يأبى مجلس اتحاد الكرة المصرى بقيادة سمير زاهر ونائبه هانى أبو ريدة أن يكون مثيرا للأزمات التى أصبحت تحاصره من جميع الاتجاهات بفضل سياساتهم العشوائية وقراراتهما المتخبطة والمتلونة ويبدو أن أيام زاهر ورفاقه باتت معدودة خاصة بعد أن تساقطت أوراق مجلس الاتحاد الواحدة تلو الأخرى بدءا بمحمود طاهر ثم أيمن يونس ثم محمود الشامى الذين قرروا القفز من السفينة قبل الغرق. وإذا كانت المصائب لا تأتى فرادى فإن الكرة المصرية تعيش أيامها السوداء فى ظل الجبلاية التى استشرى فيها الفساد وما تلبث أن تخرج من مأزق لتضع نفسها بنفسها فى مأزق آخر ما بين جمعية عمومية تعد العدة لإسقاط هذا المجلس «منتهى الصلاحية» والذى تحاصره مخالفات مالية وإدارية وتلاحقه أزمات التحكيم والزمالك والتسويق الفضائى وإشارة البث. وجاء إعلان اتحاد الكرة بقيادة زاهر وأبوريدة لتأييد رئيس الاتحاد الآسيوى الحالى القطرى محمد بن همام ودعمه فى انتخابات رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» ضد بلاتر وهو المنصب الذى تفوق أهميته الأممالمتحدة مخيبا لآمال أبوريدة «الطامع فى رئاسة الاتحاد الأفريقى خلفا لحياتو والذى كان ينتظر تأييد بن همام فى حال نجاحه رئيسا للفيفا» وتابعه زاهر ليؤكد أن هذا المجلس لا يتعلم من أخطاء الماضى حين سارع بتأييد حياتو رئيس الاتحاد الأفريقى للترشح فى انتخابات الفيفا ضد بلاتر وكانت النتيجة اضطهاد بلاتر لمصر بشكل واضح ولافت. المؤكد أن بلاتر الذى يعانى واتحاده من اتهامات بالرشوة والفساد فى ولايته الجديدة سيسعى إلى تنظيف البيت من الداخل وهيكلة قطاعاته تحت بند غسل السمعة خاصة فى ظل الضغوط التى تمارس على الفيفا من جهات دولية أبرزها مجلس العموم البريطانى وأفراد يمثلون أصدقاء الماضى وأعداء الحاضر وعلى رأسهم جاك وارنر الذى بالرغم من تورطه فى عدة قضايا فساد ورشوة فإنه أطلق كلمات من رصاص فى اتجاه بلاتر عندما قال لو تحدث أحد بشأنى سأفجر قضايا مثل تسونامى وهو ما قد يدفع بلاتر لتقديم بعض الأصدقاء القدامى ككبش فداء وأقربهم حياتو وأبوريدة. بوادر محاولات بلاتر الإصلاحية ظهرت من خلال عدة قرارات أهمها منحه مبلغ 20 مليون جنيه إسترلينى للإنتربول فى إطار مكافحة الفساد والرشوة وإعلانه مؤخرا أن جميع أعضاء مؤتمر الفيفا هم من سيختارون مكان إقامة نهائيات كأس العالم فى المستقبل وليس اللجنة التنفيذية كما كان من قبل. والمحصلة النهائية تقول انسحب بن همام ونجح بلاتر ورسبت مصر فلا هى قطفت بلح الشام ولا طالت عنب اليمن وباتت الكرة المصرية تنتظر التوابع. مساندة متهورة محمد عبيد خبير اللوائح فى الفيفا قال: هانى أبوريدة وسمير زاهر اعتمدا على تحليل سطحى للأمور واتخذا إجراء متهوراً بمساندة بن همام علنيا والاحتفال به فى القاهرة وكان الأمر انتهى فى إجراء غير مبرر حكمته المصالح الشخصية خاصة أن الاقتراع فى انتخابات الفيفا