ظهر «تامر حسنى» أخيراً فى المستشفى الذى كان يُعالج به «محمد حماقى»، المُدهش أن ظهور «تامر» تبعته صيحات من المُمرضات، اللاتى طلبن التقاط الصور معه، والذى لم يترك الفرصة تفلت إلا واستغلها، وبالفعل لبى طلبهن، ثم خرج من المستشفى دون زيارة «حماقى»! إنها حالة الانفصام التى يعيشها «تامر»، والتى تجعله أشبه بالإفيه الشبابى Transformers أو هو كالAliens ، حيث يظهر فى حقيقته أمامنا كواحدٍ منا كما يدعى، وحينما تسطع الفلاشات وتدور الكاميرا يتحول إلى كائن آخر - ربما فضائى - شرِه لأضواء الشُهرة والنجومية. تامر حسنى ورغم عدم زيارته ل «حماقى» إلا أنه يكتب على صفحته بالFacebook : «إلى أخى وحبيبى النجم الكبير محمد حماقى ألف مليون سلامة عليك، أدعو الله أن يُشفيك، وتقوم لنا بألف سلامة، يا ريت كلنا ندعيله بالشفاء العاجل، أخوك تامر حسنى» .. ورغم تناقض موقفه فى المستشفى وموقفه على الFacebook، لكن الأخير هو نوع من أنواع الدعايات وجذب للأضواء، وبالتالى التحول هنا منطقى، لكن السبب الذى يجب أن يُضاف هو أن «عمرو دياب» - صداع «تامر حسنى» - قد كتب على صفحته الشخصية فى Twitter: «خالص الأمنيات لصديقى محمد حماقى بالشفاء العاجل، ربنا معاك يا محمد وإن شاء الله تقوم لنا بالسلامة فى أسرع وقت»!.. كيف يظهر تمورة دون عمرو؟! ما حدث معه فى التحرير كان يؤكد حالة الانفصام، فقبل ذهابه هناك، كانت له مُداخلة هاتفية شهيرة فى التليفزيون المصرى طلب فيها من المُتظاهرين فى ميدان التحرير بالقاهرة العودة إلى منازلهم درءاً للفتنة، مؤكداً أن ما طلبه الشباب تم تحقيقه بالفعل، وأنه لا داعى للاستمرار فى الاحتجاج على النظام، وأكد أن هناك مؤامرة خارجية على مصر، تسعى إلى هدر دماء الشباب .. بعد نجاح الثورة فجأة يظهر «تامر» لتأييدها، ويحدث له ما حدث فى الفيديو الشهير الذى انتشر على الYoutube ، وقد طلبت الإدارة التى تُدير أعمال «تامر» بعدها من إدارة موقع ال Youtube أن تمسح هذا الفيديو، لكن كلما تم مسحه، ظهر مُجدداً ك «البعبع» فى وجه «تامر» ليُذكره بحقيقته. حقيقته التى لم تجعله يخجل بعد طرده من ميدان التحرير أن يرد عبر قناته بموقع ال Youtube يوم الأحد6 فبراير بأغنية، تقول كلماتها: «قوم نحكى حكاية الرجولة والكرامة وشهامة السنين .. إخواتى حبايبى إللى راحوا وإللى ضحوا علشان تعيش ملايين .. يارب صبّر كل أم وأب على الفراق .. طمّن قلوبهم إنهم عندك أغلى خلق الله .. ولادك يا مصر الصغيرين إللى دخلوا التاريخ فى يومين .. طيّبوا الجراح جراح السنين شهداء 52».. وهو ما علق عليه أحد الأشخاص: «إنها البجاحة التى لا يُمكن وصفها». لكن مادمنا اتفقنا أنه يُعانى حالة الانفصام، فلا داعى لأن نندهش لأنه ليس «على المريض حرج»! لهذا لم أندهش شخصياً أن يظهر ألبوم «تامر حسنى» الأخير فى وقت صعب بسبب حالة الاحتقان السياسية والطائفية، وفى الوقت الذى ينزل فيه شباب التحرير للمُطالبة بباقى رغبات الشعب، كان «تامر» مشغولاً ب «اللى جاى أحلى»، وكأنه يُراهن فقط على اسم الألبوم والذى له وقعه ودلالاته على أمنيته لمصر، لكنه يجعلك تُفكر بأنه أشبه فى الحقيقة بمن يُساندك ب«قلبه» دون أن تجده بجوارك فى الميدان! ورغم هذا فى مؤتمره الأخير الخاص بألبومه «اللى جاى أحلى» صرح لنا تصريحاً خاصاً ل «روزاليوسف» - بعدما تم منع دخول الصحفيين والقنوات دون سببٍ مفهوم ! - حيث قال: «أنا مش مطرب فلول لإنى ماعرفش مين هما الفلول ! .. ولا أعرف حتى الآن لماذا توجد حملات تشويه ضدى، خصوصاً أن تصريحاتى وقت الثورة كانت غير مُتسمة بالدقة لأننى كُنت - مِثل مُعظم المصريين - مُشوشًا وقتها، كما أن الإعلام الرسمى كان يُمارس تضليلاً شديداً على المواطنين، وبالتالى لا يُمكن أن أحاسب على تصريحاتى السابقة طوال عُمرى ! .. كما أننى لا أنتمى للنظام السابق ولم أُدافع عنه قبل ذلك». مُحاولات مُستميتة، يائسة فى ألا يدخل فى أنفاق السياسة مرةً أخرى، بعدما أثبت أنه «مايعرفش»، ولم يكُن ذكياً مثل صداعه «عمرو دياب» آثر الصمت وقت الثورة، رغم أن الكثيرين قد تأثروا بصمته، ورفضوه، لكن خسارته لا يُمكن أن تُقارن بما يخسره «تامر» حتى الآن. يكفى كمية الخسائر التى حققها ألبومه، وكان سببها الحملة الشرسة التى صاحبت صدوره مع تدشين العديد من الصفحات على ال Facebook وأسسوا صفحة حملت عنواناً استفهامياً: «لما اللى جاى أحلى .. طب نزلت ده ليه ؟!» .. وكتب عضو نكتة على اسم الألبوم: «مرة واحد راح يشترى الألبوم فسأل : اسمه إيه؟، فقاله صاحب المحل : اللى جاى أحلى، فرد عليه : طب خلاص، هستنى الألبوم اللى جاى»! كما خسر «تامر» تعاقده مع قناة «الظفرة» الإماراتية بتسويق مُسلسله الجديد «آدم» ليُعرض فقط على قناة «النهار» المصرية حصرياً، لكنه لا يعرف الاستسلام، حيث ظهر على قناة «مزيكا» بمجموعة من اللقاءات مع الشعراء والمُلحنين ليتحدثوا عن كرم «تامر»! .. والمُدهش أن يظهر شاعر كبير ك «بهاء الدين محمد» ليقول عن «تامر» أروع الأقاويل، بل يشطح بخياله حينما يقول إن «تامر» قد ساعد الشباب الموهوبين فى مُختلف المجالات، وهو ما يجعلنى أتساءل: هما فين الشباب دول اللى ساعدهم «تامر»؟ .. أيضاً يظهر المُلحنون والموزعون الشباب ك«محمد الشاعر» الذى يُكمل قصيدة المدح فى أخونا «تامر»، مع العلم أن بدايات «محمد الشاعر» نفسه - كمثال - لا تؤهله لأن يقول قصيدة مدح فى أى شخص، لأنه نفسه فشل فى أن ينجح كمشروع غنائى فاتجه لافتتاح محل لألعاب الفيديو، ثم خسر، ليتجه بعد ذلك للتوزيع، وهو ما يجعلك تعرف من هم الأشخاص الذين يتعامل معهم «تامر»، حيث إنهم مثله لا يعرفون الاستسلام، وفى الوقت نفسه هم موجودون فى أى جبهة يُطلب منهم الذهاب إليها، فقط أن يكون فى هذه الجبهة الأضواء والأموال. بقى أن نُشير إلى أن تعاقد «تامر» مع المُنتج «مُحسن جابر» كان على سبيل الإعارة من المُنتج «نصر محروس»، حيث تُنتج شركة «مزيكا» ل«تامر» ثلاثة ألبومات خلال ثلاث سنوات، كان آخرها «اللى جاى أحلى»، وللأسف مُحاولات «تامر» اليائسة فى غسل سمعته لم تنجح، على الرغم من أنها نجحت من قبل بعد تهربه من التجنيد، ربما لأن مُفتاح النجاح كان «نصر محروس»، والذى تُشير التوقعات إلى أنه قد يعود «تامر» إليه، خاصةً بعدما انكشف أمام الجميع، وبعدما عرف «محسن جابر» أن الورقة الرابحة التى تحمل اسم «تامر» قد احترقت، ولم يعُد مناص من أن يبحث عن ورقة رابحة أخرى تُعيد الثقة إلى اسم شركته، بعدما هبط بها «تامر» الذى مازال مصابا بحالة الانفصام ولم يعالج منها بعد.