة على منصب رئيس الجامعة حتى الآن. أما فى جامعة بورسعيد فوفقا للمعايير والاشتراطات التى حددها كل من المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالى فإن الانتخابات ستجرى لاختيار 3 عمداء للكليات فقط من بين 9 كليات وهى العلوم والتجارة والهندسة وهذا ما أكده د. محمد أحمد محمدين رئيس الجامعة قبل أن يقدم استقالته بالإضافة إلى الانتخاب على مقاعد (7) رؤساء أقسام بمختلف الكليات. مضيفا أنه نظرا لما تعانيه الجامعة من قلة عدد الأساتذة فإن ذلك سوف يساهم لحد كبير فى حسم نتائج الانتخابات على المقاعد الشاغرة لرؤساء الأقسام. من جهة أخرى، لا يزال الغموض يسيطر على أجواء الانتخابات فى الفيوم حيث قال لنا د. عبدالحميد عبدالتواب صبرى نائب رئيس جامعة الفيوم ورئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة أنه لم تصل حتى الآن أية تعليمات من وزارة التعليم العالى أو المجلس الأعلى للجامعات بخصوص الانتخابات الجامعية. مضيفا أن المدة القانونية انتهت لخمسة من العمداء بجامعة الفيوم الأسبوع الماضى بسبب انتهاء الفترة وبلوغ السن القانونية وهم عمداء كليات الزراعة - التربية النوعية - دار العلوم - الآثار - بينما فى كلية الآداب انتهت مدة عمادة الدكتور إبراهيم صقر وصدر قرار بتكليفه للقيام بعمل العميد لحين الاستقرار على النظام الجديد الذى سيتم تطبيقه بشأن القيادات الجامعية وفى جامعة بنى سويف، فإن الوضع لن يتغير بها كثيرا لأن 12 كلية منها 11 كلية مدة العمادة بها لم تنته بعد وكلية واحدة فقط منصب العميد شاغر بها وهى كلية الحقوق بعد خروج عميدها على المعاش لبلوغ السن القانونية، أما منصب رئيس القسم فالشروط الموضوعة للانتخابات تنطبق على 3 رؤساء أقسام شاغرة فقط بكليات العلوم والطب البيطرى والطب البشرى. حيث علق على ذلك د. أمين لطفى القائم بأعمال رئيس جامعة بنى سويف قائلا أن المجلس الأعلى للجامعات وضع معايير للترشح من أعضاء المجمع الانتخابى وليس من سلطتنا التدخل لإجراء الانتخابات فى بقية الكليات. مضيفا أنه بعد الانتهاء من انتخاب رؤساء الأقسام والعميد الجديد طبقا للشروط ستبدأ عملية انتخاب رئيس الجامعة. مشيرا إلى أنه على المرشح لانتخابات رئيس الجامعة أن يكون قد أمضى فى منصب أستاذ خمس سنوات فأكثر بالإضافة للمعايير الأخرى وهى أن يقوم بانتخابه العمداء وعضو هيئة تدريس إلى ثلاثة طبقا لعدد أعضاء هيئة التدريس بالكليات التابعة للجامعة أى عضو لكل 20 عضوا منتخبا منهم وعضوان لكل 100 عضو وثلاثة أعضاء لأكثر من 100 عضو. وفى سوهاج، كشف لنا د. محمد سيد إبراهيم رئيس جامعة سوهاج أن أربع كليات فقط عمادتها أصبحت شاغرة، وهى كليات الهندسة والطب البيطرى والتعليم الصناعى وكلية التمريض وهى كليات لا تنطبق عليها الشروط لأن عدد أعضاء هيئة التدريس بهذه الكليات أقل من العدد المحدد قانونا (20 عضوا بهيئة التدريس) وعليه فتم انتداب عمداء لهذه الكليات. موضحا أنه تقرر انتخاب أعضاء اللجان المشرفة على انتخاب رئيس الجامعة ورؤساء الأقسام بالكليات ووكلاء الكليات والنواب. وفى أسيوط، بدأت التربيطات الداخلية بكليات الجامعة للحصول على المقاعد القيادية، وخاصة من قبل جماعة الإخوان المسلمين لما لها من نفوذ قوى داخل الجامعة خاصة داخل كليات الطب والعلوم للفوز بالمناصب القيادية. حيث قال د. مصطفى كمال رئيس الجامعة إن الانتخابات سوف تجرى فى أكثر من مستوى لاختيار 5 عمداء لكليات الطب البشرى والعلوم والطب البيطرى والتربية والحقوق التى خلا المنصب فيها لخروج عمداء على المعاش أو انتهاء المدة. أما بالنسبة لكليتى الخدمة الاجتماعية والحاسبات فقال: لن تتم بها أية انتخابات نظرا لأن عدد الأساتذة أقل من أربعة بالإضافة إلى إجراء انتخابات لاختيار 42 رئيس قسم بمختلف كليات الجامعة و37 للمجمع الانتخابى. هذا فى الوقت الذى أعلن فيه د.معتز خورشيد وزير التعليم العالى أن الانتخابات ستجرى على 123 منصبا شاغرا على مستوى عمداء الكليات و8 مناصب شاغرة على مستوى رؤساء الجامعات. مشيرا إلى أن الاستقالات التى تقدم بها رؤساء جامعات القاهرة وحلوان والفيوم وجنوب الوادى، تنتظر موافقة المجلس العسكرى عليها، وفى حالة عدم قبولها سيتم إجراء الانتخابات على المناصب الشاغرة فقط.