عندما سألنا اللواء لطفي مصطفي كمال وزير الطيران المدني الجديد عن أول اجتماعاته بمجلس الوزراء، قال لنا أن المحور الأساسي انصب علي تحقيق مطالب الثورة.. وأن يقوم كل وزير بتحقيق هذه المطالب علي وجهها الأمثل داخل وزارته. والأمر يعكس بدوره العديد من الدلالات السياسية، إذ إن اللواء لطفي ابن أصيل للقوات المسلحة المصرية، تخرج من الكلية الجوية عام ,1972 وتدرج إلي أن وصل لموقع رئيس الأركان بالقوات الجوية، قبل اختياره وزيراً.. وهو ما يقرب إلي حد كبير المسافة التي حاول البعض إيجادها خلال الأيام الماضية بين المؤسسة العسكرية وشباب الثورة. وزير الطيران قال لنا إن العدالة الاجتماعية هي المطلب الرئيسي للجميع، لذلك فأول ما سيفعله هو العمل علي ضمان حياة كريمة لكل العاملين بالطيران المدني.. وهو ما لم يتأت إلا من خلال تحسين الموارد لنتمكن من زيادة الدخول. وأكد أنه لابد أن يسود العدل المجتمع بالرغم من أن كلمة العدل تختلف الرواية تجاهها، فالبعض حالياً يريد عدلاً ثورياً والبعض يريد عدل القانون متابعاً: أنا شخصياً مع عدل القانون، فلابد أن يحسم كل شيء لصالح دولة القانون لأن ذلك يضمن أن توجد مظلة قضاء تمكن كل الناس من المحافظة علي حقهم فدولة القانون هي الأقوي علي الاستمرار. وماذا عن الاعتصامات والطلبات الفئوية التي ظهرت في الشركات المختلفة التابعة لوزارة الطيران بعد الثورة كيف ستواجهها؟ لقد عقدت اجتماعات مع رؤساء الشركات وقيادات وزارة الطيران المدني واجتماعات أخري مع صغار الموظفين والمعتصمين، وكان بيننا حوار صريح لأن قناعاتي الشخصية أن العاملين بوزارة الطيران المدني وشركاتها الذين استطاعوا أن يحققوا كثيرا من النجاحات سيتفهمون الموقف الحالي وأنه بالعمل سيتم تحقيق جميع طلباتهم الفئوية فعندما تتوفر الإمكانيات سيتم الاستجابة لجميع الطلبات فنحن هدفنا المصلحة العامة ولذلك انتهت هذه الاعتصامات عن قناعة منهم، ليعود الجميع إلي بذل المزيد من الجهد والعمل للتأكيد علي النجاحات التي تحققت من قبل وأصبحت حقيقة واقعة والعمل علي زيادة هذه النجاحات. وهل سيحدث تغيير في قيادات الوزارة أو رؤساء الشركات؟ - لم آت لأنشئ وزارة جديدة.. فالوزارة حققت نجاحات كثيرة برجالها الموجودين، سواء عسكريين أو مدنيين، فالجميع مصريون مخلصون.. وما حققوه من نجاحات مبني علي رؤية وجهد لجميع العاملين ولابد من الاستمرار في مسيرة البذل والعطاء فالمرحلة التي نمر بها الآن تحتاج جهداً أكثر من قبل فخسائر قطاع الطيران المدني والشركات التابعة له كبيرة وذلك لانخفاض أعداد السائحين مما أدي إلي انخفاض أعداد الركاب والرحلات بجميع مطارات مصر. ماذا عن عمليات التطوير المخططة بالمطارات المصرية والمشروعات التي كان مخططا لإنشائها؟ - عمليات التطوير المخططة بالمطارات المصرية والمشروعات التي أعدت من قبل لن تتوقف وسيتم تنفيذها كما هو مخطط لها.. كما أن الوزارة ملتزمة بتسديد كل القروض رغم الظروف الصعبة التي تمر بها صناعة الطيران المدني. ماذا يقلقك في هذه المرحلة؟ - المرحلة ستشهد اندفاع وحماس الشباب والوطنيين ولكن هناك بعض القوي الخارجية تتربص بنا وتعبث في عقول المصريين فكثير من الجهات تتدخل الآن تحت لافتات براقة لارساء قواعد الديمقراطية وارساء قواعد حقوق الإنسان وأخشي أن يندفع البعض تجاه من يحملون هذه اللافتات، فهذه الجهات تريد تنفيذ ما يحقق مصالحها لضرب الاستقرار ونشر الفوضي بالبلاد وبث روح المطالب الفئوية وسط العاملين، وهذه الدعوات كانت موجودة من قبل ولكنها لم تكن بهذا الشكل الكبير الذي ظهر عقب الثورة من قبل بعض الهيئات والمنظمات تحت مسمي دعم الديمقراطية من خلال الناشطين وجمعيات المجتمع المدني مستغلين اندفاع وشغف القوي الوطنية للتغيير، ولكن للأسف هذه الشعارات حق يراد به باطل وهناك محاولات كثيرة للعبث بعقول البعض وأتمني ألا يستجيب أحد لهؤلاء. لقد توليت الوزارة في ظروف صعبة ألم تتردد في قبول هذا المنصب؟ - قبولي المنصب تكليف وليس اختياراً.. والتكليف بالنسبة لي مسئولية.. فقد توليت مهمة يجب أن أقوم بها علي أكمل وجه - ولإيماني بأبناء الشعب المصري وحبهم لمصر وإخلاصهم لهذا البلد فإنني متفائل بعودة الاستقرار إلي البلاد.