يكون سريا. عبيد يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة توابع «فيفاوية» لتخلى مصر عن مساندة بلاتر فى الانتخابات خاصة فى ظل اللوائح الرياضية المصرية وعلى رأسها لائحة النظام الأساسى لاتحاد الكرة غير المتوافقة مع لوائح الاتحاد الدولى والتى كان يغض الفيفا البصر عنها مؤقتا مجاملة للاتحاد المصرى الذى يعطيه صوته والذى كان ينقذ الفيفا بتنظيم بعض بطولاته التى لا يجد من ينظمها مثل بطولة كأس العالم للناشئين السابقة بالإضافة إلى دورى المحترفين والذى أعطى فيه الفيفا مصر مهلة ولن يسمح بمهلة إضافية وسيلزم الفيفا مصر بتطبيق بنوده بحذافيرها وأضاف عبيد: خسائر مصر نتيجة موقفها الأخير ضد بلاتر لن تتوقف عند ذلك بل ستمتد إلى تقليص دور مصر على الصعيدين الأفريقى والدولى وهو ما سيهدد موقف المهندس هانى أبوريدة من الاستمرار فى منصبه كعضو باللجنة التنفيذية للفيفا بعد انتهاء مدته أو فى اقتناص منصب دولى جديد وأن الفيفا سيكون اتجاهه تحت ولاية بلاتر الجديدة نحو أفريقيا السمراء متجاهلا مصر. جوزيف بلاتر يتفق أسامة خليل الخبير الكروى ورئيس جمعية «رياضيون ضد الفساد» مع عبيد فى رفض سياسات اتحاد الكرة المتخبطة والعشوائية عموما والتى كان آخرها موقفه المتسرع من تأييد بن همام لرئاسة الفيفا علانية ويفجر مفاجأة بقوله: أبوريدة وزاهر خدعا المسئولين فى المجلس العسكرى ومجلس الوزراء والمجلس القومى للرياضة وصدروا لهم انطباعاً بقدرة مصر على حشد الأصوات الأفريقية لصالح بن همام وهو ما يضمن نجاحه وجاءت تصريحات عيسى حياتو والتى أعلن فيها تأييده الصريح لبلاتر لتكشف عن أكاذيب أبوريدة وزاهر. خليل لم يخف تعجبه من لهجة اتحاد الكرة والتى كانت تستخدم قبل الثورة ومازالت مستمرة حتى بعد الثورة فى التعامل مع الرأى العام الرياضى فى مصر فى محاولات لتغييبه بدس مسميات لجهات سيادية فى مضمون قرارات الجبلاية فى محاولة للإيحاء بمساندة تلك الجهات للاتحاد لضمان دعم مستمر وإرهاب الأندية التى تمثل الجمعية العمومية والرأى العام حتى تضمن عدم اعتراضهم وهو ما حدث مؤخرا عندما أعلن الاتحاد بأن جهات سيادية دفعته لتأييد بن همام وهو أمر عار من الصحة. محمد بن همام سمعة مصر وأضاف خليل إن زاهر وأبوريدة الذى وصفه بأنه فقير فكريا وأن كل مميزاته تتلخص فى بعض العلاقات التى تعتمد على مصالح مشتركة سخرا اسم مصر لخدمة مصالحهما الشخصية والبيزنس الخاص بهما وهو ما سيضع الكرة المصرية فى الفترة القادمة فى موقف حرج جدا خاصة بعد أن فقدت تعاطف الفيفا معها وهو ما سينعكس بالسلب على مستقبل مصر الكروى وطالب خليل أجهزة الدولة بالتحرك لإيقاف مهازل رئيس الاتحاد ونائبه التى تضر بسمعة مصر قبل أن تفقدها مكانتها وأنه على المسئولين عن الرياضة المصرية الإسراع فى الإصلاحات خاصة للوائح قبل أن تقع الكرة المصرية تحت مقصلة الفيفا وهو السيناريو المتوقع.؟