كتب: معروف صبرى كشفت ثورة 25 يناير، ضحالة الفكر، والتيار الديني المتشدد، والتي مازالت آراؤه حتي الآن.. لا تسير إلا في الاتجاه الخاطئ، فهؤلاء المتشددون مازالوا علي معتقداتهم التي عفي عليها زمن التطور والعولمة، حتي أصبحت أفكارهم وآراؤهم مثارا للعديد من التعليقات التي لا تخلو من الفكاهة والسخرية، وعودة إلي أهل الكهف. ومن ضمن آرائهم دفع الجزية، والتي ليس لها أي أساس ديني، لأن الدين الإسلامي الذي يدعو إلي السماحة وإلي احترام الآخر «لكم دينكم ولي دين»، وعدم الاعتداء علي حقوق الآخرين، بل التعايش السلمي ما بين أفراد الوطن الواحد. أقول من ضمن آرائهم المعيبة أيضاً أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية، وبحكم الشعب لنفسه، بل رأيهم المعيب في الثورة أن الشباب قام بالثورة، لأنه لا يجد عملاً ولا زواجًا ولا حتي قوت يومه، وأنهم قاموا بها لتطبيق شرع الله في الأرض، وبأنهم ضد الديمقراطية لأنها ليست دين المسلمين، وإنما هي دين اليهود والنصاري وهم يرون أن الديمقراطية تخالف الإسلام. وهم بطريقة التفكير هذه التي نشأوا عليها أعتبرهم من ضحايا النظام السابق، الذي كان يقوم بكبت جميع الآراء السياسية، وكبت جميع التيارات مما أدي إلي أن تقوقع هؤلاء داخل شرنقتهم الخاصة بهم، وكونوا جماعة أو مجموعة تفسر الأحكام العامة في الإسلام بطريقة متطرفة فكريا وتكفير الحاكم الموجود- لأنه- وبالتساوي معهم الحاكم ونظامه يطاردهم ويكبت آراءهم السياسية السلمية التي تحولت إلي آراء وأفكار هدامة، وأدت في النهاية إلي أنهم أصبحوا مرضي نفسيين لا يستطيعون أن يفرقوا بين التيار الديني «أو بين الإسلام كدين»، وبين الديمقراطية كمنهج سياسي- لا علاقة له بالدين إطلاقاً، بل هم يرون وبكل جهل مطبق أن الديمقراطية هي دين النصاري واليهود، والمدهش والمؤلم معًا أنهم حتي الآن لم يجدوا أحدا يقوم بإعادة تقويم هذا الفكر، الذي يتنافي تمامًا مع أبسط القواعد لفهم الدين بطريقة صحيحة. «لعن الله النظام السابق» الذي أوصل الناس لهذه الحالة الفكرية المزرية، التي تناسب عصور ما قبل التاريخ وصولاً لأهل الكهف.. ثم الرأي المهزلة والمضحك المبكي في ذات الوقت هو رأي هؤلاء «أهل الكهف» سوف يرمز لهم بهذا فيما بعد حينما سئلوا عن رأيهم في تفجير الكنائس فأجابوا بأن النصراني حر يتعبد في كنيسته «طيب كويس والله..»، ولكن النصاري لو عملوا مشاكل مع المسلمين سوف يدمرونهم. فالشرع يقول إنهم لابد أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون أذلاء ومنكسرون، فالذي يخالف قانونا وضعيا يعاقب ويدفع غرامة. ما هذا الهراء وما هذا اللطف.. الرحمة يارب من أهل الكهف. وتتوالي آراؤهم الصادمة، فيدعون ويزعمون أن غير المسلم إما أن يدفع الجزية أو يقتل، وإذا لم يدفع الجزية يخرج من البلد، وهم يقولون.. أما أن تدخلوا الإسلام أو تدفعوا الجزية أو سنقاتلكم. وختامها مسك كما يقولون.. فيقررون بأن الفن في الإسلام حرام فالرسم والغناء والرقص والتمثيل محرمات، وأما أدب نجيب محفوظ في عرفهم هذا الرجل مجرم، فهم سيعودون لأدب المسلمين والسلف الصالح. حسبي الله ونعم الوكيل.. ولكن أقول إنهم مرضي نفسيون وهم ضحايا لنظام فاسد سابق، ترك لنا إرثا ثقيلا. وفقنا الله في إفهام هؤلاء الناس.. ودعوتهم إلي التفكير والعقل، والمنطق السليم الذي يتناسب مع القرن الواحد والعشرين. وقانا الله وإياكم شر هذه الأفكار المريضة، التي تعود بنا إلي «عصر الكهف».