عقد يوم الخميس الماضي بدار المدفعية ندوة بعنوان «15 قرنا محبة وإخاء» أدار الندوة اللواء سامي دياب المسئول عن الملف الديني بالمجلس العسكري وشارك فيها اللواء محسن مفيد بسادة رئيس هيئة البحوث العسكرية ونخبة كبيرة من الكتاب والمفكرين مثل د. سليم العوا ومصطفي الفقي وأسامة الغزالي حرب وهاني عزيز وسمير مرقص والقس صفوت البياضي وسامح فوزي وغيرهم. وقال اللواء دياب أن خلال هذه القرون لم تكن هناك حرب واحدة قد دارت بين المسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية، وأن الحروب الصليبية التي جاءت باسم الدين لم تلق تأييدا من أبناء المنطقة من المسيحيين، ولم يفلح أحد في استقطابهم، وحارب مسيحيو العرب جنبا إلي جنب مع المسلمين ضد «الفرنجة» الذين رفعوا الصليب كشعار للحرب. بينما ذهب د. مصطفي الفقي إلي أنه يجب أن نعمل علي السيناريو الأسوأ، إذ لم يكن هناك أي حدث طائفي مصدره الدين، ولكن التهميش والاضطهاد من قبل الحكام وبعض ضعاف النفوس.. وأعطي مثالا بسعيد البوطي وأن آراءه الدينية كانت دعما للديكتاتورية العسكرية السورية. وهو ما دعا د. سليم العوا لنفي هذا الأمر، قائلا أن «البوطي» لم يكن يدعم الديكتاتورية العسكرية، لكن آراءه سنية تشبه إلي حد كبير شيخ الأزهر السابق «طنطاوي». وعن قانون العبادة الموحد تساءل العوا: لماذا الخوف من بناء الكنائس؟.. هل المسيحيون غاويين يضيعوا فلوسهم في البناء المتزايد غير المفيد لهم؟.. مردفا: إذا كان البعض يقول إن المسيحيين يستفيدون من الكنائس لأنهم يبنون فيها ملاعب، فأيضا نحن لدينا دور مناسبات في المساجد، ويمكننا تحويلها لملاعب. وقال أن مسألة الجزية وأهل الذمة لم يعد لها مكان الآن.. وأنه كتب هذا منذ خمسة وثلاثين عاما، وأن الجزية كانت تدفع مرة كل عام بدلا من الجهاد.. أما الآن ولدينا ضباط وقادة مسيحيون في الجيش، فلماذا الجزية البديلة عن الجندية؟ وردا علي سؤال وجهته «روزاليوسف» للعوا، كمرشح محتمل للانتخابات الرئاسية ومن المحسوبين علي تيار الإسلام السياسي فكريا، حول ماذا سيفعل مع الجماعات الإسلامية خاصة «الإخوان» ممن يعول عليهم في ترشيحه وهم ينادون بالجزية؟ قال: أنا لست محسوبا عليهم.. ولا أعول عليهم، لكن أعلم أن أيا منهم لا يتبني ولا يذكر مسألة الجزية هذه. وعندما ذكرنا له حوار محمد حبيب في ماذا لو حكم الإخوان ومصطفي مشهور في جريدة الشعب المجمدة بخصوص الجزية وفرضها علي المسيحيين أو ضرائب مضاعفة بديلة عنها، عقب قائلا: عموما ليس من المفترض أنهم يؤيدونني في الترشيح.. ولعل الدليل علي ذلك ما ذكره أحمد أبوبركة في الفضائيات بأنني «مرشح العسكر»!