لم يعد مقبولا بعد ثورة 25 يناير هذا الإسفاف والاستخفاف بعقول المشاهدين فى تلك البرامج الهزلية السخيفة التى تميز بها التليفزيون المصرى فى شهر رمضان الكريم .. فقد برزت برامج تسلية المشاهدين وإضحاكهم وبرامج المقالب السخيفة التى يتعرض لها الجماهير والفنانون على حساب كرامتهم وكبريائهم. وقد شاهدت إحدى حلقات برنامج «ماتفتيش بعد الثورة» وهو برنامج يلتقى بالجماهير فى الشارع وتسألهم المذيعة البورصة تعبانه إيه رأيك نسفرها بره تتعالج ولا ندخلها المستشفى هنا وطبعا كل ما تريده تلك المذيعة اللامعة هو أن تفضح ذلك المواطن البسيط وتوضح مدى جهله وفقره وهى لا تعلم أن إعلامها القاصر هو المسئول الأول عن ذلك الجهل الذى يسىء إليه قبل أن يسىء إلى الموطن نفسه. أما البرامج التى يتعرض فيها الفنانون للمقالب فهى كثيرة منها برنامج «رامز قلب الأسد» الذى يفتح القنان باب الأسانسير ليجد أمامه أسدا متربصا به وبرنامج «مكنش يومك» الذى يأخذ الفنان فى رحلة طويلة من القاهرة إلى الساحل الشمالى وخلال تلك المسافة يتعرض الفنان لعدة مقالب تخرجه عن شعوره وتفقده السيطرة على أعصابه وتجعله ثائرا لايدرى ماذا يتفوه به.. ولكن رغم ذلك من الغريب أن يظهر علينا بعد ذلك الفنان وهو يضحك، وكأن شيئا لم يحدث له ولا أدري هل هو حب الظهور أم هي مصالح مشتركة تجعله يتغاضى عما يحدث له، فكم كنت أتمنى أن يلجأ فنان إلى القضاء بسبب ما تعرض له أو حتى يطلب عدم إذاعة تلك الحلقة التي أظهرته بمظهر لا يليق به. وكل ما يحزنني في هذا الأمر كل تلك الأموال التي يتم صرفها على برامج تسىء إلي الإعلام المصرى وكل تلك الملايين من الإعلانات التى من الأولى والأفضل أن توجه إلى مستشفى 57357 أو أطفال الصومال الذين يموتون جوعا ومرضا.