فى مثل أحداث إمبابة الأخيرة كان اسمه يتصدر المشهد ويقفز إلى قمة قائمة المتهمين.. الأحداث أعادته إلى فترة كان فيها مصدر الألم والعذاب لسكان إمبابة.. وهذا ما يثير السؤال عن رؤيته للأحداث الأخيرة، ومن أى نقطة تفاعل معها، وكان هذا أول سؤال ل «رئيس جمهورية إمبابة السابق» جابر الطبال، ثم توالت الأسئلة التى استرجعت إحدى أساطير العنف باسم الدين، وممثل إحدى جماعات التطرف المنتسبة قسرا إلى الإسلام. • ما رأيك فيما حدث فى إمبابة من فتنة طائفية؟ - أحداث إمبابة فيها خيانة للثورة، وتؤكد أن بقايا النظام مازالت موجودة، وهناك خلايا من المستفيدين من هذه الأحداث، وذلك لأن الكنائس لم تحرق وقت قيام الثورة رغم عدم وجود الأمن والفراغ الأمنى، المستفيد من هذه الأحداث ناس تريد الرجوع بنا إلى الوراء وأن يحدث انفلات، وهذه التحركات مدروسة وغير عادية بالمرة، هناك من يريد أن يطعن الثورة. • هل حاولت التدخل فيها؟ - لم أتدخل، وأطلب من جميع الأطراف أن تعود إلى صوابها من أجل الحفاظ على مكتسبات الثورة التى أعادت الحق إلى أصحابه، وعلى الجميع أن يعود إلى العمل والإنتاج من أجل مصر، ما يحدث من فتن سواء فى إمبابة أو غيرها سوف يلحق الضرر بالإنتاج لأن الجميع ترك عمله وتفرغ للفتن والتظاهر، والبعض الآخر بدأ يبحث عن الظهور الإعلامى من أجل إظهار نفسه فقط. • هل شاركت فى الثورة؟ - ترددت فى النزول إلى ميدان التحرير، لكننى نزلت بعدما سمعت قصيدة الأستاذ أحمد فؤاد نجم، التى يقول فيها: «الجبان جبان والجدع جدع» وقبلها كنت تأثرت بنداء الشيخ يوسف القرضاوى وهو يطلب من الناس أن يساعدوا الثورة والثوار، وعند دخولى الميدان قابلت الدكتورة نوال السعداوى جالسة وسط الميدان فذهبت إليها وسلمت عليها بحرارة وقلت لها: «رغم اختلافى معكِ لأنك تهاجمين الإسلام إلا أننى أحييكِ على وجودك فى الميدان».. وبعدما قابلت أستاذا جامعيا من إحدى الطبقات الراقية وكان معه فتاتان وسألته: «هل هؤلاء بناتك» قال: «نعم»، وللأسف أمهم كان نفسها تحضر معنا، لكنها مريضة بقدميها فبكيت وتأثرت وأصررت على وجودى فى الميدان. • كيف تكونت أسطورة الشيخ جابر فى إمبابة؟ - لم أكن أسطورة، الإعلام هو الذى صورنى بهذا الشكل.. فى تلك الفترة كنت أحل مشاكل المنطقة من خلال الجماعة الإسلامية لذلك تردد اسمى كثيرا وشكلى كان معروفا للجهات الأمنية فى ذلك الوقت. • إلى أى مدى التشابه بينك وبين بطل فيلم «دم الغزال»؟ - صفر، لم يكن به أى شىء منى، وأناشد مؤلف الفيلم أن يأتى بالدليل على واقعة قطع اليد، واسم صاحب اليد المقطوعة وهذه وقائع خيالية ولم تحدث على الإطلاق. • كونت جمهورية إمبابة رغم أنك فى الأصل كنت تعمل طبالا؟ - هذا غير صحيح بالمرة فأنا لم أكون جمهورية. الإعلام خلق منى أسطورة، أنا رجل بسيط كنت عضوا فى الجماعة الإسلامية، ويشهد لى الجميع بأننى كنت أعامل أهل الحى بالحسنى.. لم أكن طبالا كما ادعت بعض وسائل الإعلام أننى بلطجى والحقيقة أننى أعمل فنى كهربائى منذ الصغر. • كنت تحمل السلاح والحاكم الآمر الناهى فى إمبابة؟ - لم أحمل السلاح فى حياتى لأننى مصاب فى إصبعى السبابة باليد اليمنى وجميع من حولى لم يعرف أننى أصبت منذ الصغر أثناء قيامى بحراسة مرمى فريق مركز شباب بولاق أبوالعلا. أنا أهلاوى متعصب، ولى علاقات صداقة مع عدد كبير من لاعبى النادى الأهلى فى ذلك الوقت. • كيف كان انضمامك للجماعة الإسلامية؟ - انضمامى للجماعة الإسلامية كان مصادفة وكان عن طريق جماعة التبليغ والدعوة، وكانوا يقولون إنهم ليست لهم أية علاقة من قريب أو بعيد بالسياسة، لكن بعد فترة فكرت إذا كانت هذه الجماعة ليس لها علاقة بالسياسة فمن الذى سيحرر فلسطين، بعدها تعرفت على شيخ يدعى «عبدالظاهر» وضمنى إلى الجماعة الإسلامية من خلال سؤال بديهى: من الذى يكره تطبيق الشريعة الإسلامية؟ فى شبابى كنت أعشق أشعار «أحمد فؤاد نجم»، حفظتها عن والدى الذى كان يعشق جمال عبدالناصر وعشقت البلد بعد 1973 وكنت متيما بها وكنت أتشاجر مع من يرفض تحية علم مصر. • بعد دخولك السجن هل التقيت قيادات الجماعة داخل السجن؟ - نعم التقيت عددا كبيرا منهم، وعلى رأسهم الشيخ «ناجح إبراهيم» والشيخ «كرم زهدى» والشيخ «عبود الزمر» و«طارق الزمر»، لكن المفاجأة أننى التقيت أعضاء تنظيم ثورة مصر داخل عنبر التجربة وعشقت «محمود نورالدين» ومعظم أعضاء التنظيم الأبطال منهم «سامى فيشه» و«حمادة شرف» و«نظمى شاهين» الذى أبحث عنه حتى الآن. • وكيف كنت تقضى وقتك داخل السجن؟ - أحب الكوميديا، وكان الإخوة داخل السجن يعرفون ذلك جيدا وأجيد فن التقليد وكنت أقلد أصوات جميع الإخوة داخل السجن وأؤلف المسرحيات الفكاهية، ولن أنسى دور الشيخ الدكتور «عصام دربالة» الذى عالجنى لفترة طويلة داخل السجن من الكلى وكان بجوارى ليل نهار. • هل حضرت المراجعات الفكرية داخل السجن؟ - نعم، وأنا سعيد بالمبادرة، وأشكر قيادة أمنية راحلة كان لها دور كبير فى هذه المراجعات، الشيخ «خالد إبراهيم» أول من أخبرنى بها وأول من ناقشنى فيها، وبدأت عام 1997 حتى عام .2000 • هل تم حبسك انفراديا؟ - تم حبسى انفراديا داخل زنزانة صغيرة كنت أراقب فيها حركات العنكبوت وكلمت القطط لأننى لم أر أو أسمع غير أصوات القطط والعنكبوت وشعرت أنهم أصدقائى داخل الزنزانة.