السيدة الأولى سابقا فى مصر ينتظرها «سجن» القناطر، بينما السيدة الأولى حاليا فى فرنسا كان ينتظرها التكريم فى مهرجان «كان».. «سوزان ثابت» لم تذهب حتى الآن للسجن لأنها لم تقف أولا أمام النيابة لتحديد مصيرها بينما «كارلا برونى» السيدة الأولى فى فرنسا لم تذهب هى أيضا للمهرجان رغم أنها بطلة فيلم الافتتاح وكان ينتظرها، - ولاشك- عاصفة من الانتقادات اللاذعة.. الجميع انتظر هذه التجربة «كارلا برونى» سيدة فرنسا الأولى فى أول تجربة درامية لها تقف فيها أمام الكاميرا.. قبل نحو عام كان السؤال: هل توافق السيدة الأولى على أن تجرب حظها فى التمثيل خاصة أن من يوجه لها الدعوة فنان كبير بحجم «وودى ألان» إنه المخرج والكاتب والممثل الاستثنائى فى دنيا الفن السابع.. قال «وودى ألان» مشيرا إليها: «كارلا» لديها حضور وتملك إحساسا والكاميرا تحبها وأنه كان يتمنى أن يسند لها دورا أكبر لولا أنه يعرف أنها مشغولة.. والمعروف أن «كارلا» حققت نجاحا طاغيا على مستوى العالم فى مجال الغناء وهى تكتب وتلحن أغانيها وذلك بعد أن حققت نجاحا سابقا فى العمل «كموديل»، ويجب أن نلاحظ أنه لا توجد شبهة مجاملة، الناس أقبلت على المطربة قبل وبعد أن أصبحت سيدة فرنسا الأولى، لأنهم أحبوها سواء كانت هى السيدة الأولى أو لم تكن.. ترددت «كارلا» كارلا نروبى كثيرا قبل الموافقة على تجربة التمثيل ولولا أنه «وودى ألان» الذى يوجه الدعوة لتراجعت إلا أنها قالت سببا آخر وهو أنها أمام التجربة ربما مع مرور الزمن لو رفضت تكتشف أنها قد أخطأت ولا ينفع وقتها الندم وربما تشعر بعد فوات الأوان أنها كان يجب أن تمثل الدور وأضافت أنها تتمنى أن تروى لأحفادها هذه التجربة.. هل السينما تساوى التاريخ؟.. الشريط المرئى يحقق للفنان الاستمرار مع الأجيال القادمة.. «جريتا جاربو» اعتبرت أن السينما هى التاريخ.. إلا أن الشاشة التى شاهدتها لا أتصور أنها سوف تحتفظ بشىء من هذا.. أشعر أن «كارلا» استشعرت ذلك فور انتهائها من تصوير الفيلم، ولهذا لم تأت للمؤتمر الصحفى ولا الافتتاح الذى أقيم الأربعاء الماضى. ولا أعتقد أن التجربة شهدت لصالحها بل لعلها تصبح دافعا لها بألا تكررها مرة أخرى.. وضعت إدارة المهرجان فيلم وودى ألان «منتصف الليل فى باريس» فى الافتتاح، تستطيع أن تقرأه من خلال إحساس الكاتب والمخرج لماذا اختار باريس تحديدا مسرحا للأحداث، حيث إنه قال وعلى طريقة الزعيم الوطنى مصطفى كامل لو لم أكن نيويوركيا لوددت أن أكون باريسيا.. إنها حالة عشق لمدينة النور، نشاهد الشوارع وكأنها تستعد فى بداية الأحداث وهى هادئة ونائمة لاستقبال هذه العائلة التى نرى خلالها خطيبين فى طريقهما للزواج اختارا باريس لكى يقتربا عاطفيا!! قبل عامين قدم «وودى» فيلمه «فيكى وكريستينا فى برشلونة» الذى عرض أيضا فى «كان» ،هذه المرة حشد «وودى» فى فيلمه «منتصف الليل فى باريس» قسطًا وافرًا من النجوم لا أتصور أنهم خرجوا من التجربة منتصرين «كاتى بتث»، «أدريان برودى»، «ماريون كوتيلارد»، «مايكل شين».. الروح الساخرة تغلف الأحداث كعادة المخرج، يسخر فيها ويفضح أيضا الأدعياء فى الفن والثقافة والسياسة والمشاعر، ولكن لاشك أن هناك تراجعا حتى على مستوى الحالة الكوميدية التى كثيرا ما كانت هى العنوان الأبرز لهذا المخرج الكبير !! سوزان مبارك ماذا تقول «كارلا» لأحفادها بعد أن تصبح جدة لا أتصورها ستكون سعيدة بالتجربة ولا نحن ولن تجد الكثير لترويه لهم.. هل تستطيع أن تقول لهم إن «سيدة» فرنسا الأولى صارت وعن جدارة بعد هذا الفيلم «سيئة» التمثيل الأولى.. أما ماذا تروى السيدة الأولى سابقا لأحفادها عن إنجازها فى القراءة للجميع ومكتبة الإسكندرية.. هل ستقول لهم إنها نجحت فى خداع الجماهير والتمثيل عليهم 30 عاما بينما فشلت «كارلا» فى أول تجربة!!.