المسئولية مسئولية وطن خربه نظام أقل ما نتهمه ب(الخيانة العظمى)، وكان لابد من يوم معلوم ترتد فيه المظالم. أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم! وقاتل الله ضعاف النفوس الطامعين فى الدنيا والفلوس، سألتنى نفسى الأمارة بالسوء عما فعله النظام البائد قبل سقوطه بعدة أشهر حول وفاة أحد رموزه الفاسدة جدا قبل أحد الأعياد بعدة أيام وتصميم النظام على دفنه يوم العيد بقصد غسيل سمعته وإيهام الشعب الطيب أن منزلته فى جنات ربه؟! فإذا كانت الإجابة - الله أعلم - ورغم أن للموت هيبته فللعقل حرمته وحكمته. والكلام عن سمعة الأشخاص يحتاج التروى والدراسة من الشك إلى اليقين إبعادا لاتباع الظنون. فمن قبيل الحيطة والحذر عدم تعطيل الحياة من أجل النبش. فدرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ولكنه أحيانا عند بعض النفوس المسعورة وراء رغبات الجسد التى تستبعد الضمير لتوقظ الحيوان الرابض وراء جلود البشر ورءوس شياطين نظام أفسد الإنسان والشجر والحجر ! ويبقى سؤال العقل: كيف نستخلص رؤية أقرب إلى الشمول، لماذا الخوف الذى نعيشه الآن ويكاد يعصف بروح الثورة وبفكرة الخلاص من الفقر والجهل والمرض ؟.. ينبغى أن نتلمس - فى البدء - أسباب هذه الخلخلة التى زلزلتنا على امتداد مساحة مصر ونعترف أن الكثير من فكرنا العام مازال يستقى ويتلقى من موروث أكثر من ثلاثين عاما عشناها فى تيه. فتصادمت المتغيرات الثورية مع المفاهيم القديمة فاضطرب الفكر بفعل الأيدولوجيات والشعارات المتضاربة والمتنوعة بتنوع ما عانت منه مصر منذ منتصف السبعينيات من شروخ سياسية وتقلبات فى المناخ الإعلامى الموجه إلى دعايات تخدم النظام وشعاراته فحدث التخلخل فى عطاء وفكر وقدرة المجتمع المصرى، فكان العجز الذى أصابنا بالتسطيح الفكرى للحرية والديمقراطية وكانت الكارثة التى لحقت بالمجتمع فى تفشى ادعاء الديمقراطية من نظام كان فى حقيقته ونواياه يتسلل ليخنق الديمقراطية والحرية. ولضيق المساحة والشرايين والشعب الهوائية. ولأننا جميعا شركاء فيما حدث للوطن أطلب من الله المغفرة لنا جميعا بقولى (هناك وجوه لا يغسلها ماء الحياء، ولكن يغسلها ماء النار)!!