لا يمكن بعد أن اتحدنا ونجحنا كشعب فى القيام بثورة 25 يناير أن تفرقنا أجندات صغيرة.. لأن الفرقة بعد الجماعة ستؤدى إلى محاربة بعضنا بعضا، والعودة للاتحاد معا هو السبيل الوحيد للنجاة لأن الاختلاف سيؤدى إلى الانهيار. وأقول لمن يحاول الإتجار بالدين ويتعاطف معه بعض المتدينين - ممن يريدون إخراجنا من السعة إلى الضيق: إنكم أبعد الناس عن الدين.. فمن حق الإخوان أن يتكلموا عن أنفسهم لكن ليس من حقهم أن يقولوا : نحن المسلمون،وينطبق الكلام على السلفيين أيضا.. لأن السلفية منهج فكرى عقائدى يجب أن ينتهجه كل مسلم ولا يقتصر على جماعة ينضم إليها من يريد. فالشعب الذى خرج صفا واحدا فى ميدان التحرير على مدى 18 يوما فى إحدى أرقى الثورات التى عرفها العالم.. وتعايش بحب وإخاء لتحقيق هدف واحد هو تغيير وجه الحياة على أرض الكنانة بادئا بإسقاط النظام.. هل يصدق أحد أن تتحول هذه الروح التى عمت الشعب بأكمله إلى مشاعر خوف وتخوين بين أصحاب ديانتى الأمة على يد من يطلقون على أنفسهم السلفيين والسلف منهم براء..فسلف الأمة هم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون الذين لم يعرف عنهم فى يوم من الأيام ترويع أى إنسان مسلما كان أو غير مسلم.. ولم يكونوا فى يوم ما أوصياء على الناس، بل كانوا أئمة للدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. والسؤال الذى يطرح نفسه.. ما الذى دفع بهذه التيارات وغيرها ممن قاموا بتكفير من قالوا «لا» فى الاستفتاء وتوعدوهم بدخول النار؟ هل هناك أصابع خفية لمن يظنون أنهم قادرون على إجهاض الثورة فبدأوا يمارسون نشاطهم القديم فى تفتيت الأمة وإثارة الفتن الطائفية وإشاعة الخوف والفزع بين الناس، تلك الفتن التى أثبتت الثورة والشعب المصرى عدم وجودها على الإطلاق. وعلى جميع طوائف الشعب المصرى برجال دينيه الإسلامى والمسيحى والمفكرين والسياسيين والإعلاميين التصدى لهذه الممارسات المنتشرة الآن فى جنوب مصر على يد السلفيين وتجريم كل من تسول له نفسه أن يقيم الحد على آخر،لأننا لسنا فى غابة، بل فى دولة يحكمها القانون، كما أناشد الشيخ محمد حسان الذى تحترمه هذه الجماعة أن يذهب إليهم فى الصعيد لوأد الفتنة حتى لا تتحول الثورة التى قامت من أجل الحرية إلى نظام أشد قمعا مما سبق.. وحتى لا تعم الفوضى ويحصل كل إنسان حقه بيده.. عندها سنقول على الدنيا السلام .. ويصبح شعب مصر فى خبر كان.؟