سحب اللواء طارق المهدى بعد شهرين من توليه مسئولية الإشراف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون وتسيير أموره المالية والإدارية وكشف الفساد والمفسدين داخل ماسبيرو لم يكن بسبب هدوء الأوضاع - آنذاك - داخل المبنى - الذى يزداد احتقانا والتهابا يوما بعد يوم - وإنما كان بسبب الاتفاق بين كل من سامى الشريف - رئيس الاتحاد - وعبداللطيف المناوى - رئيس قطاع الأخبار السابق - واللذين اتحدا فى رغبة إبعاده عن المبنى بعد أن نجح فى توفير 91 مليون جنيه خلال أسبوع واحد من توليه المسئولية، ووعده المعلن بتوفير مليار جنيه خلال عام واحد تليها توفيرات متكررة حتى يتم سداد عجز ومديونية الاتحاد التى وصلت إلى 12 مليار جنيه، وفى تلك المرحلة تم إدعاء أن الهدوء قد ساد المبنى ولا داعى لوجود «المهدى»، ولكن زاد صراخ وعويل أبناء ماسبيرو واكتشفت القيادات الحقيقة ولكنها أعطت فرصة ل «سامى الشريف» لتصحيح أوضاع ماسبيرو، إلا أنه عجز عجزا شديدا وفشل فشلا ذريعا سواء من الناحية المهنية أو الإدارية أو المالية، وهى الكارثة التى أشعلت المبنى حريقا ومازالت تشعله حتى الآن، من هنا كان لابد من تحرك المسئولين فسارع د. عصام شرف بتشكيل مجلس لأمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، الذى رد فيه إلى اللواء طارق المهدى اعتباره مع منحه الضوء الأخضر - بشكل غير مباشر - وضح من ترتيب مكانه فى الجلوس بجوار المستشار الجندى - وزير العدل - وقبل سامى الشريف - رئيس الاتحاد - هذه المكانة وهذا الاهتمام غير المعلن كان معناه إطلاق يد اللواء المهدى فى إصلاح ما أفسده الشريف، ولتكون فرصة للواء المهدى لاستمرار المسيرة الإصلاحية التى بدأها فى ماسبيرو.من خلال مجلس الأمناء من هنا بدأت مرحلة إسقاط سامي الشريف فلم ينتظر المهدى أوامر الشريف أو تعليماته بتحديد مواعيد اجتماعات مجلس الأمناء القادمة لمناقشة خطة تنفيذ عملية تطوير الاتحاد ماليا ومهنيا وإداريا وراح يتفق مع مجموعة كبيرة من أعضاء المجلس هم فى الأصل رافضون لشخص الشريف وسياسة الميوعة التى يتبعها فى إدارته لشئون ماسبيرو وتخبطه فى اتخاذ قراراته التى تأتى عشوائية دائما سواء فى اختيار القيادات أو التخطيط البرامجى أو الإدارة المهنية للمبنى، وهو ما يثير كل لحظة أبناء الاتحاد الذين لم ولن يهدأوا عن الهتافات المضادة للشريف حتى يرحل. المهدى اتفق مع مجموعة الرافضين لسياسات الشريف ومنهم فاروق شوشة وسكينة فؤاد وفاروق جويدة وحمدى قنديل ولبيب السباعى وفريدة الشوباشى ولويس جريس على عقد اجتماعات دورية بنادى القوات المسلحة بالزمالك بدأت يوم الاثنين الماضى الساعة الرابعة عصرا، بينما اعتذر عن هذا الاجتماع لبيب السباعى وأرسل هيثم سعد الدين لينوب عنه، الاجتماع الذى استمر ثلاث ساعات دار حول سوء الأحوال فى ماسبيرو، خاصة فيما يتعلق بالأمور المادية ونادوا جميعا بضرورة رحيل سامى الشريف لإعادة الضبط والربط والهدوء إلى المبنى، وهو ما لن يحدث إلا على يد اللواء طارق المهدى الذى سبق أن أحكم قبضته وسيطرته عليه وقيامه بتوفير المستحقات المالية لجميع العاملين، هذا بخلاف أن العاملين أنفسهم يريدون عودة «المهدى» لإدارة شئون ماسبيرو، كما أن مجموعة الرافضين لسياسة الشريف من أعضاء المجلس يميلون إلى تولى المهدى دفة الإعلام فى المرحلة المقبلة. فريدة الشوباشى اتهمت الشريف فى الاجتماع بأنه «فاضى». مجموعة الرافضين يعتمدون على تكتلهم العددى، فهم 13 شخصية وأعضاء المجلس من رؤساء القطاعات» 11 فقط، فلو اتخذوا قرار الإطاحة بالشريف لن يثنيه إجماع رؤساء القطاعات عليه حتى لو ضم الشريف صوته إليهم بصفته رئيسا للمجلس، ورغم أن سلطة الهيئة التنفيذية التى يمثلها رؤساء القطاعات الأقوى، فصوت واحد - هو صوت الشريف - يرجح كفتهم، إلا أنهم واثقون بأن عملية رحيل سامى الشريف أصبحت حتمية ووشيكة لا محالة.