يرى حمدين صباحى المرشح الناصرى لرئاسة الجمهوريةأن أحداث إمبابة ليست بعيدة عن القابعين فى سجن طرة ولا فى تل أبيب، وهو يرى أن الفتنة صناعة سياسية استخدمها النظام السابق لضرب المسلمين والأقباط. كيف ترى الفتنة الطائفية فى مصر الآن ؟ - أراها صناعة سياسية استخدمتها الحكومات فى العقود الماضية لصالحها.. وكثير من أحداث العنف أخذت الشكل الطائفى وبها جزء من فائض احتقان بسبب مظالم سياسية واقتصادية واجتماعية. وما يحدث الآن ليس ظاهرة دينية بقدر ما هو ظاهرة استخدام للدين من قبل النظام المنهار والحزب الوطنى وأياد أجنبية تريد لمصر ألا تصل لأى نوع من النجاح والتطور بعد الثورة وهناك أطراف كثيرة فى هذا الموضوع ليست بعيدة عن الموجودين فى طرة ولا الموجودين فى تل أبيب ولابد من تدخل حقيقى من المجلس العسكرى ومجلس الوزراء لتقديم كل من تسبب فى استخدام هذا العنف الطائفى إلى العدالة. لو نجحت فى الانتخابات وأصبحت رئيسا.. كيف تواجه هذه الفتن ؟ - أقيم دولة المواطنة المتساوية فى الحقوق والواجبات لكل المصريين وتحقيق العدل الاجتماعى بين كل فئات المجتمع.. ولابد من استحداث دستور ينص على تجريم كل أشكال التمييز. ونحن محتاجون أن يستعيد الأزهر دوره ليصبح مؤسسة مستقلة ليست تابعة للسلطات تقدم الإسلام فى جوهره المعتدل، دين العدل والإنصاف وحرية الاختيار ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، فلابد من احترام حرية الآخرين وعودة الدور الوسطى الحقيقى للإسلام. وكيف تتعامل مع التيار السلفى ؟ - السلفيون مواطنون مصريون وحقهم فى العدل والمساواة مكفول لهم ولا تسامح معهم على الإطلاق فى حالة تحويل آرائهم إلى إجراءات عملية بأيديهم لأن ذلك دور الدولة فى إطار القانون ولسنا فى حاجة لجماعات لتطبق قوانين خاصة بها. فى الآونة الأخيرة تفشت الفوضى فى المجتمع وشعر المواطن بغياب القانون.. كيف تعيد إلى المجتمع أمنه واستقراره فى حالة نجاحك فى الانتخابات الرئاسية ؟ - نحن ببساطة محتاجون إلى مفهوم حقيقى للعدالة والقانون.. ودولة قوية تطبق القوانين وتحرم كل أنواع التمييز سواء التمييز الدينى أو حتى التمييز الاجتماعى، فيحاسب أستاذ الطب على سبيل المثال الذى يعين ابنه فى الجامعة ويميزه عن غيره من الطلبة دون أن يكون كفؤا لذلك.. وكيف تحافظ على وجود الدولة المدنية ؟ - أريد أن أوضح أن الدولة المدنية ليست بمعزل عن الدين، ولا هى بالعلمانية التى تفصل الدين عن الدولة وتحاربه، لأن مصر تضم مسيحيين ومسلمين والمسلم متدين والمسيحى متدين أيضا، فنحن شعب متدين بطبيعته والكلام عن دولة «علمانية» يعد «هبل».. وكلام مستورد بلا سياق تاريخى أو حضارى ولا يقدم حلا. فالدولة المدنية التى أريدها ليست فى حرب أو انقطاع عن الدين الإسلامى أو المسيحى، ونحن مسيحيين ومسلمين أبناء ثقافة وحضارة واحدة وهويتنا الحضارية وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا ترفض الدولة العلمانية التى تعزل الدين عن الدولة.